قرأت في العدد الماضي من صحيفة “صدى الوطن” مقالاً للكاتب طارق عبدالواحد تحت عنوان: “الى الجالية اليمنية.. مع المحبه”! وقد أصاب المقال كبد الحقيقه حينما عرج على أن ثمة “امتحان واستحقاق أمام اليمنيين في هذه البلاد، اليمنيين جميعهم مثقفين وشيوخ ووجوه عشائر وناشطين ومواطنين” وأنا أكتب لأضم صوتي الى صوته وأنادي كل من لديه ذرة من وطنيه أو دين.. أن يكفي انقسامات وتشتت.. لدينا عمل واجب التنفيذ، ولدينا امكانات وكوادر ذات كفاءات جيدة لو وظفت التوظيف البناء لأتت أُكلها ورفعت رؤوسنا عاليا وتغيرت الصورة النمطية السلبية، فهناك امكانات يمكن الاستفادة منها في هذا البلد الذي يعتبر أرض الفرص والاحلام.
أخونا طارق من الاخوة المتعاطفين معنا. لقد أحسست بحسن نواياه من خلال ما لمسته في طيات المقال. لذلك علينا ان نقبل هذه النصيحة الحريصة على جمع كلمتنا وتوظيف امكانياتنا. وأن نبجل فيه هذه الروح التي تسامت فوق الاقليميات والطائفيات والتي أسميها روح الامة الواحدة التي “اذا اشتكى منها عضو تداعت له سائر الاعضاء بالسهر والحمى”.
هل نتسامى ونطرح الامور التي تصوغ مستقبل هذه الجالية ومستقبل ابنائها، ام نظل حبيسي معاطفنا ومشغولين بالاستقبالات والتواديع والاحتفالات الرمزية؟ سؤال يطرح نفسه ويصلح ان يكون مشروعا للمناقشة. هل من يحمل لقباً من القاب البطولة يجب ان يبرهن انه أهل له ام فقط ان يكرس نفسه صنما يعبد؟ التضحية واجبة فمن لا يستطيع ان يدفع ثمنها ليس جديرا بها، و الوطنية ليست شعارا بل ممارسة يومية يصدقها العمل.
والحقيقة انني لا أريد ان أنكأ الجراح وارتفع فوق مستوى الاتهامات او ان اشير الى المتسببين في هذه المأساة، ولا اريد ان اظلم احدا فالبعض اجتهد وأخطأ. وانا هنا أدعو الجميع ممن اختلفنا معهم قبل الذين نتفق معهم وأوقل: يكفي تشرذما وكما يقول المثل الشعبي “الى هنا ويرجعين البقر!”، كناية على ضروة أن نكون متسامحين حول كل ما جرى في الماضي.
والمثل يقول “اليد الواحدة لا تصفق” فاضمم يدك اخي الحبيب الى يدي فنحن في الماضي لم نستفد من الفرص المتاحة في هذا البلد، ولا اريد ان اقدم التشاؤم فاقول ولن نستفيد منها في المستقبل. والجواب عندكم ويعتمد على مدى تجاوبكم ايها الأخوة، أبناء الجالية. ولا أريد ان اخدع أحدا أو أخدع نفسي فنحن بلا شك في مستوى لا يسر صديق.
وحالنا كما وصفها الشاعر الجاهلي: نمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحل. أي.. اي كمشية البعير الذي في رجليه شوك. بينما غيرنا من الجاليات حققوا تقدما ملحوظا.
حسين عبدالله يافعي
عضو اللجنة الاشرافية
للجنة التحضيرية للكيان اليمني الموحد
Leave a Reply