تل أبيب، غزة – أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن قبوله بشروط الإفراج عن 1000 سجين لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) مقابل الجندي الأسير جلعاد شاليط الذي تأسره فصائل مقاومة فلسطينية. وقال في خطاب متلفز الخميس الماضي إنه مستعد لدفع هذا الثمن مقابل إعادة شاليط إلى بيته، لكن هناك أثمان لا يمكن دفعها، في إشارة إلى أسماء معينة تصر “حماس” على الإفراج عنها وعدم ترحيلهم.
وشدد على شرطين بدونهما لن يكون هناك صفقة، الأول هو عدم السماح لمن أسماهم “المخربين الخطرين” بأن يعودوا إلى الضفة، واقترح أن يبعدوا إلى غزة أو تونس مثلا. والثاني هو أنه لن يطلق من وصفهم بـ”القتلة الكبار” حتى لا يوفر لهم إمكانية مهاجمة إسرائيل مرة أخرى.
وأكد نتنياهو في خطابه أنه يعمل سرا وعلانية بكل الطرق لاستعادة شاليط، مع العمل بإصرار على أمن إسرائيل واتخاذ القرارات الصائبة لمصلحة شعبها، وذكر أن الإشكال ليس في إنقاذ حياة فقط بل بالإفراج عن مخربين يمكن أن يهددوا حياة الآخرين في إسرائيل. وسرد نتنياهو حوادث لمبادلة أسرى مع حركات مقاومة رجع فيها الأسرى المحررون إلى قتال إسرائيل وأوقعوا فيها خسائر، واستشهد بإحصاء عن الأسرى منذ العام 2004 قال إن المحرَّرين قتلوا أكثر من 27 إسرائيليا وجرحوا العشرات.
وفيما يبدو انتقادا للاحتجاجات التي توجه للحكومة الإسرائيلية من قبل أسرة شاليط ومتضامنين معها قال نتنياهو إن قضية شاليط يجب ألا تحول إلى قضية سياسية، ويجب أن توجه الاحتجاجات إلى حركة “حماس” التي نعتها بالبشعة.
وكان مئات من المتظاهرين قد انضموا الخميس الماضي إلى “مسيرة الحرية” التي نظمتها عائلة شاليط للضغط على الحكومة للتوصل إلى اتفاق لإطلاقه.
من جهته، قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمود الزهار الخميس الماضي إن المفاوضات بشأن تبادل الأسرى، التي جرت في 120 جولة بوساطات متعددة كانت الأخيرة فيها عبر الوسيط الألماني، قد توقفت بسبب خروج حكومة بنيامين نتنياهو عن الاتفاق ومحاولة إفراغه من محتواه. وأكد الزهار أن الاتفاق كان ينص على الإفراج عن ألف أسير فلسطيني من بينهم 450 من كبار الأسرى، وأن حكومة نتنياهو تريد التراجع عن القائمة التي وافقت عليها الحكومة السابقة.
وقد أعلنت “حماس” عن رفضها لشروط نتنياهو لإتمام صفقة شاليط وإن أبدت استعدادها لاستئناف المفاوضات غير المباشرة من النقطة التي انتهت إليها.
وقال عضو القيادة السياسية لحركة “حماس” صلاح البردويل لـ”يونايتد برس إنترناشيونال” إنه ليس من حق نتنياهو وضع شروط أو معايير مسبقة لإطلاق أسرانا ضمن الصفقة. وأكد البردويل أنه لا معلومات لدى حركته عن عرض جديد لإتمام صفقة الجندي الأسير جلعاد شاليط المحتجز في غزة منذ 25 حزيران (يونيو) 2006. وأضاف أن الحركة توصلت عبر الوسيط الألماني إلى تفاهمات معينة، بخصوص إطلاق الأسرى، وتراجع نتنياهو عن هذه التفاهمات في اللحظات الأخيرة، “وإذا كانت هناك عروض جدية الآن فسنفحص الأمر وندرسه”.
وشدد على أن حركته تنظر بأهمية لنوعية الأسرى الذين سيفرج عنهم أكثر من النظرة لعدد من سيفرج عنهم، وقال إن العبرة ليست بالأعداد وإنما بنوعية الأسرى الذين يفرج عنهم. ورفض شروط نتنياهو بعدم إطلاق من وصفهم بكبار الإرهابيين قائلا “إنهم أسرى حرية وأبطال ومرفوض وصفهم بالقتلة.. هم تاج رؤوسنا”.
Leave a Reply