آناربر – خاص “صدى الوطن”
فيما كان شعار الجولة التي نظمتها إحدى المنظمات اليهودية الداعمة لاسرائيل لجنود اسرائيليين في بعض الجامعات الأميركية “الجنود يتحدثون” كان لمئات من أنصار الضحايا الأطفال الذين قتلهم جنود الاحتلال في غزة خلال عملية “الرصاص المسكوب” وفي الاعتداءات الأخرى على لبنان والأراضي الفلسطينية، الكلمة الأخيرة يوم الأربعاء الماضي 20 تشرين الأول (أكتوبر) في قاعة هندرسون لرابطة جامعة ميشيغن داخل الحرم الجامعي في مدينة آن آربر.
فخلال كلمة ألقاها أحد الجنود الإسرائيليين ضمن جولة العلاقات العامة التي رعتها منظمة “قفوا معنا” اليهودية الأميركية الداعمة لإسرائيل والتي تسعى الى تلميع صورة الجيش الإسرائيلي، على ضوء التقارير الصادرة مؤخرا عن الأمم المتحدة والتي تدين ممارسات الجيش الإسرائيلي، أقدمت مجموعة من ٥٠ طالباً وأستاذاً على تنظيم تظاهرة سلمية داخل القاعة بهدف إظهار الاستنكار لتلك الممارسات وللتحدث بأصوات أطفال غزة ولبنان الذين سقطوا ضحايا الاعتداءات الاسرائيلية التي لم تميز بين المدنيين والمقاتلين، عكس ما تزعم الحملة وتريد الترويج له.
وشارك في التظاهرة طلاب وأساتذة في جامعة ميشيغن وجامعات أخرى، وبصورة حضارية، عندما وقفوا في مقاعدهم وخلعوا جاكيتاتهم خلال الجزء الأول من الكلمة ليظهر تحتها قمصان عليها كتابات ترمز الى دماء أطفال غزة الذين قتلهم الهجوم الإسرائيلي في شهر كانون ثاني (يناير) العام 2009.
وحملت القمصان أسماء الأطفال الغزيين الضحايا، فيما وضع المشاركون قصاصات لاصقة على أفواههم تعبيرا عن إرغامهم وأطفال غزة على السكوت.
وتحدث أحمد حسن الرئيس المشارك “لمنظمة الطلبة المتحدين من أجل الحرية والمساواة” في جامعة ميشيغن، إلى “صدى الوطن” حول فكرة القيام باحتجاج سلمي فعال، فقال “اردنا التشديد على احتجاج سلمي وغير فوضوي وصامت لإيصال رسالة أكثر تأكيدا وقوة”. وقد ارتدى أفراد مجموعتنا قمصانا حمراء وأرادوا تحاشي إحداث أي فوضى خلال البرنامج، وخلال إيصالهم الرسالة وقوفا من أجل المضطهدين والأطفال والأبرياء الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي.
وحمل المشاركون يافطتين، كتب على إحداها: “نقف اليوم لأجل أولئك الذين لا يقدرون على الوقوف بأنفسهم وأولئك الذين تم إسكاتهم، فيما طلبت يافطة أخرى من الحضور الوقوف والخروج مع المجموعة للاحتجاج على الظلم.
وبعد خروج المحتجين الذين شكلوا قسما كبيرا من الحضور، تاركين عددا ضئيلا منهم للاستماع الى كلمة الجندي الاسرائيلي، توجهوا الى حديقة “دياغ” وتحلقوا هناك في دائرة كبيرة حيث تداولوا في إحداث اليوم وسائل أخرى لها بالقضية الفلسطينية وقاموا بتوزيع منشورات على المارة الطلاب المتوجهين الى صفوفهم والمغادرين.
وأعرب رئيس “جمعية الطلبة العرب الأميركيين” في جامعة ميشيغن بلال بيضون عن ارتياحه لسير الاحتجاج شارحا أن المجموعة التي احتلت معظم المقاعد، تصرفت على مرحلتين، فقام افرادها اولا بنزع جاكيتاتهم وإظهار قمصانهم الموحدة التي حملت شعارات وأسماء الأطفال الضحايا، مما أربك الجندي المتحدث، الذي فوجئ بالتظاهرة الصامتة ولجأ الى كوب الماء الموضوع أمامه. وبعد دقائق وقف منسق الاحتجاج الطالب أحمد حسن ووقف معه المحتجون وعددهم 50 وقاموا بمغادرة القاعة التي بدت شبه خالية بعد مغادرتهم، حيث لم يبق فيها أكثر من 10 أشخاص، علما أن سعتها هي 60 شخصا.
وقال بيضون لـ”صدى الوطن” إننا رغم ارتياحنا الى نجاح ما قمنا به للتصدي للدعاية الاسرائيلية فإننا لا نرغب أن نلجأ الى ردات الفعل فقط، ونريد أن نقوم بتنظيم أنشطة ولقاءات تشرح ما يعاني منه الفلسطينيون على أيدي قوات الاحتلال لتوعية المجتمع الطلابي في الجامعة حول الممارسات الاسرائيلية في الأراضي المحتلة ومانتج عنها من إزهاق لأرواح الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني والشعوب العربية الأخرى على مدى عقود الصراع.
Leave a Reply