ديربورن – خاص “صدى الوطن”
كان الاحتفال السنوي الـ13 لـ”اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي” (أيباك) مميزاً وحاشداً، مساء الجمعة الماضي، في قاعة نادي بنت جبيل الثقافي الاجتماعي في ديربورن، سواء لجهة الحضور الكثيف لفعاليات وشخصيات وناشطين عرب أميركيين، أو لحضور عدد كبير من المرشحين لمناصب حكومية ورسمية وقضائية ممن تدعمهم “أيباك”، في طليعتهم المرشح لمنصب حاكمية ولاية ميشيغن فيرج بيرنيرو والمرشح الديمقراطي لمنصب المدعي العام للولاية دايفيد لايتون.
ورحبت رئيس “أيباك” المحامية مريم سعد بزي بالحضور والمرشحين المدعومين من قبل اللجنة والبالغ عددهم 47 مرشحاً وشاكرة أعضاء اللجنة الذين لا يدخرون جهداً لإنجاح وتحقيق أهدافها التي تضع في صلب أولوياتها خدمة مصالح الجالية العربية.
ونوهت بزي إلى أن اللجنة قامت بإرسال رسائل إلكترونية لمئات العناوين البريدية باللغتين العربية والإنكليزية تحثهم بالدرجة الأولى على المشاركة بالعملية الانتخابية، واختيار المرشحين المدعومين من قبل “أيباك” أيضا.
وقامت مسؤولة لجنة اختيار ودعم المرشحين تينا فرحات بتعداد أسماء المرشحين الـ47 المدعومين من قبل “أيباك”، وسمت المناصب المترشحين لها. وأملت فرحات أن يجتاز هؤلاء المرشحون الانتخابات بنجاح وأن يصبحوا قادة مستقبليين قادرين على تغيير الأوضاع إلى الأفضل.
وخلال تقديمه للمرشح الديمقراطي لمنصب الحاكمية فيرج بيرنيرو، أدان ناشر “صدى الوطن” الزميل أسامة السبلاني بعض الحملات الانتخابية التي تلعب على أوتار الكراهية والتمييز وإثارة خوف الأميركيين من بعض الجماعات، ومنها العرب والمسلمون على وجه الخصوص، ومستشهداً في هذا السياق بما قامت به المرشحة الجمهورية لمقعد مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية نيفادا شارون أنغل، عندما وصفت ديربورن بأنها محكومة بالشريعة الإسلامية، ومذكراً في الوقت ذاته بحملات انتخابية أخرى تبث على الأثير وعلى شاشات التلفزة. واعتبر السبلاني أن تلك الحملات الانتخابية “تروج للكراهية والكذب والتمييز” داعيا العرب إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات وإلى اختيار مرشحيهم بعناية.
ونوه السبلاني إلى أن نتائج الانتخابات لم تحسم بعد، فليست “استطلاعات الرأي هي التي تحسم النتائج، بل صناديق الاقتراع وأصوات الناخبين”.
وشكر المرشح الديمقراطي فيرج بيرنيرو “أيباك” على دعمها ومؤازرتها له. وفضل التركيز على “نقطتين جوهرتيين في برنامجه الانتخابي” معتبراً إياهما الأهم.
ولفت بيرنيرو إلى نجاعة خطته الاقتصادية المقترحة لإنقاذ الأوضاع الاقتصادية المتردية في الولاية، والذي حمل اسم “انجح في ميشيغن بدون أثمان”، وهو برنامج اقتصادي يقوم على اعفاءات ضريبية طويلة الأمد (12 سنة) لمن يستثمر في إنهاض مناطق تجارية مهملة ومهجورة.
وشدد بيرنيرو على ضرورة تأسيس بنك خاص بالولاية على غرار بنك نورث كارولاينا تكون مهتمه إعطاء قروض اقتصادية طويلة الأمد وقليلة الفائدة للتشجيع على الاستثمار والتخلص من شروط وسياسات “وول ستريت” المجحفة.
وعبّر المرشح الديمقراطي لمجلس النواب الأميركي عن الدائرة 15 النائب جون دنغل عن سعادته أن يكون أحد المرشحين المدعومين من قبل “أيباك”، وقال “إنني أشعر بالفخر أن أكون جزءاً من هذا المجتمع وأن أكون مدعوما من قبل أيباك”. وأضاف “نحن فخورون بكوننا أميركيين ممن يعملون على إقصاء ونبذ ثقافة الكراهية، ومن الذين يقولون لصانعيها أنتم على خطأ كبير”.
وأشار المرشح الديمقراطي لمنصب المدعي العام لولاية ميشيغن دايفيد لايتون للائحة أيباك المنصوبة فوق المنصة وقال “إنه لشرف كبير لي أن أقف تحت هذه اللائحة وأن أكون مدعوماً من قبل اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي”.
وسخر لايتون من خصمه الجمهوري بيل شوتي ومن دعواه وتركيز حملته الانتخابية على فكرتي الأمن والسلامة العامة، وقال “إنني أشغل منصب المدعي العام لمقاطعة جينيسي، وأنا أعرف تماما من خلال خبرتي في هذا المنصب الطريق الصحيح لتحقيق الأمن والسلامة العامة، أما خصمي الذي لم يشغل هذا المنصب أبدا، فهو ورغم ادعائه لا يعرف الطريقة المثلى لتحقيق ذلك”.
وحث لايتون، الذي بدا مرتاحا وواثقا من نفسه، الحضور على التصويت له، لأنه “أنا الشخص الذي سيقاتل من أجلكم”. ومغازلاً مشاعر الحاضرين وخلفياتهم الثقافية، أضاف منتقداً ما يتردد عن مشروع قانون الهجرة في ولاية ميشيغن والذي سيكون على غرار قانون الهجرة في أريزونا: “إن تطبيق هكذا قوانين هجرة لا يخدم ميشيغن، فميشيغن التي أعرفها هي مجتمع متعدد الأعراق ومتنوع الثقافات”. واستغرب لايتون الأصوات التي ترفع عقيرتها في ذلك الخصوص، قائلا “هذه ليست الولاية التي أعرفها وهذه ليست أميركا كذلك”.
وتحدث لايتون عن دعمه لبرنامج الرعاية الصحية، لكونه جاء في صالح الأطفال والنساء الحوامل.
وتعليقا على كلمة لايتون تدخل الناشط عبد حمود وذكّر بزيارة المرشح الجمهوري شوتي لديربورن وكيف أنه “أفسد ذلك اللقاء بسبب عجرفته، وفشل في بناء علاقات طيبة مع مجتمع الجالية العربية”.
وفعلت الشيء ذاته المرشحة لسكرتارية الولاية جوسلين بنسون حين سألت الحاضرين التصويت لها “لأنني سأقاتل من أجلكم وسأحارب العنف والكراهية”.
وانتقدت بنسون الأموال المتدفقة من قبل الشركات الكبيرة على الحملات الانتخابية معتبرة أنهم يقصدون بذلك “التحكم بالسياسيين وباللعبة السياسية وإدارتها”.
وتنوي بنسون في حال نجاحها إحداث تعديل على قانون تجديد لوحات المركبات السنوي لجعل التجديد يحصل مرة واحدة كل 3 أو خمس سنوات.
وفي نهاية الحفل، تم تكريم الناشطة السياسية تريشا ستين (زوجة رئيس اتحاد عمال السيارات في ولاية ميشيغن مارك غافني)، والناشط آيب منفاخ رئيس هيئة الأمناء في “المجلس العربي الأميركي والكلداني” (آي سي سي) والمحامي نبيه عياد عضو هيئة الحقوق المدنية في ولاية ميشيغن المعين من قبل حاكمة الولاية ونائب رئيس الـ”أيباك”.
Leave a Reply