اليمنيون حكومة وشعباً في الداخل ربما لا يعرفون حجم الضغط والقلق والتواتر الحقيقي في اوساط الجاليات اليمنية في أميركا والغرب عندما توجه اصابع الاتهام لتنظيم “القاعدة” باليمن في حادث او تهديد إرهابي تتعرض له شعوب البلدان الغربية وخصوصاً الولايات المتحدة.
لا يفهم الكثير موقف المغتربين عندما يتحرك الاعلام الاميركي والغربي والعربي وكل الاعلام في الكرة الارضية نحو تحقيق هدف واحد هو “الارهابي يمني” -بمعنى الارهاب قادم من اليمن- مثل حادثة الطرود الاخيرة والاعلان سريعاً انه تم ارسالها من اليمن الى اميركا.. وحوادث سابقة.
وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي اكد الاسبوع الماضي ان عدد الارهابيين في اليمن لا يتجاوز 400 ارهابي وان اليمن لن يسمح لهم بالتمدد والانتشار في اراضيه، وفي الايام الماضية وصل عدد الارهابيين الذين سلموا انفسهم لمحافظ أبين جنوب اليمن الى 35 إرهابياً.
الرئيس الاميركي اوباما بعد حادثة الطرود أكد ان اخطر فرع لتنظيم “القاعدة” هو تنظيم جزيرة العرب وتعهد بحماية مواطنيه وضرب الارهاب في اليمن، وبعدها بساعات اكد متحدث بالبيت الابيض ان واشنطن تشيد بجهود اليمن في مقارعة الارهاب.
الرئيس اليمني علي عبدالله صالح رد وجدد موقف اليمن في مؤتمر صحفي عاجل السبت الماضي وأكد ان اليمن لن يقبل اي تدخل من اي جهة وان اليمنيين لن يسمحوا بالتدخل الاجنبي، وكشف عن 70 شهيداً في الاسابيع الأربعة الاخيرة، وان اليمن “لن يتراجع عن مكافحة الارهاب”.
هذا بالنسبة للحكومات والرؤساء والزعماء فلهم تصرفاتهم ولهم تحركاتهم الخاصة وتصريحاتهم السياسية التي تناسبهم، اما بالنسبة للمواطنيين اليمنيين في بلدان المهجر، في اميركا وبريطانيا وكل الغرب، فلا تصريح لهم ولا رد ولا نفي ولا حتى تعليق، لا مغترب ولا منظمة ولا جمعية ولا قنصلية ولا سفارة ولا اي جهة يمنية سياسية او خيرية او اجتماعية او ثقافية دعت لعقد مؤتمر صحفي او لقاء مع اي جهات حكومية او مدنية او حتى مع الجالية لتوضيح موقف المغتربين اليمنيين الرافض للارهاب والتطرف والداعم لمكافحة الارهاب في ارض الوطن وغيره وتجديد التضامن مع الامن والاستقرار والسلام.
وزارة المغتربين اليمنيين لا تمتلك القدرة على معرفة قيمة المغتربين ولا تفهم حتى القليل في إدارة شؤونهم، في مثل هذه القضايا والاحداث التي تتعلق بسمعة الانسان اليمني في الداخل والخارج. كان الاجدر بوزارة المغتربين ان تتحرك وتسأل عن اوضاع رعاياها في اوساط المجتمعات الغربية!!
وزارة المغتربين اليمنيين لا تتعاطى اطلاقاً مع قضايا ومشاكل المغتربين مهما كان حجم تلك القضايا حتى القضايا الحساسة والخطيرة والمعقدة التي تسيئ لسمعة اليمن في الخارج وتؤثر على مستقبل المهاجرين اليمنيين وتعرضهم للمخاطر والمضايقات، ولا تهتم وزارة المغتربين بتلك القضايا ولا تبذل اي جهد لمواجهتها وتلمس طرق تلطيف الاجواء في اوساط جالياتها!
وزارة المغتربين لم تطبع منذ تأسيسها الى اليوم منشوراً واحداً بهدف توزيعه على تجمعات الجاليات اليمنية في الخارج وتحديداً أميركا وكندا وأوروبا، ولم توزع قط أي منشور عن حضارة اليمن واصالته وكرم ونبل شعبه واهمية دعم المغتربين للوطن والوحدة والثورة والديمقراطية…، ولم تقدم على فعل شيء يشجع المغتربين -على الاقل- على الافتخار بوطنهم ويجسد روح الولاء الوطني لأرض سبأ العظيمة، ولا حتى منشور ثقافي يعكس للمغتربين القيم والمبادئ الانسانية ومكارم الاخلاق الحميدة لدى الشعب اليمني، أو منشور يجعل المغتربين يدافعون عن وطنهم وشعبهم بقوة وشجاعة واعتزاز وثقة بعيداً عن الخوف!
وزراة المغتربين لم يسبق لها ان ساهمت في تثقيف وتوعية مهاجر يمني واحد في اميركا والغرب بأي شكل من الاشكال ولم تسهم اطلاقاً في تعريف المغتربين وخصوصاً الاميركيين والغربيين من اصول يمنية بتاريخ اليمن وعراقة حضارته وطيب اهله رغم ان اليمنيين من اكثر الشعوب تسامحا وتقبلا للتعايش مع الاخرين بامن وسلام ولهم تاريخ اغترابي طويل يمتد الى ما قبل الميلاد، وعهو تاريخ خال من كل انواع التطرف والارهاب والشغب والعنف والفوضى!
وزارة المغتربين لم تناقش مع اي جهة في المهجر جاليات او جهات يمنية مثل قنصلية او سفارة او ناشطين او رجال اعمال ما مدى تأثير مثل تلك القضايا المتعلقة بالارهاب وتاثيرها على سمعة اليمن في الخارج وعلى حياة المهجر اليمني، ولا تريد تعرف اي شي يتعلق بالمغترب اليمني حتى لو كان الامر يتعلق بأمنه وحياته وكرامته وسمعته ومستقبل ابنائه!
وزراة المغتربين لم تناقش ولو مرة واحدة مع مؤسسات وابناء الجاليات احياء المناسبات الوطنية في الخارج ولم تهمس بكلمة واحدة في تشجيع ودعم جهود المغتربين للاحتفال باعياد الوحدة والثورة، ولم يكن للوزراة أي دور أو إسهام في جميع احتفالات المغتربين في اميركا منذ قيام الوحدة.
وزارة المغتربين لم تفكر في عمل ندوة او حلقة نقاش في اوساط الجاليات بالتعاون مع منظمات وفعاليات المغتربين او قنصليات وسفارات لمناقشة وتفعيل دور المغترب في الدفاع عن سمعة وطنه وتعريف المجتمع من حوله بطيب اهل اليمن وتسامح اليمنيين ومواقفه الثابته والصادقة في التصدي للارهاب والارهابيين وان الارهاب لا يمت بصلة لليمن واليمنيين.
هذه الوزارة لا تمتلك صفحة واحدة ناطقة باللغة الانكليزية او الفرنسية او اي لغة غير العربية في موقع الوزارة الذي تم تحديثه قبل اشهر، ولا تمتلك خطة علمية او دراسة ميدانية للتواصل مع اكثر من خمسة ملايين مغترب واستغلال هذة الثروة العظيمة لما من شانه ان ينفع الوطن والمغتربين.
وزارة المغتربين لم تمد يد العون والمساعدة لتوحيد صفوف الجاليات بل على العكس، فهي متهمة من المغتربين انفسهم بانها اكثر من يسعى لشتات الجاليات وتمزيق صفوفها بسبب وقوفها الى جانب جهات ضد جهات على حساب مصالح المغتربين ومتهمة بتغذية النعرات المناطقية والحزبية، بالاضافة الى ان استمرار الفساد في الوزراة والسفارات والقنصليات يسهم بشكل كبير في عدم اهتمام المغتربين بدعم الوطن ويجعل الحاقدين يمارسون سياسة تحريض الجاليات ضد الوطن والحكومة.
للاسف وزارة المغتربين تصرف اعتمادات شهرية لجهات في الخارج تعمل ضد النظام الجمهوري في السر والعلن من مخلفات الامامة والتشطير بغرض اسكات الاصوات النشاز! وتدعم اشخاصا نستطيع ان نقول عنهم “مخربين” بامتياز سعوا ويسعون باستمرار لعرقلة وحدة صفوف الجاليات وتحرض المغتربين ضد الوحدة والثورة والتنمية ولكنهم مع هذا يتقاضون مرتباتهم من صنعاء ويتمتعون بحقوق كثيرة من النظام.
المغتربون اليوم يدركون ان وزارة شؤون المغتربين اليمنيين تحتل بجدارة المرتبة الاولى من بين جميع وزارات الدولة من عدة نواحي ابرزها الفشل والتقصير والعجز والتخبط والفساد والاستهتار والتسهيل والابتزاز، ولم يبق غير تدشين اسم الوزارة الجديد “وزارة المخربين اليمنيين”! مع التحية. لا للارهاب والتطرف والعنصرية نعم للسلام والتعايش السلمي.
Leave a Reply