ديترويت – قال تقرير عن نتائج مسح سكاني نشر الثلاثاء الماضي، ان نسبة السكان الاميركيين البيض في ديترويت ارتفعت العام الماضي الى 13,3 بالمئة من مجموع عدد سكان المدينة، في مقابل 8,4 بالمئة في العام الذي سبقه، يستثنى من ذلك السكان من اصل لاتيني، وقال التقرير ان احد الاسباب في ذلك انتقال صغار السن من البيض للمدينة، اضافة الى اتخاذها من البعض أوكارا لهم ممن لا يجدون منازل تأويهم، يترافق ذلك مع نزوح افارقة اميركيين من قلب المدينة الى ضواحي مجاورة.
يأتي ذلك بحسب مدير “داتا دريفن” في ديترويت كورت ميتزغر في خضم تراجع اقتصادي عصيب ضرب ميشيغن في السنوات الاخيرة جعلها أسوأ ولاية لناحية دخل العائلات وارتفاع مستوى البطالة. وبحسب بيانات مكتب الاحصاء الاميركي المنشورة حديثاً، فان الركود الاقتصادي في ميشيغن بدأ عام 2000 وتجلى السنة الماضية بانحدار في مستوى دخول العائلات وتقلص ساعات العمل وزيادة الفقر، حيث ان مستوى الدخول في الولاية انخفض مع نهاية العقد الماضي بأكثر من 21 بالمئة عما كان عليه في بدايته مع حساب الفارق في التضخم,كما ان مستوى الفقر وصل فيها الى 16,2 عام 2009 مقارنة بـ14,4 في العام الذي سبقه، تضررت منه بشكل خاص شريحة امهات ذوي اطفال تحت سن خمس سنوات، هؤلاء ارتفع معدل فقرهن من 49 الى 53,6 بالمئة خلال عام واحد. وهذا ما سيكون له اثر بالغ على مستقبل هؤلاء الاطفال، بحسب شارون باركس، المديرة التنفيذية في “رابطة ميشيغن للخدمات الانسانية”، ومقرها لانسنغ، اضافت “الاطفال الجوعى لا يتعلمون”.
وجاء في التقرير ان نسبة العائلات في ميشيغن المتلقية لـ طوابع الغذاء “فود ستامب” ارتفعت الى 14,5 بالمئة العام الفائت، فيما اكد جيري بريسون من “بنك غلينرز” للطعام، بأن الجوع ظاهر للعيان حتى في احياء غنية. وكان هذا البنك وزع 36 مليون باوند من الطعام على فقراء في ديترويت الكبرى عام 2009 في مقابل 31 مليونا في العام الذي سبقه.
ربط التقرير كذلك بين التغيرات الديمغرافية والمؤشرات الاقتصادية، وكان ذلك واضحا في ديترويت لمدى زيادة التنوع السكاني فيها، وجاء في البيانات ان الاميركيين الافارقة مستمرون في النزوح من ديترويت باتجاه مقاطعة ماكومب, حيث ارتفعت نسبتهم فيها من 7,2 بالمئة عام 2008 الى 8 بالمئة عام 2009، فيما ارتفعت هذه النسبة قليلا في مقاطعة اوكلاند من 12,1 الى 12,4 بالمئة، في المقابل ارتفعت نسبة البيض في ديترويت من 8,4 الى 13,3 بالمئة بين العامين 2008 و2009.
ميتزغر حذر من الاعتماد على نتائج هذه الدراسة المسحية والاستعانة بدلا من ذلك ببيانات اكثر دقة ستصدر في نيسان (أبريل) القادم، وقال “بدأنا نلحظ تجليات التنوع الاقليمي داخل مناطق تقليدية. وهذا من شأنه تعزيز التنوع الثقافي والاقتصادي لهذه المناطق”، واضاف ان التفسير لما يحدث في ديترويت يكمن في ان نزوح السود منها اسرع وتيرة من نزوح البيض من المدينة، وهذا ما جعل نسبتهم تتصاعد فيها، اضافة الى قدوم البيض ممن لا عائلات لهم الى ديترويت. و قال ميتزغر “منطقة ديترويت تظل من اكثر مناطق الولايات المتحدة التي يتجلى فيها الفصل بين الاعراق، لكن الظاهرة الجديدة قد تكون خطوة باتجاه التغيير”.
Leave a Reply