لايقتصر الاهتمام بانتخابات الثلاثاء القادم 2 تشرين الثاني (نوفمبر) على الساحة الأميركية. يقف العالم كله تقريبا مترقبا لنتائج ما يطلق عليه الانتخابات النصفية التي ستحدد من يسيطر على الكونغرس الأميركي بمجلسيه. وبالتالي.. حركة الرئيس الأميركي وقدرته على إتخاذ القرارات فيما تبقى من ولايته الرئاسية خلال العامين القادمين.
وهذه الانتخابات تشمل أيضا مروحة واسعة من السباقات المحلية التي تبدأ بالمجالس وتصل إلى حكام الولايات.
وأهمية انتخابات الثاني من نوفمبر تطال المستويين الاقتصادي والاجتماعي على الصعيد الداخلي، في ظل الأزمة التي تمر بها الولايات المتحدة ونظرة كل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي الى سبل حلها وما تحمله من افتراقات في الرؤى تنعكس على السياسات التي سيجري تطبيقها وفقا لوجهة النتائج التي ستتمخض عنها.
ومثلما يعنى العرب في بلادهم وبقية الدول بهذه الانتخابات، نظرا لتأثيراتها المتوقعة على رسم السياسة الخارجية لأبرز قوة عالمية، فإن للعرب الأميركيين على وجه الخصوص دورا ينتظرهم للإسهام في نتائج هذه الانتخابات التي يتنازعها تياران رئيسان، أحدهما هو التيار الليبرالي (الديمقراطي) والآخر هو التيار اليميني المحافظ الذي أنجب على يمينه تيارا أكثر تشددا تحت عنوان “حفلة الشاي”.
والدور العربي الأميركي اقتراعا ودعما وتطوعا لصالح المرشحين الأقرب الى قضاياهم، هو دور يرقى في هذه الظروف إلى مستوى مصيري وأي تخل عنه أو تقاعس في الاضطلاع به سيكون لا أقل من خيانة للذات ولمستقبلنا ومستقبل أجيالنا في هذه البلاد على ضوء المحاولات الحثيثة لأخذ أميركا نحو مزيد من المعاداة لكل ما هو عربي ومسلم، وسلب أميركا أغلى قيمة تمتلكها ألا وهي قيمة الحقوق والحريات المدنية لكل الأميركيين على قاعدة المساواة في المواطنة.
يوم الثلاثاء القادم، نحن على موعد جديد وفرصة متجددة لإثبات مواطنيتنا وممارسة حقوقنا في إطارها. وبقدر ما نظهر أننا معنيون ومنخرطون في هذه العملية الديمقراطية التي لاتزال، لحسن الحظ، تحكم أميركا، بقدر ما نفرض احترام المؤسسة السياسية بفروعها التشريعية والتنفيذية والقضائية لحضورنا، وبقدر ما نتخلف عن الانخراط في هذه العملية، تصويتا على وجه الخصوص، بقدر ما نضعف حضورنا وندفع بواقعنا العربي الأميركي إلى مزيد من التهميش الذي سيتحول مع الوقت إلى إهمال لواقعنا برمته، وتسخيف لحضورنا في أعين مراكز صنع القرارات بمستوياتها كافة.
لقد بذلنا كل جهد ممكن لتعريف جاليتنا بالمرشحين إلى مختلف المناصب التشريعية والقضائية والتنفيذية خصوصا على صعيد ولاية ميشيغن التي تشهد، فيما تشهد، سباقا محموما على الفوز بمنصب الحاكمية الذي سيقرر الفائز فيه السياسة الاقتصادية والمالية والاجتماعية والصحية للولاية. لذا فإن صوتنا يوم الثلاثاء يمكن أن يغني عن صراخنا وشكوانا بعد هذا الاستحقاق.
إننا نناشد أبناء الجاليات العربية في هذه الولاية خصوصا، وفي غيرها من الولايات أن يجعلوا من اليوم الانتخابي مناسبة لتأكيد حضورهم ونفوذهم عبر التوجه الى مراكز الاقتراع والإدلاء باصواتهم للمرشحين الذين نعتقد أنهم الأفضل والأقرب إلى مصالحنا والذين تواصلوا مع جالياتنا ووضعوها في حساباتهم وقدموا لها وعودا بإشراكها في إداراتهم في حال فوزهم.
وهؤلاء المرشحون، بذلت “صدى الوطن” بالتعاون مع “اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي” (أيباك)، جهودا كبيرة للتعرف الى برامجهم وخططهم الاقتصادية والاجتماعية، ومواقفهم من القضايا الحقوقية لجالياتنا في هذه الولاية وفي أميركا عموما. وتمت مناقشتهم باستفاضة لاستخلاص القرارت بدعمهم. وقد أرسلت “أيباك” على جاري عادتها في المحطات الانتخابية الهامة نشرات بريدية الى كل الناخبين العرب المسجلين للاقتراع في نطاق مدينتي ديربورن وديربورن هايتس تتضمن لوائح بأسماء المرشحين المدعومين من قبلها. وتقوم “صدى الوطن” في متن هذا العدد بنشر أسماء المرشحين المدعومين منها ومن اللجنة لكي تصل إلى أكبر عدد ممكن من القراء.
إننا نأمل بقوة من قرائنا الأعزاء ومن عموم الجاليات العربية أن يقترعوا لصالح المرشحين الذين حازوا على دعمنا ودعم لجنة “أيباك” والأهم أن تدلوا بأصواتكم يوم الثلاثاء القادم مهما تكن وجهة تصويتكم.
ثقتنا كبيرة بوعيكم للمسؤولية الملقاة على عاتقكم.
صوتنا هو كرامتنا..
صوتنا هو حمايتنا وضمانتنا..
لا تهدروه!
Leave a Reply