واشنطن – قال الجيش الأميركي إنه اعتقل أحد جنوده على خلفية نشر لقطات مصورة محاطة بالسرية لهجوم نفذته طائرة مروحية عام 2007 في العاصمة العراقية بغداد وقتل فيه نحو 12 شخصا، بينهم اثنان من العاملين في وكالة رويترز للأنباء.
وقال بيان للجيش إن الجندي برادلي مانينغ (22 عاما) من ولاية ماريلاند محتجز في الكويت حاليا تمهيدا لمحاكمته بتهمة تسريب معلومات سرية، مضيفا أن وزارة الدفاع الأميركية تأخذ مسألة المعلومات السرية على محمل الجد “لأنها تؤثر في أمننا القومي وأرواح جنودنا وعملياتنا في الخارج”.
وفي الوقت نفسه، أوضح مصدر أميركي أن القضية تخص شريطا مصورا نشره موقع “ويكيليكس” الذي يشجع كل من يبلغ عن معلومات في مقابل عدم الإفصاح عن هويته، وذلك بهدف محاربة فساد الحكومات والشركات.
وتتضمن اللقطات التي صورت من أعلى، هجوما نفذته مروحية من طراز أباتشي على مجموعة رجال في ساحة بأحد أحياء بغداد، وكان من بينهم مصور يعمل لوكالة رويترز ومساعده.
وبرر متحدث عسكري الهجوم بأن طاقم المروحية اعتقد خطأ أن آلة للتصوير هي قاذفة قنابل صاروخية، علما بأن اللقطات توضح أن مركبة اقتربت بعد دقائق وبدأت تحاول تقديم المساعدة للمصابين، لكن الطياريْن أطلقا النار عليها بدعوى قلقهما من أن تكون هذه المركبة تقل مقاومين للوجود الأميركي بالعراق.
ونقلت “رويترز” عن خبراء في القانون الدولي وحقوق الإنسان أن طاقم المروحية “ربما تصرف على نحو مخالف للقانون”، في حين انتقد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس موقع “ويكيليكس” لنشره اللقطات المصورة دون تقديم أي سياق للأحداث، على حد قوله.
وكان الجيش الأميركي ذكر أن تحقيقا أجري بعد وقت قصير من الواقعة خلص إلى أن القوات الأميركية لم تكن تعلم بوجود أي عاملين في الخدمات الإخبارية واعتقدت أنها تشتبك مع متمردين مسلحين.
وطالبت “رويترز” في نيسان (أبريل) الماضي بإجراء تحقيق جديد في الواقعة، لكن مسؤولين عسكريين قالوا إنهم لا ينوون إعادة فتح التحقيق.
Leave a Reply