“ويكيليكس” موقع على شبكة الانترنت متخصص في نشر الفضائح و تسريب الوثائق السرية. أسس في العام 2006 لحماية الأشخاص الذين يكشفون الفضائح والأسرار التي تنال من المؤسسات أو الحكومات الفاسدة، كما يقول القائمون عليه.
في نيسان (أبريل) الماضي نشر “ويكيليكس” شريط فيديو سريا تابعا للجيش الأميركي في العراق يكشف قتل صحافيين من وكالة “رويترز” للأنباء ومدنيين عراقيين بطائرات أباتشي. ومع مواصلة إعصار الوثائق المسربة عن الحرب الأميركية في العراق، ومن قبلها في أفغانستان، وغيرها من الوثائق السرية الخطيرة، أصبح “ويكيليكس” الموقع الأكثر إثارة للجدل على الإنترنت، وجعل العالم يبدو وكأنه بيت من زجاج لا مكان فيه للأسرار العسكرية والدبلوماسية.
إسم الموقع جاء من دمج كلمة “ويكي” ومعناها الحافلة المنطلقة كالمكوك من وإلى مكان معين.. وكلمة ليكس وتعني بالإنكليزية التسريبات.
ويرأس تحرير الموقع الأسترالي جوليان أسانج الذي يواجه مذكرات اعتقال دولية بتهمة اغتصاب شابة في السويد.
إلا أن هنالك بعض الشكوك حول العالم بمصداقية “مبدأ” “ويكيليكس”. فبرغم ما كشف من تحريض عربي على بلاده، قال الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد إن نشر البرقيات “عمل طائش لا قيمة له”، مشدداً على أنها لن تؤثر على علاقات طهران بجيرانها العرب. وأشار نجاد إلى أن “الحكومة الأميركية هي التي أعدت ووزعت هذه الوثائق حسب خطة مرسومة. انه جزء من عمل استخباراتي ولن يحقق لهم الهدف السياسي الذي يريدونه”. تابع “نحن أصدقاء مع الدول المجاورة في المنطقة والأعمال الطائشة لن تؤثر على علاقاتنا”.
تحرك أميركي لمواجهة “ويكيليكس”
من جهته، أعلن البيت الأبيض تشكيل لجنة خاصة للتصدي لما يبثه موقع “ويكيليكس” وطبقا لما جاء في مذكرة للبيت الأبيض ستتولى اللجنة تقييم الضرر الذي سببه نشر “ويكيليكس” لبرقيات وزارة الخارجية الأميركية مع تنسيق تعامل الهيئات المختلفة مع التسريبات وتقديم اقتراحات لتحسين إجراءات تأمين الوثائق السرية.
وتشير “رويترز” إلى أن تلك المذكرة التي حصلت على نسخة منها تتضمن الإشارة إلى أن الجهاز التنفيذي لمكافحة التجسس التابع لمكتب مدير المخابرات الوطنية سيقوم بدور رئيسي في اقتراح إجراءات لمنع تسريب أسرار حكومية مستقبلا.
من ناحية أخرى، وصف البيت الأبيض دعوة رئيس تحرير موقع “ويكيليكس” إلى استقالة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بعدما أظهرت وثائق مسربة أنها وجهت إرشادات إلى دبلوماسيين أميركيين للقيام بأعمال تجسس بأنها “سخيفة”. وقال الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس متسائلا “لماذا نهتم برأي شخص أضحوكة نشره على موقع سياستنا الخارجية ومصالح هذا البلد أقوى بكثير من موقعه”.
وكانت برقية أرسلتها كلينتون، عام 2009 إلى البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة وسفاراتها حول العالم، طلبت الوزيرة من هذه الجهات التنصت والتجسس على الجهات المعنية كالأمم المتحدة.
ويعكس “دليل جمع المعلومات الاستخبارية عن الأشخاص” Humint Collection Directive نتائج مراجعة واشنطن الأخيرة لاحتياجات وضرورات كتابة وجمع التقارير المتعلقة بالأمم المتحدة، بحسب إحدى البرقيات التي حصل عليها موقع “ويكيليكس”.
وتراوحت المعلومات التي طلبتها الوزيرة كلينتون بين جمع البيانات الخاصة والشخصية، مثل أسماء الدبلوماسيين وعناوينهم وحتى أرقام بطاقات اعتمادهم، بل ومعلومات بيولوجية، كالحمض النووي DNA والبصمات والتواقيع وبيانات بصمة العين.
وصنفت البرقية التي جاءت موقعة ببساطة باسم “كلينتون”، ضمن الوثائق السرية والتي يجب ألا يطلع عليها أجانب، وتم إرسالها إلى 33 بعثة دبلوماسية أميركية حول العالم وللبعثات الدبلوماسية الأميركية في الأمم المتحدة في نيويورك وفيينا وروما.
حرب إلكترونية
وفي سياق متصل ذكرت تقارير أميركية أن موقع “ويكيليكس” تعرض للانهيار، وأصبح مفقودا أو أنه ترك مضيفه الرئيسي على شبكة المعلومات الدولية الذى يحمل اسم “أمازون دوت كوم”. وذكرت التقارير أن الموقع الرئيسي وكذا الموقع الفرعي أصبحا غير متاحين للمتصفحين من الولايات المتحدة ودول أوروبا بعد تجاوب “سيرفر أمازون” مع طلب مجلس الشيوخ الأميركي بوقف الدخول للموقعين للحصول على معلومات.
من جانبها ترفض مؤسسة “أمازون دوت كوم أي أن سي” التعليق على مدى علاقتها بموقع “ويكيليكس” أو الكشف عما إذا كانت قد أجبرت الموقع على الانتقال إلى مكان آخر.
مصدر “ويكيليكس”
وذكرت مجلة “دير شبيغل” الألمانية، أن المراسلات الدبلوماسية التي ينشرها موقع “ويكيليكس” مصدرها نظام الاتصال المستخدم من جانب وزارتي الدفاع والخارجية الأميركيتين.
وأوضحت المجلة، وهي من بين الوسائل الإعلامية الخمس في العالم التي حصلت على حق نشر هذه الوثائق بالتزامن مع “ويكيليكس”، أن قسما من البرقيات الدبلوماسية مصدره نظام “سيبرنت” (سيكرت انترنت بروتوكول راوتر نيتوورك) الذي يملك نحو 2.5 مليون موظف في القطاع العام الأميركي وله حق الوصول إليه، من خلال أجهزة كومبيوتر معتمدة في الدوائر الرسمية يتم تغيير آليات الدخول إليها كل 150 يوما تقريبا.
وأضافت ان الوثائق المصنفة “سرية للغاية” لا تعبر شبكة “سيبرنت” إلا أن الوصول إليها ممكن لنحو 850 ألف أميركي. وتتعلق تسريبات “ويكيليكس” بـ251 ألفا و287 وثيقة أرسلها دبلوماسيون أميركيون إلى واشنطن و8 آلاف مذكرة أرسلتها الحكومة الأميركية إلى السفارات.
ومن بين الوثائق التي نُشرت، 6 بالمئة، فقط أي 15 ألفا و652 برقية دبلوماسية مصنفة “أسراراً” (دفاعية)، من بينها 4 آلاف و330 وثيقة “يمنع تسريبها إلى غرباء”، ونحو 40 بالمئة من الوثائق مصنفة “سرية” فيما غالبية الوثائق لا تحمل أي سمة تمنع نشرها.
وباستثناء الوثيقة التي يعود تاريخها إلى العام 1966، فإن غالبية الوثائق الدبلوماسية تم إرسالها بين عام 2004 ونهاية شباط 2010 وهو التاريخ الذي توقف مصدر “ويكيليكس” عن تزويد الموقع بالوثائق لأسباب مجهولة.
وأبدت المجلة الألمانية حذرا شديدا حيال هذه الوثائق المسربة لأنها لا تعلم “الظروف التي تمكن فيها مخبر موقع ويكيليكس من نسخها”، ولا إذا ما كانت الوثائق تمثل كامل المراسلات الدبلوماسية الصادرة أم أنها تقتصر على “وثائق مختارة بحسب معايير نجهلها”.
إلى ذلك، فإن غياب وثائق مصنفة “سرية للغاية” يمكن تفسيره إما لكون مخبر “ويكيليكس” لم يتمكن من الوصول إليها أو انه لم يرغب في ذلك لقطع الطريق أمام إمكانية انكشاف هويته على سبيل المثال. وذكرت “دير شبيغل” ان “كتبة (الوثائق) لم يتوانوا عن نقل أدنى تسريبة أو همسات في الأروقة” الدبلوماسية عبر هذه الوثائق التي تمت صياغتها مع الاعتقاد بأنها لن تنشر قبل 25 عاما.
ماذا كشف “ويكيليكس”
العرب
وأظهرت الوثائق أن الملك السعودي عبد الله المصدر الأول للتحريض على إيران. وقالت إنه طالب الأميركيين بضرب المنشآت النووية الإيرانية، بينما كان مسؤولون عرب حلفاء مستعجلين لاتخاذ إجراء عسكري بحق طهران. وجاء في البرقيات-الوثائق أن دولاً عربية إضافة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل “تتوجسّ خوفاً من تملُّك إيران لسلاح نووي”. وقالت برقية، أن السفير السعودي لدى واشنطن، عادل الجبير، قال “أبلغكم الملك (أيها الأميركيون) ونصحكم بقطع رأس الأفعى، وهو دعاكم إلى مهاجمة إيران لوقف برنامجها النووي”، وذلك ضمن محضر لقاء الملك مع الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس في واشنطن في نيسان 2008، مشدداً على أن العمل مع الولايات المتحدة لمواجهة التأثير الإيراني في العراق هو “أولوية استراتيجية للملك ولحكومته”.
والتسريبات الخاصة بالملك السعودي لا تقتصر على إيران؛ فعبد الله، الذي تصفه إحدى البرقيات الرسمية بـ”الهرم”، ينطق غالباً بأقوال جارحة تتعلق بحاكمَي العراق وباكستان. وخاطب أحد المسؤولين العراقيين بما يأتي: “أنت والعراق في صميم قلبي، لكن لا مكان لنوري المالكي في داخله. لا أثق به، إنه عميل إيراني أدخل النفوذ الإيراني إلى العراق”. ووصف رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني بأنه “أكبر عقبة على طريق تطور بلاده، وعندما يكون الرأس عفناً يؤثر على سائر أعضاء الجسد”.
كما رحب العاهل السعودي، حسب برقية أميركية دبلوماسية، بانتخاب باراك أوباماً رئيساً للولايات المتحدة، وقال “الحمد لله على انتخاب أوباما رئيساً”، ونقل عنه قوله أن انتخابه خلق “أملاً كبيراً” في العالم الإسلامي.
أما الرئيس المصري حسني مبارك، فقد خاطب أحد أعضاء الكونغرس بالقول إن “إيران تحرك المشاكل على الدوام”، بينما لفت رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إلى أن الإيرانيين “يكذبون علينا ونحن نكذب عليهم”. وتعبّر البرقيات عن مدى قلق إسرائيل من فقدان هيمنتها على المنطقة، وبالتالي حرصها على المضيّ وحدها ضد إيران. وفي هذا المجال، قدّر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، في حزيران 2009، وجود هامش يتراوح بين 6 أشهر و18 شهراً من أجل وقف إيران مشروعها لحيازة سلاح نووي. وبعدها “يفوت الأوان، وسوف يؤدي حصول ذلك إلى أضرار جانبية غير مقبولة”.
وفيما رأت بعض البرقيات الأميركية أن مسؤولي وزارة الخارجية السعودية كانوا معتدلين في عدائهم لإيران، وحذرين في الوقت نفسه، فإن التطرف كان يأتي من العائلة المالكة على أعلى المستويات. وفي البحرين، طالب الملك حمد بن عيسى آل خليفة باتخاذ إجراء “يضع حداً لبرنامج إيران النووي بكل الوسائل اللازمة”. وخاطب رئيس مجلس الأعيان الأردني، زيد الرفاعي، مسؤولاً أميركياً كبيراً بالقول: “اضربوا إيران أو عيشوا تحت ظل قنبلة إيرانية. العقوبات والترغيب والحوافز لن تجدي”.
وفي أبوظبي، أشار ولي العهد الإماراتي الشيخ محمد بن زايد إلى ضرورة ضرب إيران “الآن وليس غداً”. وفي حديثه عن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، قال “أعتقد أن هذا الرجل سيأخذنا إلى الحرب، إنها مسألة وقت. وأنا شخصياً لا أستطيع المخاطرة مع نجاد. إنه صغير العمر، وعدواني”. وفي رسائل أخرى، حذر مسؤول سعودي من أنّ الدول الخليجية قد تلجأ إلى إنتاج أسلحة نووية بنفسها، أو قد تسمح بنشرها على أراضيها بهدف ردع إيران وتهديدها.
وجاء في برقية من تل أبيب أنّ الإسرائيليين يقولون “إذا واصل الإيرانيون حماية مواقعهم النووية وتعزيزها، فسيصعب علينا استهدافها وإلحاق الضرر بها”، داعين، في تشرين الثاني من العام الماضي، إلى الإسراع في ضرب الجمهورية الإسلامية.
وفيما نقلت البعثة الدبلوماسية الأميركية لدى إسرائيل مواقف متضاربة حيال الخطوات العسكرية المحتملة، فإن برقية تحدثت عن أن سلاح الجو الإسرائيلي بات أكثر ميلاً من أي وقت مضى نحو توجيه ضربة عسكرية، “سواء إسرائيلية أو منا نحن (الأميركيين) كوسيلة وحيدة لتدمير أو لتأجيل الخطط الإيرانية”. وأضافت إن الاستعدادات الحربية الإسرائيلية “قد تمضي قدماً حتى من دون علم الحلفاء والخصوم”. كذلك كشفت الوثائق تضامناً مصرياً مع الموقف الإسرائيلي. فرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو أبلغ المسؤولين الأميركيين، في أيار 2009، أنه اتفق مع الرئيس المصري حسني مبارك على أن إيران النووية “ستساعد سواها من دول المنطقة على إنتاج أسلحة نووية، ما ينجم عنه أكبر تهديد لجهود الحدّ من انتشار السلاح النووي منذ أزمة الصواريخ الكوبية” عام 1962.
واسم رئيس جهاز الاستخبارات المصرية عمر سليمان حاضر بقوة في الوثائق، فهو صارح وفداً من الكونغرس الأميركي بأن “سوريا تريد بقوة وقف عمل المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري، وفي الوقت نفسه، فإن الحكومة السورية مستعدة للتفاوض مع إسرائيل مثلما الحكومة الإسرائيلية مستعدة للتفاوض مع سوريا”. وهنا أشار سليمان إلى أن “باستطاعة سوريا تأدية دور بنّاء، لكن ليس هناك ضمانات على ذلك”.
إيران
اكدت وثيقة اميركية مؤرخة العام 2009 كشفها موقع “ويكيليكس” ونشرتها الاثنين الماضي صحيفة “دايلي تلغراف” البريطانية ان المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في ايران اية الله علي خامنئي يعاني من سرطان في مراحله النهائية قد يؤدي الى “وفاته خلال اشهر”. وبحسب هذه الوثيقة، فان رجل اعمال لم يتم كشف هويته وجنسيته ويبدو انه على صلة بالرئيس الايراني السابق علي اكبر هاشمي رفسنجاني قال ان خامنئي يعاني من نوع نادر من سرطان الدم. وجاء في الوثيقة التي ارسلتها في اب (اغسطس) 2009 قنصلية الولايات المتحدة في اسطنبول ان “خامنئي سيموت على الارجح خلال بضعة اشهر”. وكان رفسنجاني اطلق حينذاك حملة ضد اعادة انتخاب محمود احمدي نجاد رئيسا لايران. واضافت الوثيقة ان رفسنجاني قام بعد اعلامه بالوضع الصحي للمرشد الاعلى “بوقف حملته ضد خامنئي في مجلس الخبراء “احد مراكز القرار في النظام السياسي الايراني” وقرر ترك الامور تاخذ مجراها الطبيعي”. وتابعت الوثيقة “بعد وفاة المرشد الاعلى، سيحاول رفسنجاني استخدام مجلس الخبراء لتتم تسميته مرشدا اعلى جديدا. اذا نجح في ذلك سيدعو احمدي نجاد الى الاستقالة وسيطالب بانتخابات جديدة”. وعلى الرغم من الشائعات عن اصابة خامنئي بالسرطان، التقطت له صورة مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الأسبوع الماضي.
وتُظهر بعض التقارير المنشورة أن الاستخبارات الأميركية على اقتناع بأن إيران حصلت من كوريا الشمالية على صواريخ فائقة التطور يمكن أن يصل مداها إلى أوروبا الغربية. وبحسب “نيويورك تايمز”، فإن برقية دبلوماسية استخبارية مؤرخة في 24 شباط الماضي خلصت إلى أن “إيران حصلت على صواريخ فائقة التطور مصممة على قاعدة نموذج روسي”. ولفتت البرقية إلى أن طهران حصلت من كوريا الشمالية على 19 من هذه الصواريخ، وهي نسخة مطوَّرة من صاروخ “أر-27” الروسي، موضحة أن النظام الإسلامي “يعمل على امتلاك تكنولوجيا للتمكن من تصنيع جيل جديد من هذه الصواريخ”.
إسرائيل
وفي مقابل هذا الإرباك الدولي، بدت إسرائيل أكثر ارتياحاً. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن البرقيات التي تم تسريبها كشفت عن مخاوف عربية منتشرة على نطاق واسع بشأن البرنامج النووي الإيراني، وتبرر أولوياته المتعلقة بعملية السلام. وأضاف “للمرة الأولى في التاريخ الحديث هناك اتفاق لا يمكن اعتباره غير منطقي في أوروبا وفي المنطقة، وبين إسرائيل ودول المنطقة، على أن التهديد الرئيسي ينبع من ايران وخططها التوسعية وخطواتها التسلحية. لقد تم التعبير عن ذلك بطريقة مقنعة للغاية في الوثائق الأخيرة. ورغم أن ذلك كان معلوما إلا أنه لم يعلن بصورة مباشرة”.
وقال مسؤول في الحكومة الإسرائيلية “لقد خرجنا بصورة جيدة جدا”، مشيراً إلى أنّ الوثائق المنشورة “تدل على أن إسرائيل لا تعتمد لغة مزدوجة وتقول في المجالس الخاصة ما تقوله علنا” حول ضرورة التحرك ضد إيران. وأضاف “يتبين أن كل الشرق الأوسط يرهبه احتمال قيام دولة نووية في ايران. والدول العربية تدفع الولايات المتحدة إلى عمل عسكري بطريقة أقوى مما تفعل إسرائيل”.
وذهب الرئيس السابق لمجلس الدفاع الوطني الجنرال في الاحتياط غيورا ايلاند إلى حد اعتبار تسريبات “ويكيليكس” مفيدة لإسرائيل، معتبراً أنه “ليس هناك ما يحرج في هذه التسريبات. ولا شيء يمس أمننا. وبطريقة ما قد يكون عكس ذلك”. وأضاف ساخراً “كون إسرائيل تعتبر ايران خطرا هو سر يعرفه الجميع”.
تركيا
نصيب تركيا من وثائق “ويكيليكس” كان كبيراً. ففي وثيقة، بتاريخ 31 آب (أغسطس) 2007، إن اجتماعاً سرياً عقد قبل أسبوعين من ذلك في 17 آب بين رئيس الموساد الإسرائيلي الجنرال مئير داغان ومساعد وزير الخارجية الأميركية وليام بيرنز. ومع أن الاجتماع كان مخصصاً لبحث الوضع في إيران والشرق الأوسط فإن داغان اشتكى لبيرنز النفوذ المتزايد للإسلاميين في تركيا. وتوجه إلى بيرنز بالقول إن “السؤال الأساس الذي يتوجب سؤاله هنا: إلى متى يبقى الجيش حامي الهوية العلمانية لتركيا صامتاً تجاه هذا الوضع؟”.
وفي وثيقة أخرى، هي تقرير للسفارة الأميركية في أنقرة إلى واشنطن إن نائب رئيس الاركان الجنرال ارغين صايغون قال للسفير الأميركي “إذا أردت أنزل الآن الدبابات إلى الشارع”.
ويعرض اجتماع بتاريخ 18 شباط 2010 بين بيرنز ومدير عام الخارجية التركية فريدون سينيرلي اوغلو ما تفكر به أنقرة تجاه إيران والشرق الأوسط. ففي الاجتماع يقول المسؤول التركي إن أي عملية عسكرية ضد طهران تلحق الضرر بتركيا، كما أن العقوبات على إيران تفتح أمام تصلّب الشعب الإيراني وتلحق الضرر بالمعارضة. ويضيف في الاجتماع إن دول المنطقة تنظر إلى إيران على أنها تهديد، قائلاً “حتى في الشام تقرع أجراس الإنذار”.
وفي الاجتماع ذاته، قال سينيرلي اوغلو إن الجهود الدبلوماسية التركية بدأت تخرج سوريا من الفلك الايراني. واضاف ان “المصالح تفترق” بين سوريا وايران. واعتبر انه في حال قبول إسرائيل الوساطة التركية في المفاوضات فإن ايران ستزداد عزلة.
وعبر عن انزعاجه من سياسة رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي وان العراق يمكن أن يخرج عن السيطرة، منتقداً جهود إيران للسيطرة على المنطقة كذلك تقديم السعودية الدعم المالي للأحزاب في العراق.
وفي محضر اجتماع دمغ بـ”سرّي” بين المسؤول الأميركي فيليب غوردون ووزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، عقد في 17 تشرين الثاني 2009، تناول المسؤولان مروحة واسعة من القضايا مع تركيز على البرنامج النووي الإيراني. وأراد غوردون من أنقرة أن توجّه رسالة شديدة إلى إيران من عواقب عدم التزامها بالعقوبات. وأجابه داود اوغلو إن مثل هذه الرسالة قد وجّهها في الأساس رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان أثناء زيارة سابقة له إلى طهران. وقال داود اوغلو إن السياسة الخارجية لتركيا في المنطقة تقوم على أساس الشعور بالعدل والرؤية، وإنها بديل لإيران والسعودية وإنها “تحدّ من التأثير الإيراني في المنطقة”. وأضاف إن تركيا وحدها تستطيع التحدث مع الإيرانيين بصراحة ونقد لأنها تعطي أمام الرأي العام رسائل إيجابية.
وتعكس وثائق أخرى إن الإدارة الأميركية الحالية لا تثق بحكومة حزب العدالة والتنمية بسبب ميولها الإسلامية. وتصف الوثائق اردوغان بأنه زعيم “ديموقراطي”، لكنه يتعامل مع محيطه بطريقة اوتوقراطية. ووصفت داود اوغلو بأنه “خطير إلى أقصى درجة” وينظر إلى أنقرة على أنها مركز العالم.
وفي صلة بمثل هذه الأفكار تنقل وثيقة أخرى عن أحد مسؤولي حزب العدالة والتنمية قوله إن العثمانية الجديدة تتقدّم و”إننا نريد الانتقام من موقعة فيينا عام 1683 وما أسفرت عنها من نتائج والعودة إلى الأندلس”.
ونقلت برقيات كتبت في تشرين الأول العام 2009 عن دبلوماسيين أميركيين في أنقرة قولهم إن أردوغان “يكره إسرائيل بكل بساطة”، وذلك تعليقاً على رد فعله على الهجوم الإسرائيلي الدامي على غزة. وقال الدبلوماسيون إن “اردوغان يكره إسرائيل بكل بساطة” مشيرين إلى أنهم يؤيدون نظرية السفير الإسرائيلي في أنقرة غابي ليفي الذي اعتبر أن تصريحات رئيس الحكومة التركية العنيفة ضد إسرائيل نابعة قبل كل شيء “من منطلق عاطفي، لأنه إسلامي”.
وقال السفير الإسرائيلي للدبلوماسيين الأميركيين المعتمدين في العاصمة التركية “من وجهة نظر الدين، هو يكرهنا والاحتقار الذي يكنّه ينتشر” في بلاده. ونسب تدهور العلاقات بين إسرائيل وتركيا إلى شخصية اردوغان.
عدوان غزة
أفردت وثائق “ويكيليكس” حيزا للملف الفلسطيني وخصوصا قطاع غزة، وكشفت أن إسرائيل تشاورت مع مصر والسلطة الفلسطينية قبل بدء حربها على القطاع نهاية عام 2008 بشأن تولي السيطرة على القطاع بمجرد هزيمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس). كما ذكرت الوثائق أن الجانبين رفضا طلبا إسرائيليا لدعم العدوان، إلا أنهما لم يقطعا خلاله “الحوار” مع تل أبيب.
وأشارت الوثائق إلى ما سمتها برقية صادرة عن السفارة الأميركية في تل أبيب، وجاء فيها أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أبلغ وفداً من الكونغرس الأميركي العام الماضي أن إسرائيل أجرت اتصالات مع مصر والسلطة الفلسطينية قبل شن عملية “الرصاص المصبوب” على غزة. وكشفت الوثائق أن إسرائيل سألت الطرفين عما إذا كانا على استعداد للسيطرة على قطاع غزة بعد هزيمة حماس، موضحة أن “باراك تلقى ردا سلبيا، وهو أمر غير مستغرب”. وأضافت أن باراك انتقد “ضعف” السلطة الفلسطينية و”عدم ثقتها بنفسها”.
ومن جهة أخرى، ركزت وثيقة مسربة على تصريح للسفير الأميركي بمصر فرانسيس ريتشاردوني أدلى به عام 2008 تضمن الإشارة إلى أن رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان أبلغه بأنه إذا سارت المفاوضات بسرعة فقد تضطر “حماس” للتنازل عن السلطة في غزة خلال ثلاثة أو أربعة أشهر.
وأضافت الوثيقة أن الوزير سليمان اعتبر الحلّ كامنا في “إجبار حماس على الاختيار بين البقاء كحركة مقاومة أو الانضمام إلى العملية السياسية لأنه لا يمكن أن يكونا الاثنين” موضحة أنه أبلغ السفير الأميركي بأن حكومة مصر ستواصل الضغط على الحركة، لكنها ستحافظ على ما سماه مستوى اتصالات منخفض مع حماس.
ووفق نفس الوثيقة، قال رئيس جهاز المخابرات المصرية إن بلاده تريد عزل “حماس” ووقف هجمات صواريخ القسام، مشيرا إلى أنه “عندما تتوقف هذه الهجمات فإن الحكومة المصرية ستطالب إسرائيل أن تردّ على التهدئة بالتهدئة”.
على صعيد آخر، ذكرت وثائق “ويكيليكس” أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمرت دبلوماسييها بجمع معلومات عن قادة “حماس” والسلطة الفلسطينية من خلال برقية موجهة إلى سفارات واشنطن في مصر وإسرائيل وعمان ودمشق والرياض.
وأوضح المصدر أن الوزارة طلبت من هؤلاء الدبلوماسيين جمع ما سماه معلومات حول خطوط السفر الفعلية والمركبات التي يستعملها قادة “حماس” والسلطة الفلسطينية، بالإضافة لمعلومات مالية متعلقة بالطرفين لكنها لم تحدد الهدف من ذلك.
لبنان
لم تظهر الوثائق السرية التي نشرها موقع “ويكيليكس” الكثير عن لبنان سوى حجم التنسيق الأميركي-الإسرائيلي في هذا البلد على امتداد أزماته المتلاحقة.
ونشر الموقع وثيقة من إعداد السفيرة الأميركية السابقة ميشيل سيسون بعد الاجتماع في 30 حزيران 2009 بين رئيس حكومة تصريف الأعمال وقتها فؤاد السنيورة والقائد السابق للقيادة الأميركية الوسطى الجنرال ديفيد بترايوس الذي وافق على مضمون البرقية، بحسب إشارة سيسون في آخر الرسالة.
وأبرز ما جاء فيها على لسان سيسون أن السنيورة علق على “مؤشرات الانخراط الأميركي المتزايد مع سوريا، لكنه نصح الولايات المتحدة أن تكون حذرة في عدم إعطاء أي مكافآت لسوريا من دون اتخاذ سوريا الخطوات أولا. الأهم من ذلك، يجب ألا تسمح الولايات المتحدة لسوريا أو دول أخرى في المنطقة باستخدام لبنان كمنصة أو ساحة معركة. إن الانخراط مع سوريا يجب ألا يأتي على حساب لبنان”.
وأعرب بترايوس في اللقاء عن أمله في أن “تنجح التصدعات الواضحة داخل النظام الإيراني (والتي ظهرت خلال التظاهرات التي أعقبت الانتخابات الإيرانية) في أن تصرف إيران عن تحقيق طموحاتها الخبيثة في المنطقة”، فيما تذكر البرقية أن السنيورة “وافق أن هناك تصدعات واضحة في النظام الإيراني وهناك انقسامات داخلية يجب استغلالها، لكنه حذر من قيام إسرائيل بأي عمل عسكري ضد إيران قائلا إن مثل هذا العمل يجعل الوضع الإقليمي أسوأ”.
أما أكثر الوثائق أهمية عن الوضع اللبناني فكانت من السفارة الأميركية في تل أبيب. والملفت في متابعة هذه البرقيات كان التحول في المواقف الإسرائيلية مع تطورات الأزمة اللبنانية منذ العام 2005. فأبلغ مدير الموساد مئير داغان المسؤولين الأميركيين في 17 آذار 2005 أن تظاهرات “حزب الله” في بيروت “لم تردع اللبنانيين عن الضغط من اجل انسحاب سوري كامل”. ونصح داغان أن “تبقى الولايات المتحدة ثابتة في طلبها لانسحاب كامل. وعزا رغبة الشعب اللبناني في الارتقاء إلى العمل الأميركي في العراق”.
وفي برقية مؤرخة في 26 تموز 2007، رفض داغان نظرية بأن فصل سوريا عن إيران تؤدي إلى إضعاف “حزب الله”، معتبرا انه “بفرض القرارات الدولية المتعلقة بلبنان وزيادة الجهود لنزع سلاح حزب الله، يمكن للمجتمع الدولي إزالة الغراء الذي يربط إيران وسوريا. فرض القرارات يضع ضغطا إضافيا على الأسد الذي يخاف من محاكمته في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري فوق كل شيء”.
وفي لقاء آخر مع وكيل وزيرة الخارجية وليام بيرنز في 31 آب 2007، حذّر داغان من أن جهود تعزيز حكومة السنيورة ستؤثر على سوريا والعراق، قائلا إن “الولايات المتحدة وإسرائيل على حافة تحقيق شيء ما في لبنان، لهذا لا يمكنهما تحمل التخلي عن حذرهم. ما هو ضروري هو إيجاد الطريقة الصحيحة لدعم رئيس الوزراء السنيورة”. ووصف السنيورة بأنه “رجل شجاع”، مشيرا إلى أن سوريا وإيران “تعملان بجهد ضده”. واعتبر أن ما يحرك القيادة في لبنان هو أمر شخصي قائلا إن سعد “الحريري و(وليد) جنبلاط وآخرين أُعدم أهلهم من قبل السوريين”. ورأى داغان أن السنيورة “تعامل بشكل جيد مع الوضع لكن الاحتمالات ضده”. واكتفى بيرنز بالقول إن الولايات المتحدة “تحاول إعطاء السنيورة أكثر دعم ممكن، وإنها ستواصل التشاور بشكل وثيق مع إسرائيل حول لبنان”.
كما أفادت برقية من السفارة الاميركية في أبو ظبي أن مساعد وزيرة الخارجية الأميركي جيفري فيلتمان، أشار خلال لقاء بين الوزيرة الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الإماراتي عبدالله بن زايد، في 7 نيسان 2009، إلى “نمط تصرف سعودي في حجب المساعدة المالية، عدم دعم (فريق) 14 آذار في لبنان، وعدم إرسال التمويل إلى السلطة الفلسطينية”.
وخلال اللقاء نفسه، تحدثت كلينتون عن “الحاجة إلى دعم القوات المسلحة اللبنانية، خلال فترة التحضير للانتخابات، مع إظهار الدعم بوضوح”، وأضاف فيلتمان أن الإمارات العربية “ساعدت بشكل خاص في تمويل إيصال أول 10 دبابات مجدّدة للجيش اللبناني”.
سوريا و”حزب الله”
وتحت باب “تدفُّق الشحنات العسكرية للتنظيمات المسلحة”، تحدثت إحدى الوثائق عن فشل الولايات المتحدة في وقف الإمدادات العسكرية لـ”حزب الله” عبر سوريا، بما فيها الصواريخ التي تكدّست بأعداد كبيرة بعد حرب تموز 2006. وبعد أسبوع من تعهد الرئيس السوري بشار الأسد لوزارة الخارجية الأميركية بوقف إيصال الأسلحة الجديدة إلى الحزب، شكت واشنطن من تلقّيها معلومات تفيد بأن سوريا كانت تزوّد الحزب بأسلحة تزداد تطوراً.
وتكشف الوثائق أيضاً عن مدى الإحباط الأميركي من إخفاق الحرب على “الإرهاب” بعد مرور عقد على هجمات 11 أيلول، وكيف أن إدارة أوباما تعاني الأمرّين على هذا الصعيد من حيث حيرتها في التعاطي مع الإدارة الباكستانية وأقسامها.
ليبيا
وتضمنت أحدث تسريبات “ويكيليكس” برقية دبلوماسية أميركية سرية، تقول: “إن الزعيم الليبي معمر القذافي لا يسافر أبدا دون ممرضة حسناء، وصفتها التقارير بأنها شقراء”.
ووفقا لموقع صحيفة “نيويورك تايمز”، التي اطلعت على البرقية المرسلة من السفارة الأميركية في طرابلس، فإن مصدرا، لم تسمه، أبلغ السفارة بأن الممرضة، جالينا كولوتنيتسكا، هي الوحيدة في الفريق المؤلف من 4 ممرضات أوكرانيات، التي تعرف “روتين” الزعيم الليبي.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الوثائق تشير إلى وجود علاقة بين الاثنين.
وأرسلت السفارة هذه البرقية، بعدما بحث مسؤولون أميركيون ترتيبات زيارة القذافي لنيويورك عام 2009. وجاء في البرقية، أنه عندما تسببت بعض الإجراءات الروتينية في عدم لحاق الممرضة السفر مع وفد القذافي، بسبب استكمال بعض الإجراءات، أرسل لها القذافي طائرة خاصة نقلتها من طرابلس إلى البرتغال، لتلحق بالوفد الذي أمضى ليلة في البرتغال في طريقه إلى نيويورك.
كما كشفت التسريبات، أن القذافي يخشى من الأدوار العليا، ولهذا فإنه “يبقى حتما في الدور الأول من أي منشأة”، واستعانت الصحيفة بذلك على تفسير؛ لماذا طلب القذافي إقامة خيمة له في نيوجيرسي عندما زار الأمم المتحدة العام الماضي، بدل الإقامة في فندق في منهاتن.
وأضافت، أنه لا يستطيع تسلق أكثر من 35 قدما، ويكره الطيران فوق المسطحات المائية، ولا يستطيع تحمل أن تحلق الطائرة به لأكثر من 8 ساعات متواصلة.
اليمن
كشفت وثائث “ويكيليكس” أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أمر بالتستر على الضربات العسكرية الأميركية ضد تنظيم “القاعدة” في اليمن من خلال الادعاء بأنها تنفذ من قبل القوات اليمنية.
وقال الرئيس صالح في محادثات أجريت في كانون الثاني مع الجنرال ديفيد بتريوس، قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط حينها “سوف نواصل القول بان القنابل هي قنابلنا، وليست قنابلكم”، وفقا لبرقية دبلوماسية أميركية جرى تسريبها ونشرتها صحيفة “نيويورك تايمز”.
وكان صالح، حسب الوثيقة، “رافضا، ومللا وصابرا” خلال اجتماع حول تنظيم “القاعدة” مع جون برينان، نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، وفقا لبرقية دبلوماسية نشرت في “الغارديان” البريطانية.
واستنادا على وثائق “ويكيليكس”، قالت “نيويورك تايمز”، “إن الرئيس صالح، الذي يظهر في أوقات أخرى مناهضاً لطلبات مكافحة الإرهاب الأميركية، كان بحالة مزاجية مرحة. وشكا الحاكم الاستبدادي لبلد مسلم محافظ من التهريب من جارته “جيبوتي”، إلا أنه أخبر الجنرال بيترايوس بأن مخاوفه تكمن في تهريب المخدرات والأسلحة، وليس الويسكي، “بشرط أن تكون ويسكي جيدة”، موضحة الوثيقة أنه قالها مازحاً.
أوروبيات
– كشفت “ويكيليكس” أن المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، جان دافيد ليفيت تناول الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز في حديث سري مع مسؤول أميركي كبير فوصفه بأنه “مجنون” يحول بلاده إلى “زيمبابوي أخرى”. كما نعت ليفيت ايران بأنها “دولة فاشية”. كما وصفت إحدى الوثائق ساركوزي بأنه “سريع التأثر بالانتقاد ومستبد”، فيما وصفت برقية أخرى الطائرة المقاتلة “رافال” التي باعتها فرنسا إلى البحرين بأنها تنتمي إلى “تكنولوجيا الماضي”.
– في لندن، أكدت الحكومة البريطانية أنّها ستستمر في “العمل بتعاون وثيق مع الولايات المتحدة”، برغم تسريب “ويكيليكس” وثائق دبلوماسية أميركية انتقدت رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. ونشرت صحيفة “غارديان” البريطانية الوثائق السرية الأميركية التي تتضمن تعليقات وملاحظات “محرجة” عن كاميرون وسلفه العمالي غوردون براون.
– أعربت ألمانيا عن قلقها البالغ من التداعيات الدولية لنشر وثائق “ويكيليكس”. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت إن الوثائق المنشورة قد تؤدي إلى حال من “الرفض السياسي” وإلى “عرقلة النشاط السياسي”، فيما لم تستبعد وزارة الخارجية الألمانية أن يتعرض الوضع الأمني لألمانيا وحلفائها إلى الضرر بسبب نشر الوثائق. وأكدت حكومة برلين أن العلاقات مع واشنطن “قوية وثابتة ولن تتعكر بأي طريقة من خلال التسريبات الأخيرة”.
– أما موسكو، فقررت عدم التسرع في التعليق على البرقيات التي صورت قادتها بصورة غير لائقة، ومن بينها وصف لرئيس وزرائها فلاديمير بوتين بأنه “كلب ألفا”، وآخر لرئيسها ديميتري ميدفيدف بأنه “شاحب ومتردد”. يذكر أن المراسلات الدبلوماسية الأميركية تضمنت تقييماً للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأنها “تتفادى الخطر، وليست مبدعة كثيرا”.
Leave a Reply