واشنطن، تل أبيب – فيما يعلن ظاهر التحركات الدولية عن اقتراب موعد رفع الحصار الإسرائيلي والدولي الظالم على قطاع غزة الفلسطيني، تفوح من وراء الكواليس الدبلوماسية خطط لتمديد الحصار وفق آليات جديدة. إسرائيل، من جهتها، ضربت بعرض الحائط التظاهرات التي لفت شوارع العالم، معلنة رفضها لإجراء تحقيق دولي في اعتدائها على “أسطول الحرية” في عرض البحر.
وتمسكت إسرائيل بإجراء تحقيق داخلي في الهجوم ورفض وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك الكشف عن تفاصيل هذا التحقيق، واكتفى بقوله أمام الكنيست، في رده على اقتراح بحجب الثقة “نعتزم إجراء تحقيق في الأحداث”. وذكر أن التحقيق “سيكون مختلفا عن التحقيق الذي يجريه الجيش، وسيسعى لمعرفة ما إذا كان الحصار والهجوم على القافلة يتفقان ومعايير القانون الدولي”.
وفي واشنطن، أعلن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أن بلاده ستقدم 400 مليون دولار كدعم إضافي لمساعدة الفلسطينيين في الضفة وغزة، مشيرا إلى أن واشنطن تعمل مع إسرائيل على تخفيف حصار الأخيرة لغزة. وجاء إعلان أوباما بعد محادثات أجراها مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، في البيت الأبيض الأربعاء الماضي. وستخصص هذه الأموال لإقامة مشاريع إسكان وبناء مدارس ومياه ورعاية صحية وتنمية اقتصادية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة. ووصف أوباما الأوضاع في غزة بأنها “لا تحتمل”، موضحاً أن بلاده ستعمل مع حلفائها الأوروبيين ومصر وإسرائيل للتوصل إلى “إطار عمل جديد” فيما يخص الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة. وقال أوباما “نحن متفقون مع الإسرائيليين في منع وصول أسلحة إلى غزة”، غير أنه أردف قائلاً إنه ثمة حاجة لـ”آلية جديدة” للسماح بدخول مزيد من البضائع والمواد إلى القطاع، مكرراً القول إن حلاً دائماً ينبغي أن يشتمل على إقامة دولة فلسطينية بجانب إسرائيل آمنة.
من جانبه، وصف عباس، في مؤتمر صحافي مشترك مع أوباما، المساعدة الأميركية بإشارة إيجابية، داعياً إلى إنهاء الحصار عن غزة.
وقال عباس: “نحن أجرينا محادثات هامة جداً حول العملية السياسية، وحول مجريات الأحداث التي جرت مؤخراً بالنسبة لقطاع غزة”، مضيفاً “إننا نقدر تقديراً عالياً الجهد الذي تبذله معنا الولايات المتحدة والرئيس باراك أوباما حول تطوير الوضع الفلسطيني الاقتصادي والأمني والذي وصل إلى صورة مرضية، إلا إننا مصممون على الاستمرار بجهودنا لتحقيق التقدم المطلوب”.
وأكد عباس استمرار العملية السياسية “في أقرب فرصة ممكنة” وعدم تخليه عنها “لأنها مصلحتنا، مصلحتنا أن يكون هناك سلام، مصلحة إسرائيل، وأيضا مصلحة العالم وعلى رأسه الولايات المتحدة”. وقال رئيس السلطة الفلسطينية: “كذلك تحدثنا حول فك الحصار الإسرائيلي عن الشعب الفلسطيني لفتح كل المعابر من أجل المواد الإنسانية ومواد البناء وغيرها من الأمور الضرورية لحياة هذا الشعب هناك”. وحول حادثة أسطول الحرية، قال عباس: “نقدر الاهتمام بلجنة التحقيق التي تقرر أن يجري إنشاؤها من أجل التحقيق فيما جرى من أحداث مؤخرا حول ما نسميه بقافلة الحرية”.
Leave a Reply