يعمل ناشطون على ضمها الى أسطول دولي
في محاولة جديدة لكسر الحصار على غزة في الخريف القادم
نيويورك – خاص “صدى الوطن”
فيما أسهم الاعتداء الدموي الذي نفذته اسرائيل في أعالي البحار ضد “أسطول الحرية” الذي كان متوجها لفك الحصار عن قطاع غزة في ايار (مايو) الماضي، في نشر الوعي على المستوى العالمي حول الحاجة الطارئة الى إنهاء الحصار الاسرائيلي، إلا أن العديدين لايزالون يشعرون أن مزيدا من المحاولات لفك هذا الحصار يجب أن تبذل للفت انتباه الرأي العام الأميركي الى هذه القضية الانسانية المأسوية التي يعز نظيرها في عالمنا المعاصر.
وانطلاقا من هذا الإدراك وحول هذا الهدف التقت عدة مجموعات من النشطاء الأميركيين لأجل جمع التبرعات، بهدف إرسال سفينة من الولايات المتحدة تحمل اسم “جرأة الأمل” لتكون الى جانب سفن أخرى من أوروبا وكندا والهند وجنوب إفريقيا ومناطق في الشرق الأوسط يتوقع أن تبحر في شهر أيلول (سبتمبر) أو شهر تشرين الثاني (نوفمبر) القادمين. وهذه القافلة من السفن ستكون منفصلة عن القافلة التي أعلن عنها النائب البريطاني السابق جورج غالاوي خلال احتفال نظمه قبل أشهر قليلة تجمع “مسلمون أميركيون من أجل فلسطين” في مدينة ليفونيا.
ويأمل المنظمون الذين أطلقوا موقعا الكترونيا تحت عنوان ustogaza.org (من الولايات المتحدة الى غزة) بأن يتمكنوا من جمع مبلغ 370 ألف دولار للرحلة المزمع تنظيمها، وقاموا مؤخرا بتنظيم حفل لجمع تبرعات في مدينة نيويورك. وجمع المنظمون حتى الآن مبلغ 163 ألف دولار ويتوقع أن ينظموا حملات أخرى لجمع الأموال في مدن أميركية عديدة.
ويخطط المنظمون لإرسال ما بين 40 و60 شخصا على متن السفينة المزمع إرسالها وقام العشرات بالفعل بالتعبير عن اهتمامهم ورغباتهم في القيام بهذه الرحلة، على الرغم من الأخطار المحدقة والتي شهدت رحلة أسطول الحرية نموذجا دمويا اسرائيليا عنها.
وستحمل رحلة السفينة الأميركية اسم “جرأة الأمل” تيمنا بعنوان الكتاب الشعبي الذي ألفه الرئيس الأميركي باراك أوباما، رغم أن احدى المنظمات وتدعى جين هيرشمان قالت ان زملاءها لهم اعتراضات على الطريقة التي يتعاطى بها الرئيس مع الوضع في فلسطين.
وقالت هيرشمان “من المقرر أن تبحر قافلة الأسطول الدولي هذا الخريف، ونحن نعتقد أنه من المهم جدا أن يكون هنالك حضور أميركي فيها”. أضافت هيرشمان “لم يسبق أبدا أن شاركت سفينة أميركية ونعتقد أن الوقت قد حان لأن نقف في وجه حكومتنا ونحملها المسؤولية عما حصل ويحصل، فغزة هي سجن كبير في الهواء الطلق”.
وشرحت هيرشمان أن المجموعات المشاركة في تنظيم الرحلة والتي تتضمن كلا من “حركة غزة حرة”، “اليهود يقولون لا”، “يهود أميركيون لأجل سلام عادل”، “اصوات يهودية للسلام” و”مسلمون أميركيون لأجل فلسطين”، وآخرين، يأملون بأن يجذبوا الانتباه الى المساعدات العسكرية الأميركية بقيمة 30 مليار دولار على مدى عشر سنوات لإسرائيل، إضافة الى هدف جلب الانتباه الى معاناة سكان قطاع غزة المليون ونصف المليون انسان الواقعين تحت الحصار.
وقد طافت حملة مدينة نيويورك لجمع الأموال في نهر هادسون ومرت من أمام تمثال الحرية ورست حاملة شعارات ويافطة بطول 30 قدما تعلن عن نية السفينة في المساعدة في كسر الحصار، في رحلة هدفها خلق وعي لدى الرأي العام الأميركي حول هذه القضية.
ويأمل مستشار رحلة “الولايات المتحدة الى غزة” المنتج السينمائي ومنظم حملة “غزة حرة” آدم شابيرو أن يستمر الوعي حول قضية حصار غزة بالتنامي. وقال إن منظمته تأمل بأن يشارك سياسيون وشخصيات مشهورة في رحلة السفينة. واضاف شابيرو “إن واحدا من العوامل المحفزة الرئيسية وراء جهد مجموعته هو مدى أهمية أن يضم الوفد على متن السفينة شخصيات مهمة، لأجل رفع مستوى الوعي وبحيث يمكننا نقل صورة عن مأساة سكان غزة المحاصرين الى الاعلام الأميركي”.
وتابع شابيرو “إننا نريد (هذه الرحلة) كجهد من جهود التواصل لجني الدعم من مجموعات في مختلف أنحاء البلاد، لأجل وضع هذه الرحلة موضع التنفيذ وعندما تبحر هذه السفينة سيكون من المهم تحريك شبكات العمل والمجتمعات المحلية لأجل نشر الوعي”.
وقد بدأت بالفعل أخبار الرحلة المزمعة بالانتشار بعدما كتبت عنها كل من صحيفتي “نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست” على موقعيهما الإلكترونيين. وسجلت حملة التبرعات زخما قويا، لكن المنظمين لايزال أمامهم طريق طويلة. وتستذكر هيرشمان تبرعا ملفتا حصل خلال نشاط في منتدى اجتماعي أميركي في مدينة ديترويت، وتقول “كنا نجمع التبرعات ونضعها في سلة تشبة السلال الموجودة على متن السفن، عندما تقدمت فتاتان عمر كل منهما 13 سنة وكانتا في جولة للتحدث عن مأساة الحصار وقدمتا مبلغ 40 دولارا لهم”. وتضيف هيرشمان أنها طلبت من الفتاتين الاحتفاظ بالمبلغ لأنهما بحاجة اليه إلا أنهما رفضتا قائلتين: “لا يمكن أن تقدروا كم هو أمر مهم أن تقوم سفينة أميركية بمحاولة لكسر الحصار عن قطاع غزة”.
المزيد من المعلومات عن الرحلة ولأجل التبرع لها، زوروا الموقع التالي على الشبكة: ustogaza.org
Leave a Reply