ديربورن – خاص “صدى الوطن”
“يمكن أن نتعلم الكثير من الموسيقى”. هذه الكلمات القليلة تعكس شغف الشاب العربي الأميركي بيبرس مملوك بالموسيقى وإيمانه بها، ليس كطريقة للتعبير عن الذات، والإحساس بالأشياء، بل كوسيلة للحياة أيضا. و”نوع الموسيقى يدل على نوع الناس الذين يستمعون لها، فالموسيقى تدل على الشخص”. على كل.. ينصح مملكوك الناس بالاستماع إلى الموسيقى، إلى الموسيقى العربية على الأخص “لأنها الأصل”، ولأنها تجعلهم يحبون الحياة ويحبون أنفسهم، و”يهدأون أعصابهم”.
ما يزال مملوك طالباً في الثانوية، وهو لم يزر لبنان منذ وقت طويل، ولكن الوطن (لبنان) كان حاضراً في حياته وفي وجدانه وقلبه على الدوام، من خلال الموسيقى والأغاني العربية ومشاهدة “القنوات” التلفزيونية العربية، إضافة إلى نمط الحياة العربي الذي تعيشه الأسرة اللبنانية.
ولد بيبرس في لبنان.. ولكن أسرته هاجرت إلى إفريقيا وكان لا يزال في المهد، قبل أن تهاجر الأسرة مرة ثانية إلى الولايات المتحدة وهو في السادسة من عمره. وكان قد تعلم العزف على آلة الأورغ على يد أستاذ فريقي منذ عمر الخامسة.
ومنذ لحظة قدوم الأسرة إلى أميركا، بدأت الأم، السيدة هنا مملوك، المولعة بالموسيقى والغناء بالبحث عن أستاذ أو معهد لتعليم الموسيقى. “كنا محظوظين بالتعرف على معهد “نغم” للموسيقى والأستاذ الملحن نعيم حميدان”. تقول الأم.
والأم التي تعشق الموسيقى حتى الجنون، وتهيم بأصوات العمالقة من الفنانين العرب أمثال فيروز ومحمد عبدالوهاب وفريد الأطرش واسمهان وملحم بركات، أرادت لأولادها الأربعة أن يتعلموا الموسيقى وأن يعشقوها، ولكن الذي حصل فعلاً أنهم أحبوا الموسيقى، ولم يتابعوا دراستها، ما عدا بيبرس الذي واظب بتشجيع متواصل من والدته على دراسة الموسيقى وأصول الغناء والصولفيج وقراءة النوتة طوال عشر سنوات في معهد “نغم”، وقد تخرج منذ بعض الوقت حائزاً على شهادة الدبلوم كعازف على آلتي البيانو والأورغ.
يعيش بيبرس في مدينة ديربورن، ولكنه خلافاً للكثيرين من أبناء الجالية الشبان واليافعين العرب، لم يتعلق بالـ”هيب هوب” السائد والمنتشر بين الشرائح الشابة، وبدلاً من ذلك يعشق مملوك الموسيقى الغربية الكلاسيكية ويداوم على عزفها وقراءة نوتاتها الموسيقية. ويصف بيبرس هذا النوع من الموسيقى “بأنها مفيدة للتفكير.. وتساعد على زيادة الخبرة في قراءة النوتة الموسيقية”.
بالعموم، يستمع مملوك لكل أنواع الموسيقى، لكنه يحب الموسيقى العربية القديمة بشكل خاص، “وهي أصعب من الموسيقى العربية الحديثة” على حد تعبيره “لأن الموسيقى الحديثة فيها الكثير من الديجيتال.. وتزبيط الأصوات”.
والموسيقى ليست هواية بيبرس فقط، بل هي محور حياته، وستكون مهنته في المستقبل (ربما تكون هوايته رياضة الكاراتيه فهو حائز على الحزام الأسود فيها) وهو الآن يعزف في بعض الحفلات الخاصة وفي الحفلات المدرسية، ولكنه بالطبع لا يكتفي بالعزف على الآلات الموسيقية، بل يقوم بالتأليف الموسيقى والتلحين، وكان قد قام بتلحين بعض الأغاني بإشراف أستاذه الفنان الملحن نعيم حميدان.
ويصف الفنان حميدان، طالبه مملوك، بأنه موسيقي حساس وصاحب موهبة واضحة. ويدعو حميدان الشباب العربي إلى تعلم الموسيقى العربية والاستماع إليها لأنها موسيقى غنية وثرية ورائعة وتعبر عن أصالتنا. الفنان حميدان صاحب ومدير معهد “نغم” لتعليم الموسيقى في مدينة ديربورن، منذ ما يزيد على العشر سنوات، ولديه طلاب من جميع الجاليات العربية. والمعهد يعلم العزف على جميع الآلات الموسيقية إضافة إلى تعليم الغناء وأصول الغناء والعزف، من خلال أساتذة مختصين.
Leave a Reply