في الاحتفال بذكرى ولادة أمتنا في الرابع من تموز (يوليو) فإننا نحتفل بالمواطنة كمؤسسة وما يتبع ذلك من حقوق وواجبات. إن شرف المواطنة بالولايات المتحدة الأميركية له مغزى خاص بالنسبة لي لكوني أميركي من الجيل الأول فقد ولدت في تبريز في إيران. وفي الحفل الخاص بمنح المواطنة الأميركية لي ولغيري منذ ثلاثين عاما تحدثت نيابة عن المواطنين الأميركيين الجدد. واليوم ونحن نحتفل بمرور 234 عاما على ميلاد أمتنا أود أن أعيد على مسامعكم ما قلته حينئذ.
إن أحدث مواطني أميركا قد جاؤوا مهاجرين من عشرات الأقطار والثقافات والقارات. إننا ننتمي للكثير من الأديان والألوان والأعراق ونتكلم لغات كثيرة وولدنا في بيئات اجتماعية واقتصادية متباينة، لكن ما نتقاسمه جميعا هو الفكرة التي طرحها وودرو ويلسون أن وجود الديمقراطية هو للحد من اللاإنسانية وللوصول بالأمل إلى أقصاه. إننا نتقاسم وجهة نظر فرانكلين روزفلت أن قوة الديمقراطية الأميركية تنطوي على التحرر من العوز والخوف، كما أننا نشارك والت ويتمان رؤيته أن الديمقراطية هي جوهر الروح الأميركية وهي بمثابة مدرسة تدريبية تساعد الرجال والنساء كي يعيشوا حياة يملؤها الطموح النبيل. وأخيرا فإننا نشارك جيمز ماديسون تصوره لبلد ثري بتنوعه وفخور بشعاره القائل E Pluribus Unum “من بين الكثيرين واحد”. إن هذه أرض تتعايش فيها الأديان والثقافات والأجناس والمئات من المجموعات العرقية.
لقد جئنا لأميركا ليس فقط كي نتمتع بخيراتها بل لنساهم في تنميتها ورخائها. إننا ندرك أن أميركا لم تصل بعد لمرحلة الكمال لكننا نرى أنا بإمكاننا أن نصل بها للكمال. فأميركا ليست مجرد واقع ملموس بل هي احتمال قائم. هذه هي بعض الأسباب التي من أجلها بذلنا قصارى جهدنا كي نصبح مواطنين بالولايات المتحدة.
وفوق كل شيء فإننا نشارك توماس وولف إيمانه الراسخ أن “الإتمام الحقيقي لروحنا وقوتنا وللمصباح الخالد لا يزال في الأفق …” وأن “… الاكتشاف الحقيقي لديمقراطيتنا لايزال أمامنا – وأن كل هذه الأمور أكيدة كطلوع الشمس ولا مفر منها كوقت الظهيرة”.
رئيس مؤسسة كارنيغي بنيويورك
وهي مؤسسة خيرية أنشأها أندرو كارنيغي في عام 1911
من أجل تحقيق “خير حقيقي ودائم في هذا العالم”
Leave a Reply