بغداد – اختتم زعيم قائمة العراقية إياد علاوي مباحثات مع نوري المالكي زعيم ائتلاف دولة القانون ورئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته الثلاثاء الماضي في مبنى رئاسة الوزراء بالمنطقة الخضراء ببغداد، لكن دون إحراز تقدم في إطار الحراك المتواصل من أجل تشكيل حكومة جديدة، وقالت مصادر في بغداد في “العراقية” أن التيار الصدري لا يعارض تولي علاوي رئاسة الوزراء، في خطوة لقطع الطريق أمام المالكي للبقاء في المنصب، وثبتت هذه الأقوال دعوة رئيس المجلس الأعلى الإسلامي في العراق عمار الحكيم، للمالكي بالتنحي عن منصبه رئيسا للوزراء “نظرا لكثرة التحفظات الإقليمية والدولية على ترشيحه”.
وقالت مصادر في “العراقية” إن علاوي أطلع هاتفيا زعيم الائتلاف الوطني العراقي عمار الحكيم ورئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على نتائج مباحثاته مع المالكي.
وتعليقا على تلك المباحثات قال المتحدث الرسمي باسم القائمة “العراقية” حيدر الملا إن الاجتماع بين علاوي والمالكي انتهى “ولا شيء جديد”. وأشار إلى أن الزعيمين متمسكان بموقفهما بشأن تولي الرئاسات الثلاث، رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ورئيس البرلمان، حيث لم تحسم المناصب الرئيسية الثلاثة.
وكانت القائمة “العراقية” قد حصلت على المرتبة الأولى في تلك الانتخابات وحصلت على 91 مقعدا، يليها ائتلاف دولة القانون بحصوله على 89 مقعدا، ثم الائتلاف الوطني بزعامة عمار الحكيم بحصوله على 70 مقعدا.
ويعد لقاء المالكي وعلاوي هو الثالث الذي يجمع بين الطرفين منذ إعلان نتائج الانتخابات التشريعية في إطار اتصالات واسعة بين عدة أطراف عراقية لحسم موضوع تشكيل حكومة جديدة. وكانت مصادر في قائمة العراقية قد رجحت أن يمهد اللقاء لحسم تسمية المرشح لرئاسة الحكومة المقبلة والمناصب السيادية.
وجاء لقاء علاوي والمالكي بعد يوم واحد من لقاءات أجراها علاوي في دمشق مع الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
واتخذ لقاء علاوي بالصدر أهمية خاصة كونه جاء بعد قطيعة استمرت لأكثر من ست سنوات، وبعد أن رفض الصدر استقبال وفد من ائتلاف دولة القانون في إيران.
وقال قياديون في العراقية إن علاوي والصدر اتفقا على تشكيل لجان مشتركة لوضع برنامج الحكومة المقبلة في إطار التحالف بين العراقية والائتلاف الوطني بجميع تشكيلاته، بينما قال الصدر بعد الاجتماع إنه لمس لدى قادة العراقية استعدادا لتقديم تنازلات من أجل الإسراع بتشكيل الحكومة.
ومن جهته، وقال الحكيم إن على المالكي التنحي وإفساح الطريق أمام آخرين لتشكيل حكومة جديدة في العراق وإنهاء حالة الفراغ السياسي الذي تعشيه البلاد بعد أكثر من أربعة أشهر من الانتخابات البرلمانية الأخيرة، التي تقدمت فيها كتلة العراقية التي يقودها رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي.
ونفى السياسي العراقي اتهامات بأن يكون المجلس الأعلى الإسلامي في العراق هو السبب في تأخير تشكيل الحكومة.
وحث الحكيم كل “السياسيين العراقيين” على بذل قصارى جهدهم من أجل التوصل إلى حل قبل جلسة البرلمان المقررة في الـ28 تموز (يوليو) الجاري، قائلا إن أي تأخير عن ذلك غير مقبول.
Leave a Reply