ديربورن – خاص “صدى الوطن”
تظاهر أكثر من 250 شخصا جلهم من العرب الأميركيين في يوم القدس العالمي، ظهيرة يوم الجمعة الماضي، أمام مبنى المجلس البلدي في مدينة ديربورن، هاتفين بشعارات مناهضة للصهيونية ولدولة الاحتلال الإسرائيلي وسيطرتها على مدينة القدس الشريف التي تعد من أهم الرموز الإسلامية والعربية، لوجود المسجد الأقصى وكنيسة القيامة فيها. وكان ملاحظاً مشاركة بعض الأشخاص اليهود الذين جاؤوا وأبدوا معارضتهم لما تقوم به دولة إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وخاصة حصار قطاع غزة الذي استرعى انتباه العالم، وأثار مشاعر التعاطف مع الفلسطينيين حول العالم.
وقال الناشط طارق بيضون إن المظاهرات في يوم القدس العالمي تجري في مناطق عديدة من العالم، مشيرا إلى المظاهرات الحاشدة في باكستان التي وقع فيها هجوم أودى بحياة 43 شخصاً وجرح 100 شخص، كانوا يتظاهرون للتعبير عن مناهضتهم للسيطرة الإسرائيلية على القدس، وليظهروا كامل دعمهم للقضية الفلسطينية وتعاطفهم مع أبناء الشعب الفلسطيني الواقعين تحت وطأة ذلك الاحتلال البغيض.
وشكر بيضون المشاركين في تلك المظاهرة، وأكد على “أننا نتذكر هذا اليوم كل عام، وسوف نعبر فيه عن مشاعرنا الغاضبة وموقفنا الرافض لما يجري على الأراضي الفلسطينية من انتهاك”.
واشار بيضون إلى رغبة عشرات الملايين حول العالم في التظاهر في هذا اليوم التضامني، لكن خوفهم من الموت أو السجن أو الإدانة السياسية، تجعلهم يعدلون عن ذلك، ولكن “علينا مضاعفة جهودنا، ولنتذكر أننا سنخسر إنسانيتنا إذا لم نتعاطف مع الفلسطينيين ونقف معهم في هذا اليوم”.
ودعت الناشطة فاطمة المحمودي إلى وقف كل أشكال المساعدات العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة الأميركية إلى دولة اسرائيل، كما دعت إلى مقاطعة جميع المنتجات والشركات التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي. أضافت: “إننا كمواطنين أميركيين نعيش في بلد ديمقراطي، ونشعر أننا لن نكون أحرارا إذا لم نمد أيادينا لمساعدة الآخرين، ولن نكون أحراراً حتى تتحرر القدس”.
وقال المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأميركية في ميشيغن داود وليد: “إن الكثيرين على وشك أن ينسوا أن هناك احتلالا لأراض في بلدين آخرين بالإضافة إلى فلسطين، وهذا البلدان هما سوريا ولبنان، أما نحن فلن ننسى”. وأبدى وليد تفاؤلا ضعيفا بمحادثات السلام التي تجري بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وأظهر في الوقت نفسه استغرابه من تجاهل قطاع واسع من الفلسطينيين، اختاروا ممثليهم بطريقة ديمقراطية وبانتخابات شرعية ونزيهة بشهادة الخبراء ومن بينهم الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، وتساءل “كيف يتم إقصاؤهم عن طاولة المفاوضات”؟
وختم وليد: “الخصوم يجلسون مع بعضهم البعض ويتباحثون ويفاوضون ويصنعون السلام، وأما ما يجري عبر إقصاء الممثلين الشرعيين لفئات واسعة من الفلسطينيين، فهذا أمر مخز، وتوقعاتي أن هذه المفاوضات ستفشل بطريقة بائسة على الرغم من حقيقة أن الناس وجميع القاطنين في تلك المنطقة يريدون السلام”.
Leave a Reply