قدر مسؤولو مكافحة الإرهاب في الاستخبارات الأميركية أن هناك ما يزيد على 300 قائد ومقاتل من تنظيم القاعدة مختبئون في المناطق القبلية من باكستان، جاء ذلك في تقدير عام نادر لقوة التنظيم الذي يعد الهدف المركزي لإستراتيجية الحرب للرئيس باراك أوباما. وسيضاف هذا التقدير لتقييم سابق كان قد أجراه رئيس المخابرات المركزية الأميركية (سي آي أي) ليون بانيتا، يشير فيه إلى وجود نحو 50 إلى 100 ناشط من القاعدة في أفغانستان. وبجمع التقديرين تعتقد الاستخبارات الأميركية أن هناك على الأرجح أقل من 500 فرد من التنظيم في المنطقة التي نشرت فيها الولايات المتحدة ما يقارب مائة ألف جندي. وقالت “نيويورك تايمز” إن كثيرا من المسؤولين الأميركيين ينبهون إلى مثل هذه المقارنات قائلين بأن القاعدة صاغت علاقات وطيدة مع عدد من الجماعات المسلحة التابعة، وإن وجودا أميركيا كبيرا للقوات ضروري لمساعدة الحكومة الأفغانية في منع “القاعدة” من كسب ملاذ آمن في أفغانستان مشابه لما كان لديها قبل هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001. وقال رئيس الأركان المشتركة الأدميرال مايكل مولن إنه دُهش خلال زيارة أخيرة للمنطقة من عمق التآزر بين القاعدة وعدد من الجماعات المتمردة بما في ذلك طالبان الباكستانية والأفغانية. لكن مع تصاعد حدة القتال في أفغانستان وبعض المؤشرات على أن حركة طالبان بدأت تضعف، فإن التقديرات الأخيرة لقوة تنظيم القاعدة يمكن أن تعطي ذخيرة لمنتقدي إستراتيجية الرئيس أوباما الذي يعتقد أن على الولايات المتحدة أن تسحب قواتها من البلد وتعتمد بدلا من ذلك على فرق صغيرة من قوات العمليات الخاصة وضربات صاروخية بواسطة طائرات وكالة المخابرات المركزية بدون طيار. ويتحدث مسؤولو الإدارة الأميركية كثيرا عن المخاطر التي تشكلها الجماعات المسلحة التابعة لتنظيم “القاعدة” قائلين بأن لدى هذه الجماعات النية والقدرات لمهاجمة الولايات المتحدة. وأضافوا أن الشخص المتهم بمحاولة تفجير سيارة في ميدان تايمز في أيار (مايو) الماضي تلقى تدريبا من حركة طالبان الباكستانية، تلك الجماعة التي كان يعتقد أنها مهتمة فقط بالهجمات داخل باكستان. وكذلك الشاب النيجيري فاروق عمر عبد المطلب الذي حاول تفجير طائرة متجهة إلى ديترويت في كانون الأول (ديسمبر) الماضي كان قد تلقى تدريبا على أيدي جماعة “القاعدة” في شبه الجزيرة العربية المتمركزة في اليمن.
Leave a Reply