بغداد – ساد العراق الأسبوع الماضي جو من الحداد والحزن على قتلى تفجيرات بغداد الاخيرة في “كنيسة النجاة” والأحياء الشيعية، مصحوباً بالخوف من المستقبل، لا سيما بعد تحذير غريب وجهته قيادة قوات الاحتلال الأميركي من أن على العراقيين توقع المزيد من الهجمات الدموية خاصة في ضوء حصول بعض التقدم في عملية تشكيل الحكومة، وإعلان “دولة العراق الإسلامية” أن المسيحيين أصبحوا “أهدافاً مشروعة للمجاهدين” بعد انتهاء مهلة حددتها للكنيسة القبطية في مصر لإطلاق سراح سيدتين مسيحيتين اعتنقتا الإسلام.
وتحوّلت كنيسة “سيدة النجاة” في بغداد السبت الماضي إلى ما يشبه ساحة حرب، ارتكبت داخلها واحدة من أبشع المجازر بحق المسيحيين في العراق منذ الغزو الأميركي في العام 2003، ذهب ضحيتها 46 شخصاً، وأصيب 60، أي حوالي جميع من كان بداخلها. وتبنّت “دولة العراق الإسلامية” التابعة لتنظيم القاعدة الهجوم، مطالبة الكنيسة القبطية المصرية الإفراج عن مسلمات “مأسورات في سجون أديرة” في مصر، مهدّدة بتحويل الكنائس في المنطقة إلى مقابر إذا تواصل هذا الأمر. وظهر الأحد الماضي هول المجزرة والرعب الذي عاشه المصلّون لحوالي أربع ساعات داخلها، بعد أن اقتحم عناصر من “دولة العراق الإسلامية” الكنيسة. وهذا الهجوم، الذي وقع عشية عيد جميع القديسين، يعتبر أحد الهجمات الأكثر دموية التي تستهدف مسيحيي العراق، وقد يزيد من هجرة هذه الطائفة التي تراجع عدد أبنائها من 800 ألف إلى 500 ألف منذ الغزو الأميركي في العام 2003.
وأعلنت مصادر أمنية عراقية، مقتل 58 شخصاً، وإصابة 78، في احتجاز الرهائن في الكنيسة والعملية التي شنتها القوات العراقية لتحريرهم. وقال مصدر في وزارة الداخلية “قتل 46 شخصاً من المصلّين خصوصاً من النساء والأطفال، وأصيب 60، حالة 20 منهم خطرة”. وقتل 12 شرطياً وأصيب 15. كما قتل خمسة إرهابيين.
وبدت الكنيسة كساحة حرب، حيث غطت الدماء الأرض والجدران واخترقها الرصاص وتناثرت داخلها الأشلاء. وكانت العملية انطلقت أمس الأول بتفجير سيارة وهجوم لمسلحين على سوق الأوراق المالية، في ما ظهر انه محاولة للفت الأنظار عن الهجوم الرئيسي على الكنيسة، حيث احتجزوا حوالي 120 مصلياً.
وأعلن المتحدث باسم قوات الاحتلال الأميركي في العراق العميد جيفري بوكانان أن على العراقيين توقع المزيد من الهجمات الدامية تشبه التي وقعت في بغداد خلال الأيام القليلة الماضية، وأوقعت أكثر من 500 قتيل وجريح. وقال “رأينا بعض التقدم في عملية تشكيل الحكومة من خلال المفاوضات التي تجري بين الأحزاب. عندما يكون لدينا اختراق حقيقي وتعلن الحكومة أعتقد أننا سنرى موجة جديدة من الهجمات”. وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض مايك هامر اعتبر أن التفجيرات “لن تعطل مسيرة التقدم في البلاد”. وقال “لدينا الثقة بأن شعب العراق سيبقى صامداً في رفضه لمساعي المتطرفين لإشعال توتر طائفي”.
Leave a Reply