تقرير – خاص “صدى الوطن”
عشية الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2008 كان الأميركيون منقسمين بين الإرادة الجارفة للتخلص من نهج جورج بوش وما حمله من كوارث اقتصادية وحروب مكلفة في الشرق الأوسط وقيود مشددة على الحريات المدنية التي لم يعهدها الأميركيون منذ حقبة المكارثية في الستينات لمواجهة “الخطر الشيوعي”، وقسم آخر من الأميركيين كان يغذيه الخوف من الإرهاب والنزعتان العنصرية والدينية المدفوعتان من “المحافظين الجدد” والكنيسة التي وطدت دورها في الحياة السياسية الأميركية في أواخر ثمانينات القرن الماضي.
القسم الأول تبنى شعاري “الأمل” و”التغيير” اللذين رفعهما المرشح الديمقراطي باراك أوباما، فيما كان خصمه السناتور جون ماكين، الذي يمثل القسم الثاني، “مرغماً” على تبني أثقال عهد بوش.
ومنذ انتصار أوباما وتوليه الحكم بدأت الوعود التي رفعها للناخبين تتساقط، وتحولت “انجازاته” (أبرزها قانون الرعاية الصحية) الى عامل سلبي أفقده الشعبية الجارفة التي اكتسبها برفعه شعار “التغيير”، فاكتشف كثير من الأميركيين الذين ناصروه “زيف” هذا الشعار من جهة، ومن جهة أخرى عززت سياسات أوباما مخاوف الشارع المحافظ من تحويل أميركا الى الاشتراكية أو “لبرلتها” بسبب القوانين التي مررها.
أمام نتائج وصول أوباما الى دفة الحكم بدأت تتصاعد في الولايات المتحدة حركة سياسية جديدة تسمي نفسها حركة “حفلة الشاي”، وهي حركة سياسية شعبية (ليست حزبا بعد ولا قيادة لها) أطلقتها في بادئ الأمر مجموعات من المحافظين الجمهوريين كردة فعل على فوز جون ماكين بتسمية الحزب في انتخابات 2008، لأنها رأت فيه سياسيا تقليديا وسطيا، لا يمكنه تعزيز القيم المحافظة أو الوقوف بوجه ما يرونه “لبْرلة” اجتماعية، وطغيانا لمؤسسات “وول ستريت” وللمؤسسات الاقتصادية الكبرى على الساحة السياسية. الحركة التي بدأت فعلياً بمظاهرة شعبية خلال أيلول (سبتمبر) 2009 ضد واشنطن ضد مشروع الإصلاح الضريبي امتدت لتشمل كافة المدن والقرى الأميركية.
حالياً تشير الاستطلاعات الى أن واحدا من بين كل خمسة أميركيين بالغين يعتبر نفسه جزءا من هذه الحركة الجديدة. ليس هذا فحسب، بل إن سياسيين في الحزبين الجمهوري والديمقراطي باتوا يتجنبون مواجهة الحركة حتى لا يتم تهديد مواقعهم، والدليل الكبير على جدية هذه الحركة هو فوز مرشح الحزب الجمهوري سكوت براون، والمتعاطف مع تيار “حفلة الشاي”، بواحد من أهم المعاقل الديمقراطية وهو مقعد ماساتشوسيتس الذي فرغ برحيل السياسي الكبير تيد كيندي قبل أن تفرز الانتخابات التمهيدية للانتخاب النصفية فوز سبعة مرشحين عن الحركة لمناصب مختلفة كان أبرزها فوز كريستين أودونيل بالترشح لمقعد مجلس الشيوخ عن ولاية ديلاوير.
تغيير مثير
تيار “حفلة الشاي”، يجسد تغييرا مثيرا في الساحة السياسية في أميركا، فقبل عام واحد مثّل فوز باراك أوباما مرحلة تاريخية بصعود أول رئيس إفريقي-أميركي، والتفاف الشباب الأميركي حول مرشح “الأمل والتغيير” في إشارة بارزة على تحول قطاعات كبيرة من المجتمع نحو يسار الوسط، ولكننا اليوم نشهد حركة مضادة في الاتجاه الآخر والى أقصى اليمين يمثلها تيار “حفلة الشاي” تحت شعار “نحن الشعب” (أول عبارة في الدستور الأميركي)، وهي تقوم على ثلاث قواعد عامة:
– رفض للأفكار التقدمية الاجتماعية (الليبرالية اليسارية) التي يمثلها الديمقراطيون اليوم، ومعارضة شديدة لشخص الرئيس أوباما وإدارته.
– غضب شديد تجاه المؤسسة السياسية، وبالذات الجمهورية، التي خذلتهم لاسيما فيما يتعلق بتعزيز الأفكار المحافظة.
– رفض لسياسات الكونغرس الاقتصادية فيما يتعلق بخطط الإنعاش الاقتصادي، والعجز المتزايد في الميزانية، كبر حجم الدولة ومصاريفها الضخمة (خاصة نظام الـ”ويلفير”)، ومعارضة خاصة لقانون إصلاح الرعاية الصحية.
انتشار واسع
تيار “حفلة الشاي” يرى في نفسه تمثيلاً للحركة التاريخية التي قادت لتأسيس الجمهورية، ولذلك فإن رفضه لبعض القوانين والمشروعات السياسية –كمشروع الإصلاح الضريبي الذي تقدم به الرئيس أوباما- ينم عن إحباط من تضخم الحكومة المركزية، أو بمعنى آخر التمدد اللامحدود للبيروقراطية الفدرالية، والذي يترجم نفسه في عجز الموازنة، وأرقام البطالة المرتفعة، وملايين البيوت التي فقدها أصحابها فيما عرف بأزمة القروض السكنية. أما من أين يستقي منظمو هذه الاجتماعات التي يبلغ أصغرها خمسة أفراد في مقهى، بينما يزيد حضورها عن عشرات الآلاف في تظاهرات واسعة، فهو من مناخ الإحباط والغضب الذي يطغى على المشهد الاجتماعي الأميركي، فواحد من كل اثنين بالغين في أميركا مستاء من الأوضاع الاقتصادية، وكذلك تبلغ مستويات عدم الرضا عن أداء الرئيس الى أكثر من النصف حسب الاستطلاعات الأخيرة. وتعتبر قضية حصول كبار المديرين التنفيذيين في المؤسسات الأميركية العملاقة مثل “أي آي جي”، وغيرها من البنوك والشركات، على مكافآت بالملايين رغم خسائرها التي غطيت بأموال دافعي الضرائب واحدة من أهم الحجج التي يستخدمها منظمو “حفلات الشاي” لشحذ غضب الجمهور، ودفعهم نحو التحرك لتغيير الأوضاع، وقد أثبتت بعض الدعوات التي أطلقها منظمو التيار قوتها لاسيما في بعض الانتخابات المحلية والبلدية.
من يقف وراء الحركة؟
من يقف وراء ”حفلة الشاي”؟
.. هل هي مجرد حركة نابعة من الشعب تقف الى يمين الحزب الجمهوري، كما يقدمها الإعلام الأميركي بشكل عام؟
أم أنها مناورة من الحزب الديمقراطي للحفاظ على الأغلبية في الكونغرس ورئاسة أوباما من خلال تشتيت أصوات المحافظين وإعادة “سيناريو روس بيرو” عام 1992 حين ساهم في سلب أصوات الجمهوريين الوسطيين من جورج بوش الأب الأمر الذي أدى الى هزيمته أمام بيل كلينتون في معركة التجديد الرئاسية عام ١٩٩٢؟
أم أن “حفلة الشاي” حركة مدعومة من الجمهوريين لتشكيل حركة شعبية جارفة تجذب مريدي “التغيير” الذين خذلهم أوباما وتجييش الشارع الأميركي ليعيدهم الى الحكم، فتكون الحركة بذلك مجرد “خدعة مرحلية” فينطوي التيار تحت لواء الحزب الجمهوري في الكونغرس في هذه المرحلة أو لاحقا يتبنى مرشح الحزب الجمهوري لمعركة الرئاسة عام ٢٠١٢ بعد اكتسابه زخماً أكبر من خلال نهج ممثليه في الكونغرس بحال فوزهم في الانتخابات النصفية أو من خلال التركيز أكثر على الحركة الشعبية وتأجيج الغضب تجاه سياسات إدارة أوباما؟
للإجابة على هذه التساؤلات لا بد من النظر في الجهات المسوّقة للحركة، خاصة في الآونة الأخيرة، حيث حقق مرشحو “حفلة الشاي”، مكاسب كبيرة في الانتخابات التمهيدية لشغل عدد محدود من مقاعد مجلس الشيوخ. التسويق “المجاني” جاء عبر “الاستطلاعات” وبرامج الإذاعة والتلفزيون “المحافظة” و”الليبرالية” وساهم في إعطاء زخم لهذه الحركة مع العلم أن التسويق الانتخابي (عبر الإعلانات) هو الأكثر كلفة في الحملات الانتخابية، ولكن الأكثر غرابة هو لجوء شخصيات حزبية (ديمقراطية وجمهورية) الى تسويق هذه الحركة.
تسويق “حفلة الشاي” من قبل المؤسسات الإعلامية الديمقراطية واليسارية جاء بمعظمه من خلال الهجوم عليها عبر المنابر الواسعة الانتشار (والمكلفة للمعلنين) مثل “نيويورك تايمز” و”سي أن أن” و”أي بي سي” و”أن بي سي” وغيرها، ليدغدغ (بقصد أو بغير قصد) الشارع الأميركي المحافظ. فهذا التسويق، إذا كان مقصوداً، يهدف الى استفزاز الشارع المحافظ لدفعه للانضواء تحت هذه الحركة والتصويت لمرشحيها ما سيفقد المرشحين الجمهوريين أصواتا هم بأشد الحاجة اليها للعودة الى الحكم حيث يصعب عليهم مواجهة “حفلة الشاي” في معركة تشبه “حرب العصابات”.
المؤسسات الإعلامية المحافظة (أبرزها شبكة “فوكس”) تخصص برامجاً تلفزيونية وإذاعية لتسويق هذه الحركة رغم الضرر الذي تسببه انتخابيا للجمهوريين من خلال تقسيم الصوت المحافظ في أميركا، فأحد أعلام هذه المحطة الإعلامي غلين بيك يخصص برنامجه لذلك وأصبح نجما للحركة خاصة بعد التظاهرة الضخمة التي نظمها في واشنطن الشهر قبل الماضي. لكن المثير للدهشة أكثر هو الشخصيات الحزبية الجمهورية التي تدعم هذه الحركة مثل حاكمة ولاية ألاسكا سارة بالين التي ألقت الكلمة الرئيسية في الحفل الرئيسي الأول للحركة في واشنطن والتي لديها طموح في الترشح للرئاسة (أو نيابة الرئيس) في العام ٢٠١٢.
بالنسبة لكثير من الأميركيين، خاصة دعاة “التغيير”، لا يختلف الحال، فيما إذا كان الجمهوريون أو الديمقراطيون هم الذين يقفون خلف الحركة، فهم يعتبرون الحزبين وجهين لعملة واحدة، وهم يأملون أن تكون هذه الحركة حركة شعبية بحق، حتى لو لم يتوافقوا مع توجهاتها علّها تكسر حكم الحزبين الذي يدفع البلاد (رغم الأيديولجيات المتناقضة) باتجاه واحد وينفذ أجندة متفق عليها. لكنهم يخشون أن تكون “حفلة الشاي” حملة جديدة لإحباط الشارع مثل حملة “الأمل والتغيير” التي قادها أوباما، أو أن تكون محاولة لخطف المعارضة الحقيقية لسياسات الإدارة الأميركية المتناقضة مع القيم والدستور الأميركي.
تبقى مصداقية “حركة الشاي” وخططها طويلة الأمد محل تساؤل خاصة أن هذه الحركة ليس لها قيادة سياسية معروفة، وبلا منهج سياسي واضح المعالم، ويستبعد المراقبون احتمالات تحول التيار إلى حزب سياسي فعلي ينافس الحزبين القائمين ويعتبرونها احتمالات ضعيفة، ويقول هؤلاء أن الحركات السياسية التي تعتمد القواعد الشعبية تأتي وتذهب، ومرشحي رفض الوضع القائم يصعدون ويسقطون حسب مقتضيات المرحلة.
حفلة الشاي في التاريخ
أهم ما يميز هذا التيار عن الحزبين الرئيسيين في البلد هو رفض المنتمين إليه لمشاريع وقوانين الضرائب الراهنة، وهنا تكمن تسمية التيار بـ”حركة الشاي”، وهي تسمية تعود إلى حركة معارضة شعبية تدعى “حفلة الشاي في بوسطن” (1773) أطلقها الثوار في وجه ضرائب حكومة التاج البريطاني على الشاي الذي كانت تورده شركة الهند الشرقية البريطانية، ومن هذه الحادثة تحديدا ظهر شعار “لا ضرائب بدون تمثيل”.
ملخص الحادثة التاريخية هو أن الشاي الذي كانت تورده شركة الهند الشرقية إلى بريطانيا وبقية مستعمرات الإمبراطورية كان يتم فرض الضريبة عليه في لندن أولا، ثم يحق للشركة أن تبيعه على أي من المستعمرات، ولهذا كان سعره غاليا مما يضطر سكان المستعمرات الأميركية تهريبه إلى أميركا، وحينما تسبب ذلك –مع أسباب أخرى كالمجاعة الهندية- في خسارة الشركة، أقرت حكومة التاج البريطاني قانون الشاي، والذي يقضي بضرورة فرض الضريبة على الشاي بشكل موحد في عموم المستعمرات، رفض دعاة الجمهورية الأميركية القانون بحجة أنهم لن يدفعوا أجرة الشاي الذي يتضمن سعره ضريبة للحكومة البريطانية لأنهم بذلك يقدمون ثمن تلك الضريبة إلى مسؤولين لم ينتخبوهم، وبالرغم من أن قانون الشاي قد خفض الأسعار حينها إلا أن المقاطعة استمرت حتى تم إحراق سفن شركة الهند الشرقية في ميناء بوسطن، واندلعت بذلك شرارة حرب الاستقلال الأميركية.
كرستين أودونيل
تتحدث كرستين أودونيل التي فازت في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري الأميركي لاختيار مرشح لشغل مقعد نائب الرئيس جو بايدن في مجلس الشيوخ، عن ولاية ديلاوير، وكأنها قائدة جيش متمرد. وقالت أودونيل في احتفال أقيم مطلع تشرين الأول (أكتوبر) الجاري لمناسبة فوزها في الانتخابات التمهيدية، الذي اعتبر انتصارا على مؤسسة الحزب الجمهوري برمتها: “عندما يخشى الناس الحكومة، يكون هذا هو الطغيان. وعندما تخشى الحكومة الشعب تكون هذه هي الحرية”. ومضت أودونيل مستلهمة كلمات نارية من التاريخ الثوري الأميركي، تحاكي مواجهات الآباء المؤسسين، ضد ملك بريطانيا، قائلة “نحن الشعب، سنجعل صوتنا مسموعا في واشنطن مرة أخرى”، معتبرة كلا من الحزب الجمهوري والإدارة الديمقراطية خصوما لتيارها. أودونيل التي فازت في الانتخابات التمهيدية في أكبر مفاجأة في سلسلة مفاجآت وقف وراءها هذا العام تيار “حفلة الشاي” على المرشح الجمهوري مايك كاسل الذي شغل مقعدا في مجلس النواب تسع فترات وهو حاكم ولاية سابق محبوب ويعتبر من آخر الجمهوريين المعتدلين في الكونغرس. وستواجه أودونيل المرشح الديمقراطي للمنصب في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) حيث ستكون المعركة حامية. وتأمل أودونيل، التي تعتبر نسخة جديدة من سارة بالين (المرسحة الرئاسية السابقة)، بالفوز بالانتخابات رغم حملة ديمقراطية شعواء ضدها تقوم على اتهامها بممارسة الشعوذة في شبابها إضافة الى كونها غير خبيرة في العمل السياسي.
سيناريو روس بيرو
كثير من المراقبين يجادلون بأن تيار “حفلة الشاي” ليس شيئا جديدا، وأن ظاهرة المرشح الثري روس بيرو أوائل التسعينيات تشابه ما يحدث في الوقت الراهن، فقد قاد المرشح المستقل روس بيرو في 1992 معركة انتخابية للرئاسة ضد الرئيس جورج بوش الأب وبيل كلينتون، وعلى الرغم من أن بيرو لم يفز بأي من مقاعد الولايات الانتخابية، إلا أنه فاز بما يقارب 20 بالمئة من الأصوات الشعبية وهنا مربط الفرس. فحركة بيرو التي مكنته من تحقيق نجاح شعبي كانت قائمة على آراء شعبوية، وهو أمر مشابه لما يقوم به تيار “حفلة الشاي” في الوقت الراهن. الاختلاف هو أن حركة بيرو كانت في اليمين الوسط (كان يمثل امتعاض الليبراليين عبر تركيزه على دعم حرية إسقاط الجنين للمرأة وتقليص تجارة الأسلحة الشخصية والحرب على المخدرات)، بينما تمثل حركة “حفلة الشاي” الحالي النقيض عبر الدعوة إلى تعزيز القيم المحافظة اجتماعيا واقتصاديا. بيد أن ما يجمع بين التيارين هو الامتعاض من حالة الاقتصاد والقيادة السياسية في البلد، ويشير بعض المحللين السياسيين إلى أن ظاهرة مثل تيار “حفلة الشاي” لا تختلف كثيرا عن تجربة حزب “الإصلاح” الذي أسسه روس بيرو بعد انتخابات 1992، والذي للمفارقة مثله مرشح محافظ وهو بات بيوكانن في انتخابات 1996 ومرشح ليبرالي تقدمي وهو رالف نادر في انتخابات عام 2000.
ظاهرة غلين بيك
يعتبر الإعلامي غلين بيك أبرز وجوه حركة “حفلة الشاي” وأبرز مسويقيها. ويرجع الفضل في سطوع نجم بيك، الذي كان مدمنا على المخدرات والكحول، بدرجة كبيرة إلى روجر آيلز، مستشار الحزب الجمهوري السابق في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش الأب. ويشغل آيلز حاليا منصب رئيس شبكة “فوكس نيوز” الإخبارية المؤثرة في الولايات المتحدة. بيك (٤٦ عاما) لديه قدرة على التأثير على المواطنين الأميركيين من البيض، من أبناء الطبقة المتوسطة، والعمال. وهو يثير فزع الكثيرين، وكذلك الديمقراطيين، وحتى الكثير من الجمهوريين التقليديين، الذين يشعرون بأنه يخاطب المتطرفين. وتتضمن أجندة بيك إنقاذ أميركا مما يسميه “حالة الفساد” الحالية. وفيما يزعم بيك كثيرا انه “ليس سياسيا” وأنه مجرد “مبشر لأميركا”، يؤكد بيك أن الأميركيين البيض هم ضحية سياسات إدارة باراك أوباما. ويقول بيك “نحن سنستعيد حركة الحقوق المدنية، باسم الحقوق الفردية والحريات”. وقد نظم بيك سلسلة من المسيرات في أنحاء أميركا، تركزت جميعها على “استرداد أميركا” التي تم الاستيلاء عليها، ونهبها من قبل “الأميركيين المزيفين”. وكان من أكثر تلك المسيرات إثارة للجدل تلك المسماة “استعادة الشرف”، في يوم 28 آب (أغسطس) الماضي، وهو ذكرى مسيرة مارتن لوثر كينغ إلى واشنطن في العام 1963، ويوم تسمية أوباما مرشحا للرئاسة في العام 2008.
Leave a Reply