ديترويت – خاص “صدى الوطن”
مع وجود الكثير من التحديات التي تواجه المجتمعات الاسلامية في الولايات المتحدة وفي الخارج، تبرز الحاجة الى الوحدة العابرة لحدود الطوائف والاثنيات والأعراق، ربما بصورة أعظم من ذي قبل.
انطلاقا من هذه القناعة الراسخة حول الأهمية الفائقة لمفهموم التنوع، عقدت “الجمعية الاسلامية لأميركا الشمالية” (إسنا) منتداها السنوي الأول في فندق “دوبل تري” في ديترويت، على الحدود مع مدينة ديربورن.
ويقع المقر الرئيس للجمعية في مدينة بلاينفيلد في ولاية إنديانا، ولها أيضا مكتب في العاصمة الأميركية واشنطن، وتعتبر هذه الجمعية أكبر منظمة إسلامية في الولايات المتحدة.
وشهد المنتدى حضورا قد بـ600 شخص واستمر يومي الجمعة والسبت (14 و15 الجاري) وشارك في إحيائه “مجلس المنظمات الإسلامية في ميشيغن”.
وشهد اليوم الأول غداء عمل حضره حوالي 400 ضيف استمعوا باهتمام إلى الإمام فيصل عبدالرؤوف من مشروع إقامة مركز ديني في نيويورك قرب موقع برجي مركز التجارة العالمي، عندما تحدث عن الحاجة إلى التعاون خارج الحدود العرقية والطائفية بهدف تحقيق مُثل المجتمعين الإسلامي والأميركي.
وقال عبدالرؤوف “إننا بحاجة إلى التقدم إلى الأمام سويا بحيث يمكننا الوصول بأجيال أبنائنا إلى مستقبل أفضل بإذن الله”.
وقال عبدالرؤوف الذي ولد لعائلة مسلمة من السنة إنه حفظ على الدوام احتراما كبيرا للمسلمين الشيعة واستفاد كثيرا من رؤيتهم العقيدية. أضاف “إن الاختلافات بينهم (السنة والشيعة) ليست كثيرة، وعوضا عن النظر إلى هذه الاختلافات والتنافس بيننا، السؤال هو كيف نحتفل بتنوعنا؟”. وتناول عبدالرؤوف في كلمته أيضا أهمية قبول الناس من كل الأعراق والفلسفات تحت مظلة الإسلام، مثلما جاء في القرآن الكريم لأجل الاقتداء بالآية (إنا جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا..). كما تناول عبدالرؤوف أهمية الحوار بين الأديان “وقبول التنوع بصفة عامة، ووفق جوهر المبادئ الأميركية”.
وضم المنتدى حضورا من خلفيات ثقافية متنوعة من باكستانيين وعرب وأفارقة أميركيين وآخرين. وتناول المنظمون قصص مسلمين من أصول اسبانية تواصلوا مع الجمعية وطلبوا إشراكهم في المنتدى، بعدما شعروا أنهم أهملوا في نقاشات سابقة لأن جاليتهم ليست مرئية مثل الجاليات الإسلامية الأخرى.
واكتسب الإمام عبدالرؤوف شهرة جراء مبادراته إلى الحوار بين أتباع الديانات المختلفة والتي يرد اليها مسعاه إلى إنشاء المركز الثقافي في نيويورك بالقرب من موقع هجمات “11 أيلول”.
وقال عبدالرؤوف في مداخلته خلال فعاليات المنتدى إن تثقيف الآخرين والتعلم منهم أيضا هو مسألة في غاية الأهمية، لأنك عندما تتعرف على ثقافة الآخرين، فإنك تعرف أكثر عن نفسك. اضاف: عندما تدرس لغة أخرى فإنك تعرف لغتك بصورة أفضل”.
وجرى عرض أولي للفيلم الوثائقي “موقف بلال” الذي يتناول قصة كفاح شاب افريقي أميركي مسلم، الى جانب عدد من ورشات العمل والأنشطة الفرعية حول مواضيع تراوحت بين تاريخ الاسلام في اميركا وقضايا الهجرة، ومن ضمنها معرض حول “بناء الإسلام في أميركا” أشرف على تنظيمه كل من سالي هاويل وآندرو شرييوك من أمناء “جامعة ميشيغن” وأخرون حول ردم الهوة بين السنة والشيعة.
وقال مهدي عبدالله رئيس اتحاد الطلبة العرب في “جامعة ميشيغن-ديربورن” الذي حضر ورشة العمل حول السنة والشيعة: إنني أعتقد بأن هذا المنتدى وفر المساعدة على مستوى فهم بناء التواصل والعلاقات بين جميع المسلمين في جاليات مختلفة، وكان جامعا بصورة كبيرة.
وقال صهيب الحانوتي الذي تطوع للمساعدة في فعاليات المنتدى إن “من الجيد إقامة هذا النوع من المنتديات والنقاشات من أجل تمتين العلاقات بين السنة والشيعة بصورة أكبر، وفي نهاية المطاف نحن بحاجة الى التركيز على أوجه الشبه بيننا، لا على أوجه الاختلاف”.
وفي ختام المنتدى قدم المنظمون جائزتين تقديريتين لأفضل شخصين نجحا في تجسيد عمل الجمعية وأهدافها وذهبت الجائزة الأولى إلى الممرضة نجاح بزي، مؤسسة ومديرة “منظمة زمان العالمية الخيرية” ومركزها مدينة ديربورن والتي تقدم الخدمات للجاليات المسلمة في أميركا والخارج، اضافة إلى عملها في تثقيف العاملين في حقل الرعاية الصحية حول الأمور الأساسية المتعلقة بالإسلام، وبصفتها أيضا المديرة التنفيذية لجمعية “أخصائيي التنوع وحلول الرعاية الصحية العابرة للثقافات” والمؤسسة الشريكة لـ”جمعية الشبيبة المسلمة” في المركز الإسلامي في أميركا، في مدينة ديربورن.
وتم تكريم شيرمن جاكسون، البروفسور في مركز آرثر ثورنو لدراسة الشرق الأدنى والأستاذ الزائر للدراسات الأفرو-أميركية في “جامعة ميشيغن”. وجرت تسمية جاكسون واحدا من أرفع عشرة خبراء أميركيين حول الاسلام من قبل موقع “الرابط الديني” على الشبكة الإلكترونية.
وأعلنت “الجمعية الإسلامية لأميركا الشمالية” في ختام منتداها عن نيتها العودة الى ديترويت بمناسبة مؤتمرها السنوي الخمسين الذي سينعقد في العام 2013.
Leave a Reply