ديربورن – خاص “صدى الوطن”
شكلت مفردات المواطنة والديمقراطية والحوار والتنوع الثقافي والمذهبي صلب كلمة سفير الجامعة العربية الأسبق إلى الأمم المتحدة الدكتور كلوفيس مقصود، التي ألقاها في الاحتفال الذي أقامته “جمعية الطلاب اللبنانيين في جامعة ميشيغن-آناربر” (أل أس أي)، مساء السبت الماضي، في فندق “حياة ريجنسي” في ديربورن، احتفالاً بيوم الاستقلال اللبناني الذي يصادف يوم 22 تشرين الثاني (نوفمبر) القادم ذكراه السنوية الـ67.
ونوّه الدكتور مقصود، الذي يشغل منصب “مدير مركز دراسات الجنوب”، في “الجامعة الأميركية في واشنطن العاصمة”، أمام المئات من الطلبة اللبنانيين الأميركيين، أنه وخلال مسيرته المهنية الطويلة، تعلم من الأجيال الشابة واستفاد من تجاربها وخبراتها، أكثر بكثير مما علّمها، وقال “لقد تعلمت معنى التواصل مع الأجيال الشابة، واستفدت منها، ويوما بعد يوما أدركت أن جيلنا كان محدوداً في معلوماته وخبراته”. وأضاف محرضاً جيل الشباب على احترام الروح النقدية والتمتع بخاصية النقد الذاتي: “إن نقد الذات هو ضرورة تستفيد منها الأجيال الجديدة، وإن جيلنا بكل أسف لم يدرك قيمة هذه الخاصية”.
وشجع مقصود، الذي لايزال مواظباً على نشر آرائه وأفكاره عبر الصحافة والوسائل الإعلامية المتعددة، الطلبة على التسلح بروح الأمل، والمضي قدماً بالرغم من الصعوبات التي تواجهها البلاد والتوتر المتواجد على الساحة اللبنانية الداخلية.
وأدان مقصود الطائفية التي تنخر المجتمع اللبناني وتجزئه وتضعفه، ووصف ذلك بـ”العار”، وأضاف مستشهداً بكلمات جبران خليل جبران في هذا الخصوص: “عليكم التمسك بهويتكم اللبنانية العربية، وعليكم أيضاً الافتخار بتنوع المجتمع اللبناني”، وأشار إلى أهمية يوم الاستقلال الوطني اللبناني “لأن الاستقلال هو مصدر الهوية اللبنانية وهو موجدها”. وقال “إنه لمن سخرية القدر، أن إسرائيل تقوم باستغلال الطائفية اللبنانية للترويج ولتبرير وتمرير أطروحاتها ومبادئها الصهيونية (التي تحاول خلق واقع سياسي انطلاقاً من نصوص دينية)، ونحن لدينا الفرصة لتقديم مثال رائع عن “المدنية” من خلال التمسك بالمواطنة بدلاً من تأصيل الطائفية، وعبر الاحتفال بالتنوع والإصرار على الهوية في ذات الوقت”.
وانتقد مقصود الرئيس الأميركي باراك أوباما عبر دعوته إلى وقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية، ووصف ذلك بأنه ذر للرماد في العيون، لأن المطلوب والمنتظر إزالة تلك المستوطنات جميعها.
واعتبر مقصود أن “الغضب الذي يملأ العالمين العربي والإسلامي، هو مؤشر صحي، لأن الغضب، يختلف عن الكراهية، ويجب استثماره كمحفز لحل المشاكل العالقة والصراع الذي تقوده الصهيونية في المنطقة”.
وشدد مقصود على أهمية القضية الفلسطينية في الذاكرة والوعي العربيين، وذكر بالدور الذي لعبته بيروت في تاريخ هذه القضية، قائلاً “بيروت هي عاصمة فلسطين”. و”أن القدس ليست مستوطنة بل هي عاصمة فلسطين والفلسطينيين سواء رضي القادة الإسرائيليون أم لم يرضوا”.
وقدّمت جمعية الطلبة “أل سي أي” منحتين دراسيتين للطالبتين كارين ناهد من “جامعة ميشيغن-آناربر”، وفاطمة فحص من جامعة “وين ستايت”، وكلتاهما في السنة الأولى من المرحلة التحضرية لدراسة الطب البشري. وقد تم اختيار كلاً من ناهد وفحص من قبل لجنة مختصة من بين حوالي 60 متقدماً.
وبعد انتهاء البرنامج الخطابي، كانت الحصة الأكبر من الاحتفال لصالح البرنامج الفني، حيث انعقدت حلقات الدبكة والرقص التي اشترك فيها العشرات، وسط أجواء من البهجة والفرح، وعلى أنغام الموسيقى والأغاني التراثية اللبنانية التي أداها الفنان جاد.
وكان الختام مع الأغاني الغربية والمغني الكندي اللبناني كارل وولف. وعلى هامش الحفل، قالت رئيسة جمعية الطلبة زينة فارس تعليقاً على المنح الدراسية “جميعنا يعلم كم أن العرب الأميركيين مغرومون بالتعليم، وهذه هي الطريقة المثلى لتشجيعهم في هذا المجال”.
وأضافت “نشعر أن مسؤوليتنا الاجتماعية هي في مساعدة الآخرين، وعلينا العمل معاً، ويداً بيداً، لمساعدة بعضنا البعض”. شكرت فارس جميع الأفراد والمؤسسات الذين ساعدوا جمعية الطلبة على إحياء حفلها السنوي، وقالت “إن نسبة الإقبال من الحضور زادت عن السنة الماضية بحوالي 100 شخص، ليبلغ العدد هذا السنة حوالي 500 شخص، وهذا دليل على نجاح الجمعية وثقة الطلاب بها”.
Leave a Reply