في دول أوروبا، وبعد دراسة مستفيضة، نشرت نتائجها على الانترنت، تبين أن نسبة الطلاق تزيد بين الأوروبيين بعد اجازة فصل الصيف. والسبب حسب الدراسة، أن الزوجين يريان بعضهما على الشاطئ بشكل واضح وفاضح، دون تجميل أو ثياب ساترة، فيشعر كل منهما أنه خدع بزوجه وشرب مقلبا ثقيلا، ثقل وزن الزوج أو الزوجة الذي زاد عرضا وترهلا.
خلال المهرجان العربي العالمي في ديربورن الأسبوع الفائت، خطرت على بالي تلك الدراسة، حيث أن كثيرا من الناس الذين التقيتهم هنا وهناك، يعيشون في حيرة دائمة. البعض هاجسه الجوع والبعض الآخر هاجسه السمنة. قسم كبير منا نحن الشرق أوسطيين -ولله الحمد- يعيش هاجس تخفيف الوزن.
هذا زعلان وغضبان، لأنه سمين حتى حدود الشناعة. يريد أن يخف وزنه حتى يصير بخفة عقله. هذا اذا صار المستحيل ممكنا!!
وهذه حردانة وحيرانة لأنها بدينة بحجم المدينة، وهي زعلانة من الطبيعة وعلى العلماء، لأنهم وحتى الآن، لم يجدوا علاجا لطيفا وعجيبا، مثل حبة الأسبرين، ليخفف ويزيل عنها كل الأثقال والأحمال. وهذا يشبه سلسلة جبال من الشحم واللحم، يود ويرغب لو يذهب تسعة أعشاره الى الشيطان. وكلما سعى في سبيل الرشاقة والذوبان، زاد حجمه، وخفت همته، وامتدت مساحته، كونه يعيش في مدينة ديربورن، حيث عدد المطاعم العربية والأفران والدكاكين والسوبرماركت يزيد عددها على عدد المغنين والرقاصين في لبنان وسائر دول المشرق.
حقيقة، العديد من ذوي الأوزان الثقيلة –وأنا واحدة منهم حتى لا يزعل أحد- يخضع لديكتاتورية خفض الوزن، التلفزيون والاذاعة، الصحف، الكتب، الاعلانات، الجيران، الأبناء، والخلان، تحاصر الجميع، كل يوم ومن كل حدب وصوب، بالنصائح والوصفات وشتى أنواع أنظمة الريجيم والحمية، التي من الممكن أن تساعد على التخلص من غلط الزوائد في الجسم والتي تسبب السكر وضغط الدم واللهاث والشخير والنرفزة والكثير من الأذى والضرر الصحي.
الجميع في حيرة، فالعزايم والولايم دايما عامرة في ديربورن، عامرة بما لذ وطاب، و”الأكل على قد المحبة”. والمحبة لابد أن تكون بقياس أكسترا. في الناحية الأخرى، الطبيب والصيدلي وجارك وحماتك والثياب في خزانتك والتي على مقاسك ضاقت، كلها تأمرك، وكأن الأمر سهل وبسيط جدا: خفف وزنك!
ضحكت من قلبي، وعلى نفسي الأمارة بالسوء عندما قرأت تلك الدراسة، وحمدت الله كثيرا لأن معظمنا نحن القادمين من الشرق، نمضي الصيف على البرندات والباك ياردات، أو في الذهاب بالويك اند، الى البارك ونمضي وقت الاجازة استمتاعا بالأكل والشرب في حفلات الباربكيو والشواء وتدخين الأراكيل. وحمدت الله وشكرته لأننا لا نذهب الى الشواطئ، والتعري غير مباح لدينا، وإلا، يا لطيف، سوف نضرب الرقم القياسي في الهجر والطلاق في الشتاء وقبل الصيف!!
Leave a Reply