بليموث – خاص “صدى الوطن”
الناشط العربي الأميركي آيب منفاخ لمع في أكثر من مضمار فمن عمله كمهندس مدني ومستشار ومتطوع وناشط في العديد من المنظمات بالرغم انه في خريف العمر قضى حياته في ممارسة الاعمال الصعبة والتغلب على التحديات وهو مستمر على هذا المنوال.
يرأس منفاخ اليوم مجلس ادارة المجلس العربي الاميركي والكلداني (آي سي سي) ويصف نفسه بأنه متقاعد ليس من النوع الذي يقضي وقته في الغولف أو صيد السمك ولكن مهمته هي مواجهة التحديات.
“آي سي سي” هي مؤسسة غير نفعية تقدم الخدمات الاجتماعية الى الجاليات الشرق الاوسطية المقيمة في مقاطعات وين وماكومب واوكلاند وتشتمل برامجها على مختلف النواحي التربوية والتوظيف والتدريب والصحة السلوكية والترفيه للشباب والنشاطات الثقافية اضافة الى خدمات الهجرة والخدمات الصحية وقد صنف المركز على انه واحد من افضل مقدمي الخدمات في منطقة ديترويت.
بالنسبة لـ منفاخ لم يكن التطوع مع “آي سي سي” في البداية لتمضية الوقت وللحصول على اللقب والمجد بل لانه آمن بالقضايا التي يحملها المجلس، وفي هذا الصدد يقول “اذكر كم كان صعبا عليّ حين هاجرت لأول مرة الى اميركا. كان امامي عوائق اللغة والتقاليد والعوائق الثقافية وكان علي انا وعائلتي التغلب على هذه العوائق”.
كان منفاخ قبل التحاقه بـ”آي سي سي” رئيسا لمؤسسة “آيرس، ليويس، نورس وماي” في آناربر واحتل منصب رئيس هذه الشركة الهندسية لمدة 13 سنة استطاع خلالها توسيع المؤسسة من 31 موظف الى 152 وخلق 121 وظيفة في الولاية استقال من عمله سنة 2004 وجلب كل هذه الخبرة معه الى “آي سي سي”. يفخر منفاخ بخبرته ويقول “اعتدت ان اتخذ قرارات تؤثر على حياة 150 عائلة احيانا كنت أفعل الشيء الصحيح.. استخدمت الافكار التي كنت استعملها في القطاع الخاص في الاعمال التطوعية خاصة في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة”.
وكان منفاخ متطوعا مع “آي سي سي” منذ العام 1997 واصبح رئيسا له في 2007 وكان جلّ اهتمامه ايجاد حلول للمشاكل خاصة المالية في المركز قال “كانت ميشيغن واحدة من افضل 10 ولايات في اميركا حينها كنت انا اعمل في التجارة وخلال السنوات الـ8 الماضية انحدرت ولايتنا الى الاسفل والآن اصبحت ميشيغن الثانية في معدل البطالة على مستوى اميركا”.
عمل مؤسسة “آي سي سي” تأثر بالتراجع الاقتصادي التي تشهده اميركا وكانت التخفيضات في الموازنة على مستوى الولاية والمستوى الفدرالي ذات تأثير على “آي سي سي” وتمويل خدماتها، وعن هذا يقول منفاخ “ان التمويل والموارد محدودة جدا هذه الايام وهي بالطبع تؤثر على خدماتنا وهذا هو اكبر التحديات امامنا كيف نستمر في تقديم الخدمات”.
وقد عمل منفاخ مع د.هيفاء فاخوري وهي الرئيسة والمديرة التنفيذية في “آي سي سي”، لإقناع المسؤولين المنتخبين بضرورة استمرار الخدمات المتميزة التي يقدمها المركز وبأن تمويلها يجب أن لا يتم تخفيضه.
كما سعى منفاخ الى الحصول على هبات من اجل استمرار تقديم الخدمات في المركز قال عنها “هذه الهبات صعب الحصول عليها، فقبل اربع سنوات كانت هذه الهبات يتقدم اليها خمس منظمات والآن اصبح يتقدم اليها 50 منظمة وقد اعتدت ان اقابل المانحين واتحدث اليهم”. بعض المحادثات كان لها نتائج مثمرة من بينها مبادرة تطوير المجتمع والجوار والتي تشمل الترفيه للشباب ومشروع القيادة على شارع الميل السابع شرقا في ديترويت وهي مرفق يفتخر به منفاخ وهذا المرفق يشكل بيئة جيدة لكل شخص في الجالية وهو مكان مناسب للجيل الناشئ لممارسة هواياتهم بعد المدرسة بدلا من التسكع في الشوارع وخلق مشاكل لأنفسهم وللآخرين.
هذا المركز الذي لعب منفاخ دورا أساسيا في تأمين التمويل له أمن مكانا للشبيبة يأتون اليه ويلعبون كرة السلة او يتثقفون عبر تحسين مهارات استخدام الكمبيوتر.
ولد منفاخ في حلب في سوريا وانتقلت عائلته الى نيويورك سنة 1966 وكانت احوال عائلته المالية متدنية ما دفع منفاخ الى التفوق في المدرسة والتحق بجامعة “لويزيانا ستايت” وحصل على شهادة في الهندسة المدنية وبعدها على الماجستير في الهندسة من “جامعة ميشيغن اناربر”، قال “كان ذلك تحدي وانا قبلته فالشيء الذي وضعه الاهل في رأسي هو ان اذهب الى الكلية وهذا ما فعلته كما فعله اخواني واعتبر عائلتي ناجحة في مواجهتها للتحديات”.
انتقل منفاخ الى مدينة بليموث في ميشيغن سنة 1978 حيث انجب وزوجته دارلين ابنتين منذ تقاعده زاد منفاخ من عمله في خدمة الجالية وانتخب في بليموث في مجلس الامناء وحاليا يشغل منصب رئيس هيئة حكام صندوق “كلية سكولكرافت” في المدينة. كما خدم منفاخ في مجلس ادارة “يونايتد واي” في بليموث أيضاً.
ولم يحالف الحظ منفاخ في الانتخابات التمهيدية الأخيرة في معركة مجلس الشيوخ في ميشيغن عن الدائرة السابعة وعن تجربته الأخيرة يقول منفاخ “من أجل احراز تقدم لجاليتك عليك ان تكون بين الناس وعليك ان تنخرط في العمل السياسي”.
وقد حصل منفاخ في انتخابات آب (أغسطس) الماضي على اعلى نسبة في المنطقة التي يقيم فيها مع ان ترتيبه كان الثالث في مجموع الدائرة. وقد تنافس أربعة مرشحين جمهوريين لخلافة السناتور الجمهوري الحالي بروس باترسون. وقد جاء في المركز الأول باتريك كولبيك بـ٨٨٧٩ صوتاً (٣٢ بالمئة من الأصوات) فيما احتلت ديبورا ويمان المركز الثاني بـ٧٥٧٢ صوتاً وجاء منفاخ ثالثاً بـ ٦٣٠٩ أصوات متقدما على دان أوسترمان الذي حل أخيرا بـ ٥٣١٧ صوتا. وتقع الدائرة السابعة في مقاطعة وين وتشمل مدن كانتون وبليموث وبلفيل وبراونزتاون وفلات روك وجيبرالتار وودهايفن وغروس ايل وهيورون تاونشيب وفان بيورن وترنتون وسلامبتر.
وكونه خرج من السباق السياسي يقول منفاخ “ذلك لا يعني انني وُضعت على الرف.. فأنا لا زلت اخطط لأن اشعل نارا تحت اقدام العرب الاميركيين لإنجاز ما نحتاج انجازه لجاليتنا”.
Leave a Reply