ديترويت – خاص “صدى الوطن”
صعّد المرشح الديمقراطي لحاكمية ولاية ميشيغن فيرج بيرنيرو هجومه على خصمه المرشح الجمهوري ريك سنايدر خلال أول مناظرة متلفزة بينهما يوم الأحد الماضي، واصفا إياه برجل الأعمال الذي ينوي تصدير الوظائف الى الخارج. وقد نفى سنايدر هذا الاتهام وقال ان الهجوم عليه كان النموذج الأحدث لقلة فهم بيرنيرو في حقل الأعمال.
وقال بيرنيرو في المناظرة التي أقيمت في استوديوهات ”تلفزيون ديترويت العام” في ديترويت إن سنايدر موّل شركة تكنولوجيا الكترونيات، اسمها “ديسيرا”، أقدمت على فتح مكتب جديد لها في الصين في وقت سابق من هذا العام. ورد سنايدر وهو مستثمر طموح منذ 13 سنة، بأن هذه الشركة لديها 32 موظفا في مكاتب تابعة لها في مدينة آناربر (ميشيغن) وفي مدينة سان خوسيه (كاليفورنيا) وخمسة موظفين فقط في مكتب المبيعات في الصين. واتهم بيرنيرو منافسه سنايدر بمساعدة الأعمال الصينية على المنافسة والربح في الأسواق العالمية.
ومع اظهار استطلاع جديد للرأي الأحد الماضي، بأن بيرنيرو أخفق في تقليص فارق العشرين نقطة الذي يفصله عن سنايدر، كان بيرنيرو في موقع الهجوم طيلة المناظرة، مقارنا خصمه بـ”قطط وول ستريت السمينة”، وعكف سنايدر على رد التهم، واصفا رئيس بلدية لانسنغ بالمتحدث السريع الذي يقوم بتشويه سجله كرجل أعمال ناجح. وقال سنايدر “إننا بحاجة الى ترميم ثقافتنا المحكمة وننتقل من خانة السلبية الى خانة الايجابية ولقد حان الوقت لندخل في حقبة من الابداع والاقدام في الميدان الاقتصادي”.
ومع عدم وجود جدولة لمناظرة أخرى بين المرشحين يبقى أمام كل منهما حوالي ثلاثة أسابيع لتقديم أجندته الى ناخبي الولاية.
ناخبو الولاية أمام تناقض واضح
ولم يستغرق الأمر كثيرا قبل أن ينتقل بيرنيرو الى مهاجمة خصمه في مناظرة الأحد الماضي التي استمرت ساعة.
وجاءت مفاجأة بيرنيرو لخصمه سنايدر بالكشف عن استثماره في شركة تكنولوجيا الإلكترونيات وفتح مكتب أبحاث وتطوير لها في الصين، كامتداد لاستراتيجية اعتمدها في حملته الانتخابية لتقديم المستثمر الثري (سنايدر) من مدينة آناربر كصديق لجشع وول ستريت وعدو لعمال أميركا.
وحاول سنايدر وحملته الانتخابية التقليل من شأن الخبر بوصفه محاولة تشويه أخرى من الحملة الانتخابية لخصمه الديمقراطي، لم تفلح على الأرجح في إحداث تأثير يذكر على السباق الى حاكمية الولاية الذي يكافح فيه بيرنيرو لازالة الفارق في النقاط لصالح خصمه سنايدر منذ الانتخابات الأولية في آب (أغسطس) الماضي.
فقد أظهر استطلاع جديد للرأي أجرته مؤسسة “إيبيك/أم أر أي” احتفاظ المرشح الجمهوري سنايدر بتفوق حاسم على بيرنيرو، وبلغ 20 نقطة مئوية.
وقدمت مناظرة الأحد الماضي التي بثت في عموم أنحاء الولاية عبر محطات عامة وتجارية للمشاهدين بعض، (ليس العديد) من المواصفات حول كيفية مقاربة كل من المرشحين لمسألة العجز في ميزانية الولاية، والضرائب والتعليم والقضايا الاجتماعية مثل قضية الاجهاض.
غير أن المناظرة وفرت فرصة للمشاهدين للتعرف عن كثب الى شخصية كل من المرشحين فظهر بيرنيرو كسياسي مجرب حاضر البديهية ومتمكن، فيما بدا سنايدر أقل اندفاعا وكسياسي مبتدئ يتكئ على منهجية علمته الالتزام بسكة الرسالة رغم ثقلها على قوة التفكير الإيجابي.
واعتبر الناطق باسم “جمعية ميشيغن للتعليم” دوغ برات أن النقاش في المناظرة حول المدارس كان قصيرا جدا والأجوبة افتقرت الى الوضوح، علما بأن الجمعية منحت دعمها لبيرنيرو. وقال برات “إن أيا من المرشحين لم يكن مستعدا لقول الكثير حول التعليم لكن بيرنيرو يمتلك التجربة للعمل مع الاتحاد لأجل تحسين ظروف التعليم”.
من جهته، قال عضو اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري صول آنوسينر إن بيرنيرو أرغم على “رمي كرة طويلة لتخطي عقبة التقدم الكبير الذي يحظى به سنايدر في استطلاعات الرأي”. أضاف “إن فيرج (بيرنيرو) لم يكن لديه خيار سوى رمي أكبر كمية ممكنة من التهم، وبأنه يواجه المهمة الصعبة في جعل الناخبين الذين يحبون سنايدر على وجه الاجمال، يتخلون عنه”.
وقال سنايدر إنه ينوي الغاء ضريبة ميشيغن على الأعمال واستبدالها بضريبة تجارية ثابتة بقيمة 6 بالمئة، والعمل على تخفيض أو ازالة الضريبة العقارية الشخصية على المصالح التجارية.
أما بيرنيرو فقال إنه ينوي فرض الضريبة الفائضة على المصالح التجارية لكنه لن يتخلى عن الاعفاءات الضريبية الموجهة.
ووصف سنايدر المناظرة بأنها “كانت فرصة للناخبين كي يلمسوا الفارق وإن الوقت حان للتطلع قدما وأن نكون إيجابيين ومشاركين”.
وقد م بيرنيرو نفسه كمقاتل من أجل العمال العاديين الذين داس عليهم سماسرة وول ستريت الذين قال عنهم “إنهم دمروا ميشيغن”. وافتتح بيرنيرو كلامه بالقول “إن حكومة الولاية لا تعمل لصالح الناس العاديين، فهؤلاء قد تركوا”. وفي هجوم لاذع على سنايدر قال بيرنيرو “نحن لسنا بحاجة الى كلام منمق وخال من أي مضمون، بل الى قيادة صريحة، نحتاجها فورا”.
وقال سنايدر إنه ينوي استغلال خبرته في مجال الأعمال لخلق توازن شامل في الميزانية المالية للولاية وتطوير ميزانية ترتكز على نجاح وقيمة برامج الولاية.
وردا على سؤال حول امكانية تخليه عن راتبه في حال انتخابه حاكما للولاية أجاب بأنه مستعد لتقديم تضحية كبيرة، لكنه لم يقل تحديدا إن كان ينوي التخلي عن راتبه، مضيفا إنه لا يريد استغلال هذه المسألة للحصول على الأصوات.
أما بيرنيرو المتزوج من مديرة لإحدى مدارس لانسنغ الحكومية فقال إنه فيما يملك الاستعداد لتقديم بعض التضحية أيضا، لكنه ليس مليونيرا مثل خصمه وأنه سيكون بحاجة الى راتبه لأجل القيام بالأعباء العائلية. ثم وصف خصمه “بالتناقض الذي يسير على قدمين”. وقال بيرنيرو “أنا أقاتل من أجل الناس العاديين بينما يقاتل خصمي من أجل أصحاب المنافع الخاصة”. ورفض بيرنيرو الاستطلاع الجديد للرأي الذي يضعه خلف منافسه بعشرين نقطة ودعا الى عدم التقليل من فرص فوزه.
Leave a Reply