تربع المنتخب الاسباني على العرش العالمي للمرة الاولى في تاريخه وتوج بطلا لمونديال جنوب افريقيا 2010 بعد تغلبه على نظيره الهولندي 1 ـ صفر بعد التمديد (الوقت الاصلي صفر-صفر) الاحد في المباراة النهائية التي احتضنها ملعب “سوكر سيتي” في جوهانسبورغ امام نحو 85 ألف متفرج على رأسهم العائلتان الملكيتان للبلدين ورؤساء العديد من الدول الافريقية وبينهم رئيس الدولة المضيفة الحالي ياكوب زوما.
هذه المرة حل على النهائي ضيفان جديدان لم يسبق لهما ان فازا بالكأس الذهبية فهولندا جربت حظها في النهائي مرتين ولم يفلح حيث اصطدمت هولندا مرتين بعملاقين لا يقلان شأنا عنه 1974 حيث خسر النهائي امام المانيا الغربية في حينها والنهائي الآخر كان في العام 1978 وخسره امام الارجنتين التي توجت باللقب وقتها للمرة الاولى في تاريخها ايضا، في حين ان الوافد الجديد على النهائي هذه المرة هو المنتخب الاسباني الذي يخوضه للمرة الاولى في تاريخه بفضل رأسية قلب دفاع برشلونة والمنتخب الاسباني كارلوس بويول والتي اقصى بها منتخب المانيا المتخصص بالتواجد في النصف النهائي لـ12 مرة سابقة (رقم قياسي).
ومع انطلاق صافرة البداية كان الكل يمني النفس بفوز هذا الفريق او ذاك ولو ان الجمهور العربي تميل دفته نحو اسبانيا، وحول هذا الميل من الجمهور العربي في ديربورن كان لنا عدة اسئلة للجمهور الذي اعتبر ان التمني بفوز اسبانيا يعود لاعتبارات تاريخية تجمع الشعبين يضاف اليها الاستقرار الفني الذي يتمتع به الفريق بقيادة دل بوسكي الذي عرف كيف يدير الفريق بحنكة قل نظيرها.
وقد صدم الجمهور للمستوى السيء الذي ظهر عليه الفريقان خصوصا في الشوط الاول حيث استحق ان يكون اسوأ نهائي كأس عالم في تاريخه حيث كانت الخشونة الزائدة السمة الابرز على الفريق الهولندي بالتحديد وتغاضى الحكم الانكليزي عن طرد المدافع دي يونغ عندما ركل خابي ألونسو على صدره بطريقة لا تدل على انه التحام على الكرة، واذا كانت اسبانيا اعتمدت طريقة السهل الممتنع في تمرير الكرات السهلة القصيرة في وسط الملعب على الطريقة البرازيلية متسلحة بتفاهم اكسافيه وانييستا فان مدرب هولندا فان ماريك عرف طريقة لعب نظيره الاسباني وقام بتضييق المساحات عليه عندما حشد خمسة لاعبين وسط في الملعب ولذلك كان الضغط على حامل الكرة لمنعه من تشكيل هجمات من وسط الملعب فكان هذا الشوط هو شوط الملل الكروي والخشونة الزائدة حيث اشهر الحكم خمسة بطاقات صفراء في ظرف 23 دقيقة فقط ما يعني التوتر والعصبية البادية على اللاعبين.
واذا كان الشوط الاول هو شوط اللاعبين فان الشوط الثاني كان شوط المدربين حيث دفع دل بوسكي باللاعب نافاس لتنشيط الجبهة اليمنى واستطاع هذا الاخير ان يفتح جبهة على حسابه واوصل المهاجم الوحيد دافيد فيلا اكثر من مرة الى المرمى ولكنه لم يحسن ترجمة الفرص الى هدف واحد على الاقل يتوج به اسبانيا كبطلة للعالم ويتوج به نفسه كهداف بستة اهداف، وبالمقابل اعتمد المدرب الهولندي دفاع المنطقة واعتمد على الهجمات المرتدة عبر مهاجمه ونجمه السريع جدا اروين روبن الذي انفرد مرتين ولكنه لم يستطع ان يسجل ايا من الانفراديين حيث هزمه كاسياس مرتين الاولى عندما تصدى لكرته برجله اليمنى الى الكورنر والثانية عندما انقض على الكرة وخطفها من بين قدميه .
ويمكن القول ان المدربين استطاعا ان يتفوقا على لاعبيهم في الشوط الخاص بهم حيث ارتفع الاداء الفني وكانت الاثارة كبيرة حيث كانت الهجمات المتبادلة توحي بهدف في أي مرمى الى أن أنهى الحكم الوقت الاصلي للمباراة ولجأ الفريقان الى الوقت الاضافي ونقطة التحول كانت في الدقيقة 109 عندما يشهر الحكم البطاق الحمراء بوجه المدافع الهولندي هيتينغا لمخاشنته انييستا على مشارف المنطقة ولم يتأخر الهدف الاسباني حيث مرر فابريغاس الكرة في الدقيقة 116 الى انييستا وهو بمواجهة المرمى ليطلقها قوية يعجز الحارس عن صدها لتعلن عن بداية الافراح الاسبانية ولتدخل اسبانيا نادي ابطال العالم الى جانب البرازيل وايطاليا والمانيا والارجنتين والاوروغواي وانكلترا وفرنسا.
وبعد المباراة تسلم ايكار كاسياس كاس العالم من الرئيس الجنوب أفريقي ورئيس “الفيفا” جوزيف بلاتر ليصبح بذلك ثالث حارس مرمى يتسلم كاس العالم بصفته قائدا للفريق بعد الايطاليين كرومبي 1934 ودينو زوف عام 1982.
احصائيات من كأس العالم:
– مونديال 2010 كان الاقل تهديفا بمعدل 2,2 هدف للمباراة الواحدة حيث كان مونديال 1990 الاقل بمعدل 2,27.
– منتخب اسبانيا كان البطل المتوج باقل رصيد من الاهداف ببطولات كأس العالم (8 اهداف) بعد المنتخب البرازيلي (11 هدف) الذي سجله في مونديال 1994 في اميركا في حين ان اكثر رصيد من الاهداف سجله البرازيل في طريقه للتتويج (18 هدف) في مونديال 2002.
– رقم قياسي في عدد البطاقات الصفراء يسجل في نهائي كاس العالم بلغ 12 بطاقة (خمسة لاسبانيا وسبعة لهولندا) في حين كان الرقم القياسي مسجل في نهائي المونديال عام 1986 بين المانيا والارجنتين (ست بطاقات).
– بلغ سجل البطاقات المرفوعة بوجه اللاعبين في البطولة: 9 بطاقات حمراء مباشرة و8 غير مباشرة (بطاقتين صفراوين) و245 بطاقة صفراء كانت حصة الاسد منهم للمنتخب الهولندي (22 بطاقة) في حين ان منتخب كوريا الشمالية نال 2 فقط.
– سجل اربعة لاعبين بالتساوي خمسة اهداف هم دافيد فيلا (اسبانيا) – ويسلي سنايدر (هولندا) – دييغو فورلان (اوروغواي) – توماس مولر (المانيا)، ونال هذا الاخير لقب الهداف بسبب تمريره 3 اهداف لزملائه وتفوق على فيلا وشنايدر اللذان مررا هدفا واحدا لكل منهما.
– نال ايكر كاسياس جائزة القفاز الذهبي (افضل حارس) وبذلك يكون ثاني حارس ينال هذا اللقب في بطولات كأس العالم بعد اوليفر كان الحارس الالماني الذي نالها عام 2002 في كوريا واليابان.
– نال دييغو فورلان جائزة افضل لاعب في كأس العالم 2010 ليخلف بذلك زين الدين زيدان في العام 2006.
– نالت اسبانيا جائزة اللعب النظيف رغم الخمسة بطاقات صفراء في النهائي.
– مفارقة مهمة وغريبة ينبغي التوقف عندها وهي ان 3 لاعبين فقط سجلوا أهداف اسبانيا الثمانية وهم لاعبو فريق برشلونة : انييستا (هدفين) وبويول (هدف) ودافيد فيا المنتقل حديثا اليها (خمسة أهداف).
– أصبح المنتخب الأسباني أول فريق يتوج بلقب العالم بعد الهزيمة في أولى مبارياته بالبطولة حيث سبق لمنتخبات ألمانيا الغربية والأرجنتين وإيطاليا أن خسرت مبارياتها الأولى في بطولات كأس العالم 1982 و1990 و1994 على الترتيب وبلغت المباراة النهائية ولكنها خسرت جميعها في المباراة النهائية.
– أصبح المنتخب الأسباني ثاني منتخب في التاريخ يتوج باللقب العالمي بعد عامين من تتويجه باللقب الأوروبي حيث سبقه إلى ذلك المنتخب الألماني الذي توج باللقب الأوروبي عام 1972 ثم باللقب العالمي عام 1974. كما جمع المنتخب الفرنسي بين اللقبين ولكنه فاز باللقب العالمي أولا في 1998 ثم باللقب الأوروبي عام 2000 .
وكانت مباراة النهائي هي الأولى من نوعها التي لا تشهد مشاركة أي من منتخبات البرازيل والأرجنتين وألمانيا وإيطاليا منذ بداية إقامة بطولات كأس العالم في عام 1930.
وتزامنت المباراة مع عيد ميلاد المدافع الهولندي أندري أوير (36 عاما) ليصبح أوير ثاني لاعب فقط في تاريخ بطولات كأس العالم يخوض فريقه نهائي المونديال في يوم عيد ميلاده. وكان اللاعب الوحيد السابق هو الألماني يورجن غرابوسكي الذي قاد منتخب ألمانيا الغربية للفوز على هولندا في نهائي مونديال 1974 يوم عيد ميلاده الثلاثين.
الحكم الإنكليزي هاورد ويب رابع حكم إنجليزي يدير نهائي المونديال وأول حكم يدير نهائي دوري أبطال أوروبا وكأس العالم في عام واحد. ولكنه أشهر في المباراة النهائية للمونديال رقما قياسيا من الإنذارات في تاريخ المباريات النهائية لبطولات كأس العالم.
وبذلك يكون قد اسدل الستار على بطولة جمعت كل المفاجآت بدءا من التنظيم الذي كان على المحك وصولا الى الارقام القياسية والبطل الجديد، ويبقى ان نشير اذا صح القول ان تفاهم ريال مدريد -برشلونة هو من فاز بكأس العالم 2010.
وبذلك تكون حدود امبراطورية اسبانيا قد امتدت من كأس اوروبا الى كأس العالم فهل تستطيع ان تمدها الى حدود البرازيل 2014.
مشاهدة قياسية في أميركا لنهائي المونديال
حظي نهائي كأس العالم بين إسبانيا وهولندا الأحد الماضي بعدد قياسي من المشاهدين الأميركيين لمباراة في كرة القدم بلغ 24,3 مليون شخص، حسب ما أوضحت شركة “نيلسون” لقياس المتفرجين.
وتخطى عدد متابعي المباراة النهائية التي بثت على قناتي “أي بي سي” و”يونيفيجين” الرقم القياسي السابق لمباراة الولايات المتحدة وغانا (1-2 بعد التمديد) في الدور الثاني يوم 26 حزيران (يونيو) الماضي وبلغ 19,4 مليون شخص.
يُذكر أن مباراة البرازيل وإيطاليا في نهائي مونديال الولايات المتحدة 1994 تحمل الرقم القياسي لعدد المشاهدين الأميركيين لمباراة بكرة القدم قبل نهائيات جنوب أفريقيا حين بلغ 18 مليون شخص، في حين أن عدد مشاهدي نهائي كأس العالم للسيدات عام 1999 بين البرازيل والصين بلغ 18 مليونا.
ورغم الارتفاع الملحوظ في أعداد محبي كرة القدم بالولايات المتحدة، فإن اللعبة لا تزال بعيدة عن الرياضات المفضلة لدى الأميركيين ككرة السلة والبيسبول والسوبر بول (كرة القدم الأميركية). وللمقارنة، فإن عدد متابعي نهائي السوبر بول في شباط (فبراير) الماضي وصل إلى 106,5 ملايين شخص.
Leave a Reply