آناربر – خاص “صدى الوطن”
لم يكن يوم الواحد والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) يوما عادياً في مدينة آناربر. الحركة في الشوارع كانت نشيطة ومواكب من مختلف مناطق مشيغن المحيطة بالمدينة دخلت الى ملعب كرة القدم الخاص بالجامعة، والمناسبة ليست عادية انها مباراة تحديد المصير للدخول الى عالم العمالقة الـ16 لأول مرة في بطولة الرابطة الوطنية للرياضة في اميركا NCAA والمتباريان صاحب الضيافة “جامعة ميشيغن-آناربر” والضيف خصم ليس سهلا حيث انه لم يسجل الا خسارة واحدة في هذا الموسم انها “جامعة سنترال فلوريدا”.
حشود ملأت مدرجات الملعب التي تقدر سعته بحوالي 2500 مقعد فقد واكب اصحاب الارض هذا العدد من الحناجر التي هتفت لهم طوال المباراة حيث انها مباراة حياة أو موت بالنسبة للفريقين فالخاسر سيكون خارج المنافسة والفوز يعني كثيرا للمدرب ستيف بيرنز الذي حل مع فريقه بالمركز الـ22 على مستوى الولايات المتحدة في الموسم الماضي وفوزه يعني دخوله عالم الكبار، لذلك فقد بدأت المباراة بضغط كبير من الفريق المضيف وفرص تضيع بطريقة مذهلة وسط تألق غير عادي للحارس الضيف شون دويل ومن الفرصة الثانية في الدقيقة التاسعة يضرب فريق “جامعة سنترال فلوريدا” بقوة عبر مهاجمه وهداف الموسم الماضي نيك كيون روبنسون عندما يستثمر عرضية عن يسار المرمى ويسجل منها هدف التقدم، ووسط حالة من الذهول الجماهيري فقد حاصر الفريق المضيف ضيفه ولم يقم معه بواجب الضيافة حيث امطر المرمى بوابل من التسديدات والغزوات عن الميمنة والميسرة ولكن الحظ عاند المضيف، وقد كانت الهجمات المرتدة للفريق الضيف والتي كادت تزداد معها غلة الاهداف هي القلق الاكبر للمدرب بيرنز الذي لم يستطع ايقاف المد المرتد لـ”جامعة سنترال فلوريدا” وما بين ضغط هنا ومرتدات هناك انتهى الشوط الاول بتقدم الضيف 1-0.
الشوط الثاني كان مختلفا تماما وسط تعليمات كانت صارمة جدا للمدرب تجاه لاعبيه بضرورة عدم الانجرار وراء الهجوم والابقاء على لاعب ارتكاز لتكسير الهجمات المرتدة للفريق المنافس حيث اقلقته هذه الهجمات كثيرا في الشوط الاول واللعب على مشارف منطقة الخصم والضرب بسرعة خلف الظهيرين للقادمين من الخلف وهذا ما بدا واضحاً، حيث ان الدقائق الاربع الاولى كان سوني سعد وأليكس وود هما مفتاح الفوز للمدرب بيرنز لانهما اعطيا دوراً مهما في الحركة الحرة امام منطقة جزاء الخصم لإرباك المدافعين، حيث ان التعليمات اعطت ثمارها فوراً عندما توغل وود في العمق وأرسل الكرة خلف الظهير الأيسر للهداف جاستين ميرام (كلداني أميركي) الذي تخطى المدافع وسدد كرة قوية في الدقيقة الخامسة من الشوط الثاني فشل الحارس الضيف في صدها لتنفجر في الشباك وتنفجر معها صيحات الجماهير فرحا بهدف التعادل وهذا هو الهدف الثامن لجاستين من ستة مباريات.
وبعد الهدف حاول الضيوف الضرب مرة اخرى ولكن حسابات شوط اللاعبين (الاول) هي غيرها حسابات شوط المدربين (الثاني) ولو ان مدرب “جامعة ميشيغن” حاول انهاء المباراة في وقتها الاصلي بإنزال ورقته الرابحة لطيف العشي على جهة اليسار الاوسط وكادت توغلاته ان تعطي ثمارها، ولكن مدرب فلوريدا بدا واضحاً انه يريد الوصول للوقت الاضافي ليزيد الضغط على اللاعبين الشبان وكان له ما أراد ولكن في الوقت الإضافي لم تأتِ حسابات حقل مدرب فريق فلوريدا مع حسابات بيدر مودي سعد ولطيف العشي نفسه حيث انهيا المباراة في الدقيقة الخامسة من الشوط الاضافي الاول بالهدف الذهبي عندما انبرى مودي سعد وأرسل كرة طويلة على نقطة الجزاء تطاول لها لطيف العشي برأسه وزرعها في الزاوية البعيدة للحارس الذي خرج ليقطعها ولكنه لم يستطع لتنتهي المباراة معها وتنقل “جامعة ميشيغن” الى الدور الـ16 لملاقاة “جامعة كارولاينا الجنوبية” المتأهلة على حساب جامعة “ديوكس” 1-0 في الوقت الاضافي. وسيلتقي الفريقان في ٢٨ الجاري في مدينة كولومبيا في ولاية كارولاينا الجنوبية.
بعد المباراة قال مهندسو الفوز المدرب ستيف بيرنز ومودي سعد ولطيف العشي ما يلي:
المدرب بيرنز قال: اننا في الشوط الاول قدمنا مباراة كبيرة وحاصرناهم في منطقتهم ولكنهم في غفلة منا سجلوا الهدف وكانت هجماتهم المرتدة خطيرة فعملت على ايقاف هجماتهم المرتدة باعتماد لاعب الارتكاز في منطقة وسط الوسط دائما وحصرت اللعب في وسط ملعبهم دون الهروب للاطراف بغية دفع ظهيريهم للانكفاء نحو المنطقة المواجهة للمرمى كونهم كانوا متكتلين فيها، واوهمتهم بأننا نركز على الاختراق من الوسط وكانت تعليماتي بالضرب وراء الظهيرين بسرعة عندما يخرجان من منطقتهما قبل ان يغطيا المنطقة وهذا ما حصل، وسجلنا هدف التعادل وكدنا ننهي المباراة في وقتها الاصلي. وفي الشوط الاضافي كان التركيز على مباغتتهم فور بدء الشوط الثالث قبل ان يستجمعوا قواهم وينقضوا علينا كونهم فريقا لا يستهان به.
مودي قال: حصلنا على ضربة حرة مباشرة من وسط الملعب لجهة اليمين وانا اعرف قدرات زميلي لطيف العشي البدنية حيث انه يستطيع القفز عاليا بشكل كبير وعندما اعطى الحكم الامر لتحريك الكرة انتظرت قليلا حتى رأيت لطيف العشي وصل الى نقطة الجزاء تماماً وارسلت الكرة الى هذه النقطة وهذه النقطة بالذات تجبر الحراس على الخروج لقطع الكرة كونها قريبة من مرماهم وتشكل خطرا كبيرا عليهم لذلك وبما انني اعرف قدرات صديقي ارسلت الكرة الى تلك النقطة واستطاع ان يقفز اعلى من الحارس وان يزرع الكرة في المرمى والحمد لله اننا وفقنا بتسجيل الهدف بهذه الطريقة الذكية.
لطيف العشي قال: عندما اعطى الحكم الامر لتحريك الكرة شاهدت مودي ينتظر وهو ينظر الى احساسي كان يقول لي بأنه ينظر الي وكأنه يقول لي تقدم، وفعلا عرفت ماذا يريد وتقدمت وعندما ارسل الكرة قفزت فوق الحارس الذي خرج لملاقاتي ولكنني كنت اسرع منه وزرعتها برأسي بعيدا عن متناوله.
Leave a Reply