ديربورن – خاص “صدى الوطن”
على خلفية الجدل السياسي الدائر في البلاد، منذ مجيء باراك أوباما إلى البيت الأبيض كأول رئيس أسود للولايات المتحدة، حاملاً عناوين التغيير والأمل إلى الأميركيين، وملحقاً بالحزب الجمهوري هزيمة نكراء، دفعت الجمهوريين لاحقاً إلى إعادة ترتيب أوراقهم وشن حملة معاكسة على الجمهوريين في الصحافة والإعلام مستفيدين من فشل أوباما وخططه الاصلاحية في الاقتصاد والمال وغيرهما.
فقد كان متوقعاً للانتخابات النصفية، التي جرت يوم الثلاثاء الماضي، أن تكون لاهبة، وأن تكون بمثابة “مكسر عصا” بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وهو الأمر الذي حصل حقيقة، حيث تمخضت النتائج عن تسونامي جمهوري على امتداد البلاد، وفي ميشيغن على وجه الخصوص، حيث حصد الجمهوريون المناصب الثلاثة الرئيسية في الولاية، مناصب الحاكمية والمدعي العام وسكرتارية الولاية.
وفي ديربورن كان الصوت الانتخابي العربي الذي يمثل حوالي 35 بالمئة من إجمالي الصوت الانتخابي للمدينة، ميالاً لمرشحي الحزب الديمقراطي، وهو الأمر الذي تبدى بهزيمة المرشحة الجمهورية لمقعد نواب ولاية ميشيغن عن الدائرة 15، عضو المجلس البلدي لمدينة ديربورن سوزان سرعيني، رغم شعبيتها الكبيرة التي أهلتها لحصد ثاني أعلى نسبة أصوات خلال الانتخابات البلدية، وفوز خصمها الديمقراطي جورج ديراني الذي حل في ذيل قائمة الناجحين إلى عضوية المجلس البلدي للمدينة في العام 2007.
“صدى الوطن” قامت يوم الثلاثاء الماضي، بجولات على مراكز اقتراع متعددة في مدينتي ديربورن وديربورن هايتس ووقفت على آراء وأمزجة بعض الناخبين العرب، وسجلت وجوداً ونشاطاً واضحا “للجنة العربية الأميركية للعمل السياسي” (أيباك) سواء من خلال تواجد أعضائها، أو من خلال وجود نشطاء ومتطوعين للعمل مع فريق “ايباك”.
وكانت التقديرات الأولية (قبل صدور النتائج والأرقام الرسمية) قد سجلت حركة وإقبالاً وصفه المشرفون على “الاقلام الانتخابية” بأنه “جيد” وبأنه “عموماً أفضل من الإقبال على الانتخابات التهميدية في الثالث من شهر آب (أغسطس) الماضي”.
وحتى قرابة الظهيرة، لم يتجاوز عدد الوافدين إلى مركز “مدرسة أوكمان الابتدائية” في ديربورن أكثر من 60 ناخباً. وقال محمد معتوق أنه “انتخب كامل اللائحة الديمقراطية” منوهاً بضرورة إهتمام العرب بالانتخابات والمشاركة بها لحماية وجودهم ومصالحهم.
ولم تفصح أم علي برو، التي غادرت عملها وجاءت من أجل التصويت، لمن أدلت بصوتها. وقالت “إنها تواظب على انتخاب الأفضل بغض النظر أكان عربيا أم لا، لإن العرب قبل الكرسي هم غيرهم بعد الكرسي”.
بينما رأى محمد جابر أنه من الضروري دعم الناشطين في المجال السياسي، وخاصة “أيباك” لأنها ذلك يقويها، ويساعد الجالية في العموم. وأهاب جابر بالعرب أن يهتموا بالانتخاب، وقال “إن عملية التصويت لا تأخذ أكثر من 5 دقائق”.
حسن يونس الذي جاء مع زوجته وابنته، قال “على العرب أن يهتموا بالانتخاب أكثر من غيرهم ولكنهم لا يهتمون. في بادئ الأمر.. يفعلون المستحيل لينالوا الجنسية وبعدها.. لا يهتمون بشيء إطلاقاً”.
وفي “ابتدائية وليم فورد” في ديربورن، بلغ عدد الناخبين حتى الساعة 3 عصراً 132 من أصل 985 مسجلاً، وقالت المشرفة على المركز الانتخابي روز ماري “إن الإقبال جيد بشكل عام، وقد كان بطيئاً في الصباح ولكننا نتوقع أن يتزايد العدد في المساء”.
وصوتت دانييلا (من أصول رومانية) لمرشحي الحزب الجمهوري. وعن أسباب تصويتها للجمهوريين، قالت “أنا في العموم إنسانة محافظ وأميل إلى أفكار الجمهوريين، وقد صوتت للائحتهم لأن أوباما خيّب آمالنا جميعا”.
ونوّهت دانييلا إلى أن الطريقة المثلى للمساهمة في بناء البلد ورسم صورته هي المشاركة في الانتخابات، وأشادت بتنوع مدينة ديربورن العرقي والثقافي وحسن جيرتها مع العرب.
وقالت آن غينوش التي جاءت مع ابنتها حنان التي ستصوّت للمرة الأولى، إنها ستصوّت “للذين سيجعلون ديربورن مكاناً أفضل”. وشددت على أنه من الضروري على الشباب العرب أن يهتموا بالانتخاب، من دون أن تتوقع نتائج كبيرة في هذا المجال “لأن العرب قليل ما يشاركوا في الانتخابات.. وبيضلو يشتكو وينقو.. وبدن كل شي يجي لعندهم”.
وفي مدينة ديربورن هايتس، في مركز “جون أل. كانفيلد سنتر” تم تسجيل قدوم 266 من أصل 1000 مسجلاً في القلم 34، و162 من أصل 980 مسجلاً في القلم 33، عند الساعة الرابعة عصراً.
أما في مدرسة “ريفر أوك الابتدائية” في ديربورن هايتس فقد تسجيل مشاركة 284 مصوتاً من أصل 2225 مسجلاً حتى الساعة الرابعة ونصف. والتقت صدى الوطن بالعربي الأميركي وجيه ضرغام، ابن الثمانين العام، الذي “جاء لينتخب اللائحة الديمقراطية”، والذي رأى أنه لا بديل للعرب من المشاركة الانتخابية والمساهمة بصنع مستقبلهم السياسي.
وقالت ماجدة عطية وصديقتها مي أبو صعب أنهما جاءتا لانتخاب الديمقراطيين، و”حباً بالرئيس باراك أوباما الذي قدم الكثير للولايات المتحدة”، وأرجعت أسباب فشل أوباما في بعض سياساته إلى “صعوبة الظروف وتعقيد المرحلة، وأنه يقوم بالعمل الصحيح والممكن بالرغم من كل شيء”.
وفي منطقة ديكس، كان لافتا حجم الإقبال اليمني خصوصاً إلى مراكز الاقتراع، وقال سمير الحيدري الذي قام (وزوجته) بانتخاب المرشحة سوزان سرعيني، إن اهتمام اليمنيين الأميركيين بالانتخابات يتزايد يوماً بعد يوم، ولفت إلى أن اليمنيين جاؤوا في البداية ولم يكونوا يهتمون إلا بالعمل، ولكن أبناءهم الآن دخلوا الجامعات وتخرجوا منها، واكتشفوا الحياة السياسية في أميركا، وهم يريدون أن يكونوا فاعلين ومؤثرين في الحياة السياسية في مناطق تواجدهم وأن يكونوا جزءا منها.
وشدد خالد الشوحطي أنه على العرب التصويت بكثافة، لأن المشاركة السياسية تعني أكثر من مجرد التصويت وتعني أننا جزء من هذه البلاد، وأننا جزء من المجتمع الأميركي.
وفي حديث لـ”صدى الوطن” أعربت رئيسة اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي (ايباك) مريم بزي عن أملها “بالمشاركة الكثيفة للعرب في التصويت”. وقالت “إن أيباك بذلت جهوداً كبيرة هذا العام لاختيار المرشحين المدعومين من قبلها وتقديمهم للجالية العربية في ديروبورن، وفي ديربورن هايتس للمرة الأولى”. وأضافت “في هذه الانتخابات قمنا بدعم مرشحين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، لأننا ارتأينا أن نقوم بدعم من يفيد مجتمع الجالية العربية بغض النظر عن انتسابه الحزبي”. وأشادت سعد بجهود المتطوعين وشكرت لهم جهودهم المبذولة في هذا الإطار.
وشدد نائب رئيس أيباك طارق بيضون على أن الانتخاب لا يصنع الفرق بشكل فوري وأتوماتيكي، بل يصنع الفرق والتغيير ببطء.
ونوه بيضون إلى أن البعض “كالجمهوريين يقومون باستغلال النظام السياسي” ويقفون وجه عثرة بوجه التغيير. وأمل بيضون لـ”ايباك” أن تلعب دوراً سياسياً كبيراً في حياة الجالية العربية، ومستذكراً الحفل السنوي الـ13 للجنة الذي ضم حشداً كبيراً من المرشحين والشخصيات العامة. ووصف بيضون ذلك الحفل “بالكبير والمفيد” ولكنه قال “ما زلنا في بداية الطريق وما زلنا بحاجة إلى بذل الكثير من الجهود وبحاجة إلى دعم الجالية العربية للوصول الى الأمل المنشود”.
Leave a Reply