واشنطن – بدأت مشكلة الدين الصيني لأميركا بالتفاعل مع مطلع العام الجاري، فقد طلبت الصين الأسبوع الماضي من الإدارة الأميركية تطمينات بشأن سلامة أصولها المالية الضخمة في الولايات المتحدة، قبل أيام من الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الصيني إلى واشنطن، ويتوقع أن يستغلها الجانبان لمحاولة تذليل الخلافات الاقتصادية فضلا عن التباينات السياسية بين الدولتين.
ويلتقي الرئيس الصيني هو جينتاو الأربعاء القادم في واشنطن نظيره الأميركي باراك أوباما لبحث جملة من القضايا السياسية والاقتصادية الشائكة التي تمس بشكل مباشر العلاقة بين البلدين.
وخلال العام الماضي, زار جينتاو الولايات المتحدة كما زار أوباما الصين، وتبادل مسؤولون كبار من الجانيين الزيارات.
لكن كل تلك الزيارات وجولة الحوار الإستراتيجي التي عقدت الصيف الماضي لم تضع حدا للخلافات بشأن الاختلال في التجارة الصينية الأميركية، وهو اختلال تعزوه واشنطن إلى تعمد بكين الإبقاء على قيمة اليوان منخفضة.
وقال تسوي تيان كاي نائب وزير الخارجية الصيني إنه “فيما يتعلق بسلامة الأصول الصينية في الولايات المتحدة, إذا استطاع الجانب الأميركي تقديم بيان إيجابي بشأن ذلك، فسنرحب بذلك بالطبع. وهذه مسألة نوليها اهتمامنا”.
وتشير تقديرات إلى أن الصين تستثمر في الولايات المتحدة ما يصل إلى ثلثي احتياطيها الضخم من العملات الأجنبية. وبلغ ذلك الاحتياطي بنهاية العام الماضي مستوى قياسيا عند 2,85 تريليون دولار بزيادة 18 بالمئة عن ما كان عليه قبل عام. وتستثمر الصين أساسا في سندات الخزانة الأميركية، وتتصدر لائحة دائني الولايات المتحدة.
وفي العامين الماضيين أثار رئيس الوزراء الصيني ون جياباو مسألة سلامة الأصول المالية لبلاده في الولايات المتحدة بينما كانت الأخيرة تواجه واحدة من أسوأ الأزمات المالية والاقتصادية في تاريخها.
ويتوقع أن يطلب الرئيس الأميركي مجددا من نظيره الصيني السماح بتحرير اليوان بما يؤدي إلى رفع سعر صرفه مقابل الدولار.
وتقول واشنطن إن بكين تقيد سعر صرف اليوان عند مستوى 6,8 يوانات مقابل الدولار بما يمنح صادراتها إلى الولايات المتحدة خاصة ميزة تنافسية غير عادلة. لكن بكين رفضت مرارا هذه التهمة, بيد أنها سمحت منذ حزيران (يونيو) الماضي بارتفاع محدود لسعر صرف اليوان مقابل الدولار.
وخلال العام الماضي، ارتفع الفارق في التجارة بين البلدين إلى 181 مليار دولار لصالح الصين.
ونقلت “رويترز” عن جامعي صيني متخصص في العلاقات الصينية الأميركية أنه بينما تريد الولايات المتحدة دائما نتائج سريعة وملموسة لمثل هذه الزيارات, فإن الصين لا ترى بالضرورة أنه يتعين تحقيق اختراقات في القضايا المختلف بشأنها.
وقبيل زيارة هو جينتاو, دافعت بكين مجددا عن سياستها في ما يتعلق بالمعادن النادرة التي تستخدم في صناعة التقنيات الحديثة. وكانت الصين، التي تحتكر تقريبا إنتاج تلك المعادن، قد قلصت مرتين في الأشهر القليلة الماضية صادراتها منها خاصة في ذروة التوتر الأخير في العلاقة بينها وبين اليابان بسبب الجزر المتنازع عليها في البحر الأصفر.
Leave a Reply