أربعة أعوام تمر ويبقى طعم الانتصار حلواً بالرغم من حرارة الوجع.. في آب..
هذا الانتصار الفتي الذي ولد بعد مخاض طويل؛ جاءنا من بين الركام منتفضاً كطائر الفينيق كي يرفع -رغم القهر- لواء العصيان، ماسحاً بيد عيسى جراح الذل كي تصبح أوسمة الشرف، راكباً براق السماء كي يحط بنا في أرض الله.
هذا الانتصار الذي لونت دماؤه شرق أوسط قديماً ليقدم للعالم آخـر جديداً؛ وان كره منافسوه..
هذا الانتصار الذي أذاقنا وحشة القبر ونحن أحياء، طعم القهر ونحن أقوياء، ظلم السجن ونحن أحرارا، علقم الجحيم ونحن في النعيم..
يبقى طعمه حلواً؛ بقدر صموده رغم كل محاولات قتله (وهو الفتي)، بقدر عودة أهلنا الى قراهم… بقدر وقوعه في زمن الهزائم.
/
ويبقى الجنوب قبلة حجاج الحرية.
/
واليوم؛ يصبح للحجيج قبلة اخرى غير مكة واورشاليم “لمن يريد غفران الله”، غير واشنطن ولندن “لمن يريد غفران المال والسلطة”.. قبلة جديدة.
جديدة بعنوان الحرية العريض المخضب بدماء أهلها، الممزوج بعرقهم، المحمي بصدورهم العارية.
جديدة بقدسيتها، هي من عاهدت وصدقت، من كانت صـَدقَ عهدُهم، قرأت عليهم مزامير النصر حين شاء.
هي معمودية جديدة عنوانها الدم؛ دم الأخوة، مع اختلاف أهوائهم وهيكلية عسكرهم، والقلم الذي كان حبره الدماء الزكية.
هي رحم النصر “الحر” (أو رحم حرية النصر) وان كانوا يرونه بعيداً، ففيها يمسي أقرب من الصبح؛ هي رحم الوحدة الأليم، مخاض اعادة خلق الانسان.. ليكون كما خلقه الله اول مرة.
/
شرف تضحية وفاء.. صحافة حرة.. مقاومون قبل آب وبعده…
كلكم شهداء النصر..
وكلنا للوطن.
Leave a Reply