ديربورن – خاص “صدى الوطن”
يبدأ هذا الخريف عهد جديد في واحدة من أكبر الثانويات في ولاية ميشيغن مع استقبال ثانوية “فوردسون” لمديرها الجديد المعين حديثا يوسف مسلّم.
ويخلف مسلم المدير المغادر عماد فضل الله الذي تقاعد في وقت سابق من هذا العام.
ويأتي مسلم (34 عاما) من منصبه كمدير لمدرسة “ريفر أوكس” الابتدائية في مدينة ديربورن هايتس، لتولي منصب المدير في ثانوية “فوردسون” التي تخرج منها في العام 1994، ومارس التدريس فيها لاحقا لمادة التاريخ، الى جانب توليه منصب مساعد مدرب فريق كرة القدم في الثانوية.
وفي لقاء أجرته معه “صدى الوطن” قال مسلم إنه تمنى دائما أن يعود الى ثانوية “فوردسون” التي أدت دورا كبيرا في تطوير شخصيته.
ويشرح مسلم بشغف “ان فوردسون كانت دائما قطعة مني وكنت أحلم بتولي إدارتها، بعدما درست فيها، ثم مارست التدريس في صفوفها. وكنت دائما أقول إنه اذا ظهرت لي فرصة للعودة اليها فسوف ألتقطها فورا”.
ويرث مسلم في منصبه الجديد تحديا مهما في ثانوية يؤمن الكثيرون أنها مدرسة حيوية في نجاح الجالية المحيطة بها.
وفي حين يبدي البعض قلقه من صغر سن المدير الجديد ومن خلفيته كمدير لمدرسة ابتدائية إلا أن مسلم ينظر الى هاتين المسألتين بمنظار مختلف تماما: “إن ما يهمني هو السؤال: هل لديك الطاقة والمحرك والالتزام لعمل كل ما يمكنك لمساعدة الطلاب في الجالية”. يقول مسلم، ويضيف “إنني لا أدع مسالة العمر تزعجني إطلاقا فأنا عضو فاعل في هذا المجتمع وسأبقى فيه لزمن طويل”.
ومن المفارقات التي يحملها تولي مسلم إدارة ثانوية “فوردسون” إن إحدى المدرسات التي سيكون تحت إشرافه الإداري هي ماري ستاكبول التي درسته مادة اللغة الفرنسية حين كان لايزال طالبا في الثانوية. وقد التقاها مسلم بعد تعيينه وسمع منها ومن أعضاء آخرين في الهيئة التدريسية الذين تتلمذ عليهم، كل الدعم. وقال “إنهم قدموا لي كل أنواع الدعم المعنوي وهم يتطلعون قدما للعمل معي مرة جديدة”.
وحول مسألة قدومه من إدارة مدرسة ابتدائية قال مسلم إن العودة الى مدرسة ثانوية ستكون إضافة جديدة الى تجربته ويشرح قائلا “إن كل منصب توليته ساهم في تحضيري، بأوجه مختلفة لأن أكون مديرا لثانوية فوردسون”.
ويضيف مسلم “بالنسبة لي كان الذهاب الى ادارة مدرسة ابتدائية أقرب الى عملية تكيف أما العودة الى الثانوية فهي وضع معتاد عليه أكثر بكثير واشعر بقوة بأنني سأكون قادرا على التواصل والتفاعل مع الطلاب، وكوني من مدينة ديربورن ومن خريجي فوردسون فإنني أفهم الكثير من القضايا التي يواجهها الطلاب والتي تثير قلق أهاليهم”.
وفي حين قدمت ثانوية “فوردسون” أعدادا لا بأس بها من الطلاب المتفوقين أكاديميا، فإن نسبة من الطلاب الآخرين أظهرت تأخرا في نتائج الاختبارات العامة. وتعليقا على هذه المسألة يؤكد مسلم أنه يخطط لمواجهة هذه المشكلة بمساعدة فريق عمل منسجم ومنكب على دراسة الأوضاع الأكاديمية للطلبة.
ويوضح مسلم “ان جزءا من الأهداف بالنسبة لمدير سواء كان في سنته الأولى أو العاشرة، هو اجراء نظرة فاحصة على المعلومات والاحصاءات المتعلقة بالإنجاز الطلابي، لأجل تحديد الحقول التي تعاني من عجز، ومن ثم طرح السؤال عن سبب هذا العجز، وما يجب القيام به لإزالته”. ويشرح مسلم لـ”صدى الوطن”: “إنني أريد تركيز الانتباه على تلك الحقول وأجمع الهيئتين التدريسية والإدارية لمعرفة ما يمكن عمله لمساعدة جميع الطلبة على تحقيق انجازات ذات مستويات أعلى”. ولأجل هذه الغاية قام مسلم بالاتصال بالمدير المغادر عماد فضل الله الذي يصفه بالمربي الكبير، ويعرب عن نيته استشارته في وقت ما، في المستقبل القريب.
وأجرت “صدى الوطن” اتصالا بمدير ثانوية “فوردسون” المغادر عماد فضل الله للوقوف على رأيه بما يخص تولي مسلم لمنصب الإدارة. وابلغ فضل الله “صدى الوطن” إنه يعرف مسلم ويؤمن بأن لديه الشخصية والرغبة في انجاز المهمة مع توافر الدعم الصحيح. وقال فضل الله “يوسف رجل رائع، وشخص متفوق وقلبه الآن في المكان الصحيح، لكنه بحاجة الى الدعم والمساعدة من الجالية لينجح في مهمته”.
وأعرب فضل الله عن اعتقاده بأن العدد الكبير من الطلاب الذي تضمه الثانوية (حوالي 2500 طالب) فإن الحاجة ملحة لتعيين مساعد رابع للمدير، خصوصا مع الحاجة الى الحفاظ على السلوك والأخلاق المدرسيين ويقول مسلم إنه سيبحث في سبل تحسين الخدمة الطلابية بما في ذلك احتمال تعيين موظفين جدد، رغم صعوبة هذه المهمة، في ظل أزمة الميزانية.
ويتابع مسلم حاليا التحضير لأطروحة الدكتوراه في الاختصاص التربوي في جامعة “وين ستايت” ويقوم الى جانب وظيفته بتدريس مقررين في “جامعة ميشيغن –ديربورن”. ولا يعتقد مسلم بأن الوقت الذي يكرسه لإنجاز أطروحة الدكتوراه والتعليم سوف يؤثران على أدائه في منصبه الجديد ويعلق حول هذه النقطة بالقول: “لقد نشأت في بيت تكيفت فيه مع أفراد يقومون بأكثر من عمل في وقت واحد.. هذه هي شخصيتي، والعمل على انجاز شهادة الدكتوراه جعل مني مدرسا أفضل من خلال البحث في تقنيات التعليم المختلفة والمناهج والخطط التدريسية”.
من ناحيته رأى المدير السابق لـ”فوردسون” عماد فضل الله أن صغر سن مسلم ليست مسألة ذات شأن وقال: “أنا أؤمن بأن الهدف والرؤية هما القضيتان الحقيقيتان وجو (يوسف) يمثل دما جديدا يمتلك الرؤية والمقاربة الصائبتين. وطالما أن همك يتركز على الشأن الطلابي فلا يهم مقدار عمرك صغر أم كبر”.
وتمنى فضل الله النجاح لمسلم قائلا: “هذه بداية جيدة له لأن ثانوية فوردسون هي المكان الذي تتفاعل حوله الجالية وإذا أخفقت فهذا إخفاق لنا كجالية”.
Leave a Reply