غالاوي لـ”صدى الوطن”: برودة السلطات الأميركية عوّضتها حرارة استقبال الجالية العربية
ديربورن – خاص “صدى الوطن”
على هامش زيارته الأخيرة الى ديربورن التي جاءت في إطار التحضير لرحلة بحرية ضخمة لكسر حصار قطاع غزة،
التقت “صدى الوطن” النائب البريطاني السابق جورج غالاوي وكان هذا الحوار:
هل هذه زيارتك هي الأولى إلى ديربورن، وهل أنت مطلع على ما يجري ما في منطقة ديترويت منذ وقت طويل؟
– لقد تكلمت في مناسبتين سابقتين، في الفترة ما بين “حرب تموز” على لبنان والحرب على غزة، وتحديداً قبل الحرب على غزة وبعد الغزو الإسرائيلي للبنان في العام 2006 أمام حضور كبير، مثلما هو الحضور اليوم، وأنا سعيد جداً بالعودة (إلى هنا) مرة أخرى. لقد كنت على على علم بطبيعة هذه المدينة.
هل يعرف الناس، وراء المحيطات، عن هذا التواجد العربي في منطقتي ديترويت وديربورن؟
– نعم. في العالم العربي هم يعرفون، ليس بنفس القدر الذي يعرفه البريطانيون، لأنه يوجد تركيز على العرب الأميركيين، المضيافيين والمرحبين، على العكس، ولسوء الحظ، من “وزارة الأمن الداخلي” الذين لم “يستقبلوني” بحرارة، حيث استغرقت إجراءات الدخول حوالي الساعتين.
هل لديك أي فكرة عن مراسلة البيت الأبيض السابقة الصحفية هيلين توماس وتعليقاتها حول الصهيونية، وما رأيك بهذا الخصوص ؟
– لا اتفق، في الحقيقة، مع ما قالته، ولكنها سيدة متقدمة في السن ووقور ولن أنتقدها، ولكن هؤلاء الذين يؤيدون حل “الدولة الواحدة” كحل للقضية الفلسطينية، وأنا واحد منهم، ويرون أن “حل الدولتين” ليس حلاً مسؤولاً، لا يعني أن حل “الدولة الواحدة” أنه يجب على اليهود الذين يعيشون بين النهر والبحر أن يغادروا.
لا يجب عليهم المغادرة، وسيكون من الشناعة أن يرحلوا. لديهم الحق بالعيش هناك، ولكن ما هو ليس من حقهم، أن يقطنوا في بيوت الآخرين. يمكنهم أن يشتروا المنازل التي يريدون أن يعيشوا فيها أو أن يشتروا الأراضي التي يقيمون عليها إذا لم تكن أملاكهم بالأساس، أو أن يبنوا مستوطنات في أمكنة أخرى، في الأراضي التي قد يشترونها.
باعتقادك، كيف ستكون ردود الأفعال حول “الأسطول البحري” في المرحلة الآتية؟
– لقد كنت في بيروت في بداية هذا الأسبوع (الماضي) مع مسؤولين في “الوكالة الإنسانية التركية” (آي أتش أتش) التي أطلقت رحلة “مافي مرمرة” في 31 أيار (مايو) الماضي، والتي هوجمت (من قبل الإسرائيليين)، وحصل فيها مذبحة رهيبة وقتها، في تلك الليلة كنت في دالاس، ولاية تكساس..
الأسطول القادم سيكون أكبر من السابق إذا كان كانت لدينا الفرصة لذلك. يوم الاثنين (الماضي) أطلقنا بيان الانطلاق مع وكالة “آي أتش أتش” التركية، وطالبنا العالم العربي الذي يملك سفناً كثيرة ويخوتاً فاخرة يملكها الأثرياء والمتنفذون.. المشاركة في هذا الأسطول.
سنعمل لكي يكون أسطولاً حقيقياً وكبيراً، لدرجة أن القوات العسكرية الإسرائيلية تعجز عن التعرض له.
هل أنت قلق من إمكانية هجوم إسرائيلي كما حصل في المرة الماضية؟
– في النهاية الله يقرر من يعيش ومن يموت، ولذلك فالموضوع لا يشغلني بتلك الدرجة، ولكن سيكون من الحماقة أن تقوم إسرائيل بما قامت به في المرة الماضية. هم (الإسرائيليون) طبعا قادرون على القيام بذلك، فإسرائيل بشكل ما نوع من الدول المجنونة، وعلى استعداد للقيام بدور “شمشون” الذي هدم المعبد على رؤوس الجميع ورؤوس أصحابه. ولكنني أظن أن حكومات الدول التي ستكون مشاركة في الأسطول ستقوم بمسؤولياتها وسوف تضع جهودها لضمان عدم حدوث ما حدث مرة أخرى. ويبقى الضمان الحقيقي هو في العدد فإذا كان لدينا سبع سفن فلن نتمكن من تحقيق من نريد تحقيقه، ولكن إذا كان لدينا سبعون مركباً، فلن يكون لديهم القدرة العسكرية البحرية على إيقاف سبعين سفينة بين المياه الدولية وبين مياه غزة الاقليمية. سوف يكون معنا مركب أميركي، وكندي وإيرلندي وبالطبع مركب “مافي مرمرة” التركي وهو الذي سيقود الأسطول..
أعني، إن بلداً مثل الجزائر تحكمه حكومة قومية التوجه كما هو الأمر الظاهر، وهي بلد غني ولديه سواحل بلآلاف الأميال، بإمكانه إرسال مئات السفن. هذا مجرد مثال، وإذا فعلوا ذلك، فسوف نحقق بالتأكيد ما نصبو إليه..
هل لديك أية مشاكل مع الحكومات العربية، كالحكومة المصرية مثلا؟
– ليس لي علاقات مع المصريين كما تعرف، وفي كل الأحوال من يعرف أين ستكون حكومة مصر في 31 أيار، (الرئيس التونسي زين العابدين) بن علي ظن أن يكون هناك (في سدة الحكم) في 31 أيار لكن الناس في تونس طردوه. من يعرف أي من الحكومات العربية سيكون مطروداً في تلك الأثناء؟
وكيف هي الأوضاع في غزة؟
– الناس في قطاع غزة ما زالوا يعانون بدرجة كبيرة، منذ أربع سنوات وحتى الآن، ولماذا؟ ماذا فعل أكثر من 1.6 مليون لكي يعانوا بهذه الطريقة. ماذا فعلوا لكي يعاقبوا بهذه الطريقة الجماعية، وغير القانونية بالمناسبة، وفقا للقانون الدولي؟
الجواب أنهم صوتوا بالطريقة التي وصفها (الرئيس الأميركي الأسبق) جيمي كارتر انتخابات ديمقراطية بكل معنى الكلمة، ما يعني أنها انتخابات شفافة وواضحة وعظيمة. لقد صوتوا للفريق الذي لا تفضله بريطانيا وأميركا وإسرائيل على وجه الخصوص. إنه من غير الأخلاقي تجويع الأطفال ومعاقبتهم لأن آباءهم صوتوا في انتخابات حرة. وبعد ذلك، أن مطاراتكم (المطارات الأميركية) مليئة بـ”رجال الخدمات” وهم في طريقهم، كما هو مزعوم، للقتال من أجل الديمقراطية في أفغانستان، ولكن الفلسطينيين لديهم الديمقراطية، لقد انتخبوا حكومة والآن تتضور الناس جوعا، والجميع (العالم الغربي) لم يقبل بنتائج تلك الانتخابات. بعد مذبحة (القارب التركي) “مافي مرمرة” في السنة الماضية، أعلنت اسرائيل أنها ستخفف الحصار، ولكن تخفيف الحصار، في الواقع، اقتصر على توصيل الكاتشاب والمايونيز. فهل هذا ما كان ممنوعاً وأصبح مسموحاً به بعد تخفيف الحصار؟!
والسؤال الأول هو ما الذي استوجب منع استيراد تلك الأشياء مثل الكاتشاب والمايونيز، والسؤال الثاني ما هي الفكرة وراء فك الحصار عن الكاتشاب والمايونيز، في الوقت الذي لا يملك الناس فيه نقوداً… 80 بالمئة من السكان عاطلون عن العمل… 80 بالمئة يعيشون بأقل من دولار في اليوم.. و80 بالمئة من الأطفال إما محرمون من الغذاء أو يعانون من سوء التغذية… 80 بالمئة من الناس لاجئون وهذا يعني أنه على المجتمع الدولي التزامات وواجبات قانونية.. لماذا لدينا “وكالة اللاجئين في الأمم المتحدة”.
وماذا تقول للذين يتهمونك بدعم المنظمات المتطرفة؟
– أنا لست داعما لـ”حماس” إذا كان هو المقصود بسؤالك. لقد كنت مع (الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر) عرفات منذ كنت في الـ21 من عمري، وكنت بجانبه حين توفي في باريس، وما زلت وفيا للخط السياسي للرئيس عرفات. أنا لست داعماً لـ”حماس” ولكنني داعم للديمقراطية. والناس المخولون باختيار قياداتهم من الشعب الفلسطيني هم الفلسطينيون أنفسهم، وأنا لا اتفق معك في فكرة أن تلك المنظمات “راديكالية”…
هناك علامة استفهام حول ما يقال للناس في رام الله، ولكن ذلك خاطئ، وهم يعلمون أنه خاطئ. أنا داعم لمروان البرغوثي وأنا أنظم الحملات من أجل إطلاق سراحه من السجن وأتمنى على (رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس) أبو مازن ووزاءه المطالبة بإطلاق سراحه.
Leave a Reply