تتلازم “الأنا” في أدبيات الحياة ملازمتها للحياة.
تلك الحياة التي نتصارع من أجلها (نكذب، نسرق، نتآمر؛ أو نقتل حتى)؛ وهذا لأننا نعتبر الغير هو المنافس لنا فيها.
وفي خضم تلك المعركة يصبح الآخر مجرد آخر، ــ في الحدود الدنيا التي لا يتعدى فيها على مصالحنا ــ أو يصبح عدواً “حين يتعدى تلك الخطوط الوهمية التي رسمناها له”؛ وننسى انه شريك؛ شريك لنا في هذه الحياة؛ يواجه بما يتاح له ما نواجهه نحن فيها.
وهذا مرده لـ”أنا”؛ تلك “الأنا” النرجسية المريضة، التي توافق فيها سارتر “الداحض للمذاهب الانعزالية” مع نيتشه المتوحد في عزلته “الملحدة”، وكيركجورد في عزلته “الدينية”، بان إنسانه انسان مريض؛ ومع هذا يحرص على وجوده، وهو معدم (اي إنسانه)، ولكنه يخشى ان يسلبه الناس كنوزه، وهو منكمش على نفسه لا يستطيع بل لا يرغب الاتصال بأحد .
هذه الأنا التي كنت ــ ولا زلت ــ أسخر منها؛ إنما هي موجودة “اليوم وأمس وحتى غدا”؛ موجودة بكل تجليات ضعفها الانساني.
فتلك “الأنا” التي انطلقت من “أنا” الى “أنا” العشيرة والقبيلة، الى “أنا” الزعيم وصولا الى “أنا” الوطن أو العرق. هذا في البعد الجغرافي؛ وأما في البعد الأيدلوجي، فقد انطلقت من “أنا”، الى “أنا الامام” ـ راهبا كان، او حاخاما، أو حتى شيخا ــ الى “أنا” المذهب وصولا الى “أنا” الدين.
فنحن ومن خلال وجودها، حاولنا إلقاء الضوء الفلسفي عليها، ببعديه ــ الانساني والديني ــ وغصنا فيها بحثا وتدقيقا، حتى بتنا نناقض انفسنا؛ فرحنا ــ كما فعل سارتر ــ نناقش، الوجود مع، الوجود للذات، والوجود للغير؛ ونسينا الوجود للإنسان؛ ذاك الإنسان الذي جاء مُقدماً أو مفسراً؛ مُتمحوراً أو محوراً؛ لتلكم “الأنا”.
نسينا التعاليم السماوية والأرضية التي تدفع بنا لنبذ تلك “الأنا”، نبذها في سبيل الصلاح الإنساني والوجودي.
هذه “الأنا” التي بجب عليها ان تنصهر مع “أنا” الآخر، حتى ترتقي الى “أنا” الانسان، ومن ثم تذوب في الجمال، الجمال المطلق.
Leave a Reply