كولومبيا – خاص “صدى الوطن”
بعد المباراة المسمار الذي اقيمت على ارض جامعة ميشيغن آناربر ببطولة الرابطة الوطنية الاميركية للجامعات ضمن الدور السادس عشر والتي فازت بها الجامعة المستضيفة على ضيفتها “جامعة سنترال فلوريدا”، تأهلت الجامعة لملاقاة واحدا من افضل فرق جامعات أميركا، أنها جامعة ساوث كارولاينا (في مدينة كولومبيا)، وقد كانت المهمة صعبة بل شبه مستحيلة كون الفريق المستضيف هذه المرة هي جامعة كولومبيا وبين جمهورها، حيث اقيمت المباراة يوم الاحد الفائت في ٢٨ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وكان على فريق “جامعة ميشيغن” أن يشد الرحال محروماً من اللاعب رقم ١٢ (الجمهور) الذي آزرها بطريقة جنونية في آناربر وكان لا بد من عمل شيء ما حتى يخرج الفريق بفوز عزيز، وكانت خطة المدرب ستيف بيرنز تقضي بمباغتة الفريق المستضيف وتسجيل هدف السبق لارباك حساباته وتشتيته حيث يملك ورقة رابحة كبيرة على مقاعد الاحتياط تجيد الضرب بالهجمات المرتدة، ولكن حسابات المدرب اصطدمت بأداء الحكم الذي لم يكن على قدر مسؤولية تولي المباراة وأخطأ في قراراته كثيراً، وتردد في وقف خشونة لاعبي جامعة مدينة كولومبيا حيث تلهى اللاعبون بضرب لاعبي فريق “جامعة ميشيغن” في أكثر من مناسبة وعلى مرأى من الحكام جميعهم، لا بل أكثر من ذلك فقد كان الحكم يوقف التوقيت عند كل فاول يرتكب ويتم معالجة أي لاعب فيه وخصوصا عندما كان التقدم لصالح ميشيغن بنتيجة 3-0 وهو قام باضافة 12 دقيقة بدون احتساب دقائق توقيف الوقت، والانكى من كل هذا أن لاعباً مدافعاً يحمل الرقم 21، وجه لكمة مباشرة الى مهاجم ميشيغن الكلداني الأميركي جاستن ميرام وبدلا من طرده فقد نال بطاقة صفراء فقط، واكثر من هذا قام بتغيير رقمه الى الرقم 32 وعلى مرأى من الحكم.
وبدأت المباراة وبدأت معها تخفق قلوب جميع مشجعي الفريق في آناربر، وكاد فريق “جامعة ميشيغن” ان يباغت “جامعة ساوث كارولاينا” حيث حملت الدقائق 3 و7 و17 و22 فرصاً خطيرة جداً لكل من جاستن ميرام وسوني سعد ولطيف العشي ومودي سعد صدها الحارس باعجاز في حين كانت هناك فرصة مهمة جدا في الدقيقة الـ12 للفريق المضيف عندما أخطا كوفي أوباري في تشتيت الكرة واعطاها هدية للمهاجم الذي رفضها برعونة كبيرة.
في الدقيقة 30 يمرر لطيف العشي كرة خالصة الى جاستن، الذي لم يكن في يومه ابداً، ولكنه فشل في السيطرة على الكرة ليفوت على فريقه فرصة التقدم ويرد عليه مهاجم “جامعة ساوث كارولاينا” بعد سلسلة العاب رائعة تنتهي الكرة عند اللاعب رقم 10 الذي يسدد كرة تمسح المقص الايسر، وتستمر صحوة الفريق المضيف وفي الدقيقة 37 كرة مشابهة للاولى تمسح القائم وتخرج ضربة مرمى.
وفي الدقيقة 42 أيقن الجميع انهم يلعبون ضد الحكم اكثر من الفريق المضيف عندما وجه اللاعب المدافع، الذي يحمل الرقم 21، لكمة قوية الى جاستن بدون كرة ونال بطاقة صفراء فقط وعلى مرأى من الحكم قام بتغيير قميصه ليحمل الرقم 32 في محاولة منه للهروب من البطاقة الصفراء في حال نال واحدة أخرى، وبعدها بـ3 دقائق وبغفلة من المدافعين تلعب الكرة خلفهم ويسدد المهاجم الخطير رقم 10 الكرة ويتعملق الحارس في صدها لينتهي الشوط الاول بالتعادل السلبي.
وفي الشوط الثاني كان الاداء يميل لمصلحة الفريق المضيف واستحوذ على الكرة كثيرا دون تهديد المرمى الا فيما ندر وكانت ابرز فرصة لـ”جامعة ساوث كارولاينا” كرة ارتدت من القائم في الدقيقة 57 فيما كانت هجمات جامعة ميشيغن خطيرة ومنها استغل المهاجمون ثلاث كرات ليسجلوا حيث افتتح التسجيل جاستن ميرام فبعد محاولة اولى في الدقيقة 65 يمر عن الظهير الايسر ويدخل المنطقة ويسدد فيصدها الحارس. وفي الدقيقة 68 ومن كرة مشابهة يمر جاستن عن الظهير الايسر أيضا ولكنه هذه المرة يتغلب على الحارس ويضع الكرة على يمينه مفتتحاً التسجيل لفريقه.
بعد الهدف بدقيقة واحدة يقوم المدافع رقم 17 بضرب جاستن على وجهه بدون كرة وسط اعتراض كبير من لاعبي “جامعة ميشيغن” فلم يتردد الحكم في اشهار البطاقة الحمراء في وجهه ليلعب المضيف باقي الوقت ناقص الصفوف، ولكنه لم يتأثر وهاجم بضراوة كبيرة ولكن ثبات المدافعين وحنكة وتميز مودي سعد في الوسط فوتت عليهم فرصة التعديل.
وفي الدقيقة 76 يضرب سوني سعد بقوة عندما يجر خلفه معظم مدافعي الفريق الخصم وبكرة ماكرة يخادع الحارس والمدافعين ويزرع الكرة في الزاوية البعيدة مسجلا هدف الاطمئنان لفريقه 2-0.
بعدها بثلاث دقائق يضرب سوني مجدداً وبقوة عندما يتلقى كرة متقنة من اليكس وود ويمر عن آخر مدافع وعندما يهم بالتسديد يعرقله المدافع من الخلف ولكن الحكم كان له رأي آخر عندما اعطى بطاقة صفراء لسوني بحجة التمثيل وسط ذهول الجميع. وفي الدقيقة 89 يطلق جاستن ميرام رصاصة الرحمة على الفريق المضيف عندما يروض كرة وصلته على مشارف المنطقة فيطلقها قوية مسجلا الهدف الثالث لفريقه لتصبح النتيجة 3-0.
هدف حفظ ماء الوجه لاصحاب الارض أتى في الوقت بدل الضائع من عرضية استثمرها مهاجم “جامعة ساوث كارولاينا” برأسه وسددها في الزاوية العكسية خادعا الحارس فارتطمت بالقائم ودخلت المرمى 3-1 بعدها يطلق الحكم صافرته معلنا فوز “جامعة ميشيغن” وتأهلها الى الدور ربع النهائي.
في تقييم للمباراة فقد كانت ندية جدا من المستضيفين في حين كان الشد العصبي على الضيوف كبيرا وأثرت عليهم كثيرا قرارات الحكم المتحيزة بعض الشيء وعدم حمايتهم من لاعبي الفريق الخصم وكان جاستن ميرام يغرد خارج السرب حيث كان يتراجع كثيراً للخلف وعندما يستلم الكرة يحاول ان يتخطى الجميع دون ان يتعاون مع زملائه فكان عبئاً على فريقه ولكن في الشوط الثاني خبرة المدرب وتعليماته أعادته الى السكة الصحيحة فسجل هدفين.
وكان افضل لاعبي “جامعة ميشيغن”، إضافة الى قلب الدفاع كوفي أوباري، كلا من سوني سعد، أليكس وود، آدم شو. أما الحالة المميزة في المباراة فكانت مودي سعد الذي كان القلب النابض وتحرك كما يحلو له وعرف كيف يدير الفريق بحنكته وهدوئه وامتصاصه لفورة الفريق المضيف.
بعد المباراة زارت “صدى الوطن” معسكر تدريب الفريق وسألت المدرب ستيف بيرنز عن خطته التي فاز بها الفريق وعن نظرته المستقبلية فقال:
“رغم ما عانيناه من هذه المباراة ولكنني اعطيت اللاعبين جرعة معنوية بعدم الالتفات الى ما يتعرضون له من ضرب ولكم في المباراة وعلى مرأى من الحكم وقلت لهم ان فكرتم ان تتخذوا عن الحكم قراراته فلن تفوزوا وما عليكم الا ان تلعبوا كرة والهجوم الى الامام بسرعة كبيرة واستغلوا المساحات التي سيتركها اللاعبون كلما اقتربت المباراة على نهايتها”.
وعن توقعاته للمباريات المقبلة قال انه يثق بلاعبيه كثيرا وان هدفه الفوز في كل مباراة يلعبها وهو يزرع في لاعبيه ثقافة الفوز والقدرة عليه ويعطيهم الجرعات المعنوية بين الشوطين بكلمات بسيطة “انهم ليسوا افضل منكم، عليكم الفوز لأنه لا يليق ألا بكم”.
وعن توقعاته الى اين سيصل فقال بتواضع انه يطمح الى ان يكون من افضل اربعة فرق في أميركا، و”عندما نصل الى دور الاربعة فالحسابات ستتغير. ولم يخف ابدا حلمه بالتتويج طالما لديه العناصر القادرة على ذلك”.
وسيسافر الفريق الى واشنطن دي سي لمقابلة فريق “جامعة ميريلاند” يوم السبت القادم (مع صدور هذا العدد)
Leave a Reply