ديربورن – خاص “صدى الوطن”
نظم نشطاء في الجالية اليمنية في ولاية ميشيغن ندوة حول “تطورات الاوضاع السياسية والاقتصادية في اليمن” في مقر “الجمعية اليمنية الاميركية” في ديربورن، مساء يوم الجمعة الماضي، تحدث فيها رئيس تحرير صحيفة “المصدر” الزميل علي الفقيه، ورئيس “مركز الدراسات والاعلام الاقتصادي” مصطفى نصر، إستجابة لدعوة العديد من الناشطين من أبناء الجالية اليمنية الأميركية وبمشاركة واسعة من فعاليات الشخصيات وأبناء الجالية اليمنية.
واستعرض الزميل الفقيه ما تمر به اليمن من أزمات سياسية معقدة نتجت بفعل القصور والفشل في إدارة البلاد خلال عقود من الزمن. وتناول في حديثه أهم القضايا التي صار من الصعب على أي قوة سياسية في البلاد حلها على انفراد، مؤكدا أن الحل الوحيد يتمثل في بناء الثقة بين القوى والأطراف السياسية التي يستوجب عليها وضع مصلحة الوطن والشعب فوق كل المصالح الضيقة ومن ثم الشروع في حوار وطني صادق لا يستثني أحدا، تشارك فيه معارضة الخارج وقوى الحراك الجنوبي والحوثيين أيضا، إلى جانب الحزب الحاكم وتكتل اللقاء المشترك.
وأكد الفقيه وجود حالة من اليأس والإحباط في صفوف الجماهير اليمنية التي رأت مشاريعها الوطنية الكبيرة تتحول إلى مشاريع خاصة يملكها الحاكم وأركان نظامه الذين استولوا على مقدرات البلاد واحتكروها في أوساط أسرهم على حساب شعب كامل يعاني من الفقر والأمية ويفتقر لأبسط مشاريع البنية التحتية التعليمية والصحية، ويتحمل كل نتائج الأزمات والصراعات التي ينتجها النظام.
ونوه إلى تراجع دور المعارضة بعد انتخابات 2006، واحجامها عن النزول الى الشارع مع أنها قامت بخطوات شجاعة قبلها توجت بمرشح رئاسي من الطراز الوطني الأول، وبدلا من السير قدما في تصحيح الأوضاع القائمة ذهبت المعارضة الى حوارات عديمة الفائدة مع سلطة تمادت في العبث بالقانون والدستور وتجاهلت الاحتجاجات والمطالب الشعبية التي تحولت الى أزمات إضافية تعصف بالبلاد مزقت البنية الاجتماعية وعرضت الوحدة الوطنية للخطر.
وختم الفقيه حديثه بالتأكيد على استحالة اجراء الإنتخابات النيابية القادمة ما لم تتمكن كل القوى السياسية من خوض حوار جدي ومثمر، تشارك فيه قوى الحراك الجنوبي، متسائلا “إذا كانت السلطة تعجز عن التواجد في كثير من المحافظات الجنوبية التي يسيطر عليها الحراك فكيف يمكنها إجراء الانتخابات.. وكيف يمكنها اجراء انتخابات في صعدة ما لم يكن الحوثي مشاركا فيها”، مشيرا الى أن الحديث عن انتخابات في ظل هذه الأوضاع هو عبارة عن تخريف ومكابرة ستعمق أزمات البلاد.. وستزيد من احباطات الناس وتدفعهم الى مزيد من اليأس والسلبية.
ودعا الفقيه المغتربين اليمنيين في الولايات المتحدة الى الاستفادة من البيئة الجيدة التي يعيشونها وتعليم أولادهم ليتمكنوا من الحصول على فرص أفضل في أرض الفرص، وحثهم على التعايش مع المجتمع الذي يعيشون فيه والتخلص من السلبيات التي نقلوها معهم من اليمن الى بلاد المهجر خصوصا المماحكات والصراعات السياسية والمناطقية بطابعها اليمني والتي بدت واضحة في علاقات أبناء الجالية ببعضهم البعض وعجزهم عن ايجاد مؤسسات مجتمعية موحدة تمثلهم في المهجر وتدافع عن مصالحهم.
واستعرض رئيس “مركز الدراسات والاعلام الاقتصادي” مصطفى نصر الوضع الإقتصادي في البلاد، في شرح مفصل عن موارد البلاد وكيف يتم صرفها عبر ميزانيات لا تعتمد على أسس إقتصادية وعلمية صحيحة، ولذلك تذهب منه نسبة كبيرة منها في الانفاق العسكري على حساب البنى التحتية الهامة كالتعليم والصحة.
وأوضح أنه يتم العبث بالميزانية العامة من قبل قوى الفساد التي احتكرت وتحكمت في الحركة التجارية والإقتصادية واتاحت استيراد مواد سيئة الجودة سببت أمراضاً خطيرة بين المواطنين كمرض السرطان.
وأكد نصر انتشار الفقر واتساع رقعته والقضاء على الطبقة المتوسطة وارتفاع الأسعار الجنوني وتراجع سعر العملة الوطنية أمام الدولار، وقال بأن معالجة تلك الاختلالات في الاقتصاد اليمني لن يتم سوى بالقضاء على الفساد أولا ومن ثم الإعتماد على الطرق الإقتصادية العلمية الصحيحة أسوة ببلدان العالم لإنقاذ الإقتصاد اليمني، وإعادة الثقة الى المانحين الذين تراجعوا عن وعودهم ولم يفوا بالتزاماتهم بسبب عجز الحكومة اليمنية في محاربة مراكز الفساد وفشلها في الوفاء بمتطلبات مشروع الالفية المتفق عليها عالميا.
وختم نصر حديثه بالتطرق الى دور المغتربين اليمنيين في دعم الإقتصاد الوطني وأسباب تراجع التحويلات العاملين في دول الخليج خصوصاً، ومع ذلك ما تزال عجلة الإقتصاد تدور بسبب ما يضخه المغتربون من عملات من المهاجر وبلدان الإغتراب.
الوحدة اليمنية والحراك الجنوبي وأسباب غياب حراك في المحافظات الشمالية ومشكلة صعدة والمشاريع التي يمكن للمغتربين الإستثمار فيها، نقاط شملتها الأسئلة المقدمة من الحاضرين الذين استمعوا لإجابات شافية من الضيفين الكريمين اللذينن حظيا في ختام الندوة بالتفاف وحفاوة الحاضرين.
الجدير بالذكر أن الزميل عبدالملك المثيل أدار الندوة التي شهدت حضورا لافتا لأبناء لأبرز الناشطين في الجالية والذين عبر العديد منهم عن شكرهم لما قدمه الضيفان الفقيه ونصر، خاصة لجهة حديثهما الواضح والصريح عن القضية الجنوبية. كما اشاد الحاضرون بالمنظمين للندوة من أبناء الجالية وفي مقدمتهم محمد سعيد عبدالله وعبدالجليل علي أحمد وأحمد الطويل وجبر السقا وأحمد علي قفعان وأحمد علي موسى وعبدالملك المثيل.
Leave a Reply