قمت اليوم من النوم، وبدون مناسبة، تسمعت لأغنية سيد درويش “الحلوة دي قامت تعجن في البدرية” وحبيتها أوي أوي كأني بسمعها لأول مرة وما أعرفش ليه خطر ببالي، فيلم “شيء من الخوف” اللي أخرجوا المخرج العبقري حسين كمال.. وتحديداً المشهد العظيم اللي بيطلع فيه ولاد البلد وهم بيهتفو: جواز عتريس من فؤادة باطل. فؤادة.. البنت الجميلة اللي حبّها عتريس وأجبر أبوها على جوازها بشهادة باطلة. عتريس اللي ماحدش يقدر يوقف قدامو، وما حدش بيقدر يقولو لأ. عتريس الجبار القاسي اللي كان بيفرض إتاوات وضرايب على الناس، واللي كان حاكمهم ويخلي كل واحد فيهم يمشي على العجين ما يلخبطوش.
وزي ما أنتو عارفين.. حدوتة الفيلم كانت بتحصل في قرية مصرية، في الصعيد، بس الناس من وقتها شافوا الفيلم على أساس إنو فيلم سياسي. يعني مش مجرد حكاية. وفي كتير من النقاد قالوا أنو المقصود بـ”عتريس” هو الريس جمال عبدالناصر، وفي بعضهم قال.. لأ ده المقصود الملك فاروق.
معليش. إحنا مش ح نقول كده ولا كده مع أنو من حق كل واحد مننا يشوف الفيلم من الحتة اللي بيتعجبو. يعني أنا دي الوقتي وأنا بتذكر الفيلم.. بشوف إنو عتريس هو الريس حسني مبارك، وأظن إنو كتير من المصريين مش ح يمانعو المرة دي.. من إنو يشوفو الفيلم زي ما أنا شايفه. ودلوقتي ملايين المصريين.. مش خايفين.. ومش ح يخافو ينزلوا الشوارع ويهتفو: جواز عتريس من فؤادة باطل. علشان الوقت ده.. هو الوقت اللي لازم الأشياء تنقال زي ما هيه، والمصريين بيسموا الأشياء باسمها وبيقولو: ياريس.. ارحل.. مش قادرين نكفي معاك أكتر من كده!
وخلونا نرجع مرة تانية للفيلم، وأكيد حضراتكو بتتذكرو إنو أهل البلد قرروا انهم يطلعو ضد عتريس في جنازة محمود، ابن عمي الشيخ ابراهيم اللي وقف في وش عتريس وقالوا لأ.. يعني إيه بقى؟ يعني.. مهما عمل البوليس المصري ومهما قتلو الناس وعوروهم وأخدوهم على السجن.. فالناس مش ح يرجعوا يخافوا زي الأول. علشان دلوقتي العين ما بقاش تخاف من المخرز. وبصراحة بقى.. التونسيين مش جدعان أكتر من المصريين، ولاّ إيه؟.. مع حبنا لإخوانا في تونس اللي قدروا يشيلو زين العابدين بن علي.. واللي قرروا إنو خلاص.. الحدوتة خلصت.. خلاص.
ومصر ح ترجع زي ما كانت.. وزي ما عرفناها. مش لازم يعني نكون في المقدمة وفي أول الطابور. المرة دي التوانسة سبقونا.. بس معليش، عفاريم ومبروك عليهم علشان إحنا كلنا في الهم واحد، وكلنا شعب واحد. وثورة تونس هي ثورة لتونس ولمصر واليمن وكل العالم العربي. كلنا واحد، وكلنا ح نتعلم من بعض، ونشد على إدين بعض..
وقبل ما خلّص كلامي، بحب أقول لكو حاجة. أنا صحيح بكتب باللهجة المصرية.. بس أنا مش مصري ودي أول مرة أكتب بلهجة. مش بلغة عربية فصحى يعني. لأني من سبع تمان سنين وجاي، صرت مش قادر أسمع اللهجة المصرية في الأفلام والمسلسلات المصرية زي الأول. صارت بيتعمل لي حساسية يعني. لأنو بصراحة كنت زعلان وواخد على خاطري من المصريين ومن مصر واللي بيحصل فيها، ومن سكوت الناس على الظلم والفقر، وعلى مواقف الحكومة المصرية أيام الحرب على غزة. ولكن.. دلوقتي أنا بكتب باللهجة المصرية لأني رجعت أحب اللهجة دي ورجعت أتعلم من المصريين وبأقولها.. أنا بعتذر للشعب المصري كلو، واحد واحد، ومكسوف من نفسي لأني فقدت ثقتي بالمصريين. وبأقول للرجالة والجدعان في مصر.. إنتو أهلنا ومن لحمنا ودمنا وإحنا معاكو بنهتف: جواز عتريس من فؤادة باطل. جواز عتريس من فؤادة باطل. جواز عتريس من فؤادة باطل. وبالمناسبة.. اللهجة المصرية حلوة أوي أوي أوي، وح ارجع أغني: الحلوة دي..
Leave a Reply