ديربورن – خاص “صدى الوطن”
صدمت عائلتان عربيتان بنوعية الحكم المخفف الذي أدان فيه قاض في ديترويت امرأة تسببت بمقتل الشابين العربيين الأميركيين محمود بزي (20 عاما) وقريبه حسين الصغير (26 عاما) العام الماضي وقضى بوضع الإمرأة تحت المراقبة لمدة ثلاثة أعوام.
وكانت الإمرأة قد تسببت بمقتل الشابين بعدما اجتاحت السيارة التي كانت تقودها إشارة تفرض تخفيف السرعة. وتقول عائلتا الشابين الضحيتين إن الحكم لم يكن عادلا وتعبران عن القلق من حقيقة أن الإمرأة الجانية لم تتعرض لعقوبة السجن وأنه جرى إزالة الحادثة عن سجلها، وصدور الحكم بدون وجود لجنة محلفين.
وقد توفيت والدة الشاب محمود بزي شادية فرج جراء أزمة قلبية بعد حوالي الشهر من مقتل نجلها، في لبنان حيث كانت قد رافقت جثمانه وجثمان ابن شقيقتها حسين الصغير ليدفنا في مسقط رأسيهما في مدينة بنت جبيل، في 19 حزيران الماضي.
وقال علي بزي، شقيق الضحية محمود إن والدته أصيبت بأزمة قلبية فيما كانت في أحد الاستوديوهات في لبنان لتظهير بعض الصور لنجلها وتؤمن العائلة بأن الوالدة قضت بسبب الحزن الشديد الذي سيطر عليها جراء مقتل نجلها، وابن شقيقتها.
وقال القاضي في تبرير الحكم الذي أصدره إنه لم يرد تخريب حياة عائلة رابعة أو سحب الشهادة الطبية من الإمرأة التي تسببت بالحادثة لأن ذلك من شأنه حرمانها من فرصة إيجاد عمل وفق ما أبلغت أوساط العائلتين “صدى الوطن”.
وقال القاضي إن الاعتذار الذي تقدمت به الامرأة الى عائلتي الضحيتين ساهم ايضا في التأثير على قراره لكن عائلتي الضحيتين تقولان إن الامرأة اعتذرت فقط لأن القاضي طلب منها ذلك.
وقالت الهام الصغير شقيقة أحد الضحيتين إن شقيقها الآخر خاطب الجانية في المحكمة قائلا: لقد رأيت عائلتنا هنا عشر مرات خلال السنة الفائتة ولم تلتفتي مرة واحدة نحونا لتقولي إنك آسفة عما حصل.
وعلقت فاطمة الصغير الشقيقة الثانية للضحية إن القاضي عبر هذا الحكم، يقول ببساطة، أنه بامكانك أن تستقل سيارتك وتقود بسرعة 82 ميلا في الساعة في منطقة السرعة القصوى فيها 25 ميلا بالساعة، وتقتل انسانين وتفلت من العقاب، اذا قلت أنا آسف لما حصل!
وفي دفاعها قالت السائقة الجانية إن الحادثة حصلت بعدما تلقت اتصالا عندما كانت في منزل شقيقها يطلب اليها الحضور لنقل قريبها الثمل وصديقه، وأنها لم تنتبه الى وجود إشارة تخفيف السرعة عند التقاطع الذي جرت عنده الحادثة، وبانها قادت سيارتها بسرعة لأنها كانت تريد العودة باكرا والذهاب الى الكنيسة في اليوم التالي.
وقالت ملاك بزي شقيقة الضحية محمود إن الحكم القضائي يكاد لا يصدقه الناس وإنها كانت تتمنى لو أن أحدا من فعاليات جاليتها كان حاضرا جلسة النطق بالحكم ليقف الى جانب عائلتها.
وقالت الهام الصغير إن المدعي العام أبلغ أفرادا من العائلة قبل جلسة النطق بالحكم إن لاشيء يمكن فعله وبأن القاضي قد اتخذ قراره. غير أن القاضي عبر عن غضبه وأنكر الأمر عندما تمت مواجهته بالأمر في قاعة المحكمة.
وقد ترك مقتل الشابين آثارا نفسية ومادية على حد سواء على أفراد عائلتهما لأنهما كانا مصدرا لدخل العائلتين.
وقالت إلهام الصغير إنه لن يتسنى لها حضور صفوف جامعية في الفصل القادم والعمل بدوام كامل عوضا عن ذلك. فالأمور كانت رهيبة علينا جميعا.
Leave a Reply