لم يخطر ببال الزميلة الإفريقية الأميركية جسيكا بارو أن تتعلم اللغة العربية في يوم من الأيام هي التي تشربت مقولات الإعلام الأميركي عن العرب والمسلمين في أعقاب أحداث الحادي عشر من أيلول في العام 2001. كانت في مقتبل العمر في ذلك الوقت، وثبت في عقلها ووجدانها أن العرب أناس خطرون وعدائيون إلى الدرجة التي جعلتها، لا تكرهم فحسب، بل تخاف منهم بشكل حقيقي.
في المدرسة، وخلال جولة مقررة لصفها على أحد المتاحف، كان من “سوء” حظ جسيكا أن تكون رفيقتها في تلك الرحلة فتاة عربية، الأمر الذي الذي سبب لها الخوف والجزع وكاد أن يفسد الرحلة.
لاحقاً، اكتشفت جسيكا أن تلك الفتاة العربية هي إنسانة مثل جميع البشر، تحب وتكره، تضحك وتحزن، وأنه يمكن الوثوق بها. صارتا صديقتين، ومن وقتها قررت جسيكا أن تتعلم اللغة العربية لكي تتعرف على العرب وعلى ثقافتهم، فقصدت جامعة وين ستايت في مدينة ديترويت وأخذت بعض الصفوف إلى جانب دراستها الأساسية للصحافة.
عبرت جسيكا التي تعمل حالياً في “صدى الوطن” عن تجربتها الشخصية حول هذا الموضوع في إحدى الوظائف المدرسية أثناء دراستها للغة العربية، فكتبت هذا الموضوع الذي نورده كما هو بأخطائه النحوية:
في الشهر الماضي، اخترت اللغة العربية للتخصص في جامعة وين ستيت. برغم أني سعيدة بدراسة اللغة منذ ثلاث سنوات، لم أظن أنه يمكنني أن أدرسها. عندما بدأت الكلية عندي رأي صوري ونمطي عن العرب. ولكن تغيرت.
تحتوي “وين ستيت” طلابا من خلفيات مختلفة بينما نشئت في منطقة ديترويت التي تحتوي غالبا الناس السود. لم اتكلم مع شخص عربي الا عندما اشتريت أي شيء في دكان. ولكن قال بعض الاشخاص إليّ: إنهم يخدعون، عندهم سلوك عنيف ضد النساء لا يحبون الناس السود وكلهم مرتبطون بمهاجمة الإرهابيون من 9/11.
هذه المعرفة التي حصلتها في طفولتي تسبب بعض لأشخاص أن يسألوا متى تغيرت. لم أتغير في يوم واحد ولكن شيئا فشيئا تعلمت أن هذه الحقيقيات زائفة.
ياسمين البحاخي كانت احدى أول الناس الذين غيروا رأيي. هي عربية ومسلمة. تعلمت أن المسلمين كانوا مجانين لأنهم سببوا مهاجمة الارهابيون. ولكن لم تكن ياسمين مجنونة وتعلمت أنها ليست مجنونة بعد أن تكلمت معها أصبحنا صديقتين جيدتين. لم أعرف اذا كانت تختلف عن معظم العرب.
بسبب ياسمين أردت أن أتعلم عن الناس العرب. سمعتهم يتكلمون اللغة العربية أمامنا، قالوا أشياء شريرة عنا. قررت أن أدرس عربي 101، صف عربي بداية.
في هذا الصف قابلت طلاب عرب أكثر. أيضا قابلت أولاد عرب. يفعل الأولاد العرب حقير وفظ وشرير ضد نساء. صحيح؟
قصدت أن أدرس لصيفين فقط، ولكن اكتشفت أن هناك كانت جماعة عربية لشهود يهوه في نفس بناية كنيستي. زرتهم وكنت خائفة. ليسوا الطلاب أو الأستاذة من الجامعة. لا يجب أن يكونوا لطيفين ولكن هم لطيفون جدا. عندما مشيت في الغرفة قبلتني امرأة كبيرة على وجهي.
عرفت كلمات قليلة فقط ولكن يدرسوني كثيرا. اكتشفت أن معظمهم كانوا من العراق وصديقتي ياسمين. العراق نحن في حرب مع البلد.
في هذه الجامعة قابلت صديقتي أحسن دانا. عندما قابلتها لم أريد أتكلم معها. هي كلدانية. كلدانيون العرب الذين لا يحبون الناس السود. هم متكبر وغني. صحيح؟ لا! هي متكبرة جدا ولكن تلك شخصيتها. بعد أن نتكلم، نكتشف أننا نحب نفس الموسيقى والأفلام والكتب. هي ولدت هنا في أمريكا وكيف تقرأ وتكتب بالعربية. نقرر أن ندرس معا.
في الجامعة أصبحت قريبة من معظم الناس. تعلمت أن العرب جاؤوا من البلاد الكثيرة ليس فقط من العراق أو السعودية. بعضهم لبنانيون كزوجة أخ دانة بعضهم من سوريا أو الأردن.
عندما زرت بيت أصدقائي، تعلمت أن ليس كل الرجال العرب عنيفين ضد زوجاتهم ولكن الرجال يحبون زوجاتهم.
مشاركة في صادقة فتحت عيوني ورأيت المشقات التي تحملها العرب. أحيانا تشكو ياسمين من سلوك الناس ضدها لأنها تلبس الحجاب ولا تحب دانة كيف حدق بعض الشخاص اليها عندما تتكلم علانية أو في دكان. أحيانا أهل أسرتي يقولون أشياء فظة عن العرب ولا يحبون أني قريبة من العرب.
أحيانا أنا زعلانة لأنهم يسلكون هذه الطريقة ضد أصدقائي ولكن أتذكر أني كنت مثلهم منذ حوالي أربع سنوات.
برغم أن الخوف ليس عقلي، أفهمهم. ولكن أنا سعيدة بتغيير رأيي. أكرهم وأخافهم من غير سبب. فنادوني أختهم وأناديهم أخواني وأخواتي.
Leave a Reply