ديربورن – خاص “صدى الوطن”
قصد قرابة الـ800 شخص قاعة “غريتفيلد مانور” في مدينة ديربورن، مساء الجمعة الماضي، للقاء النائب البريطاني الأسبق جورج غالاوي، والمشرفين على “المركب الأميركي إلى غزة”، في حفل عشاء تضمن جمع تبرعات لدعم “الأسطول البحري”، الذي تعد له منظمة “فيفا بالستينا” (تحيا فلسطين)، والذي سيقصد السواحل الغزية، في محاولة ثانية لكسر الحصار المفروض على القطاع منذ ما قبل الحرب بداية العام 2008.
والمعروف أن النائب البريطاني هو واحد من مؤسسي منظمة “فيفا بالستينا”، وأنه من الداعين إلى إيقاف الحرب على الفلسطينيين.
ومن المقرر أن يذهب ريع التبرعات مناصفة بين منظمة “فيفا بالستينا” ومجموعة “المركب الأميركي إلى غزة”، اللتين شاركتا بتنظيم الحفل إلى جانب نشطاء محليين. ورغم ضيق الوقت الذي كان بحوزة المنظمين، إلا أن الحفل نجح بشكل كبير، تدليلاً على ارتباط العرب الأميركيين الوثيق بالقضية الفلسطينية، إلى جانب تضامنهم مع القطاع المنكوب وأهله المحاصرين.
وأشار الناشط محمد قزاز، أحد المشاركين في تنظيم الحفل، إلى اغتباطه بالحضور المتنوع، وقال “لقد أخبرني البعض بأنهم لم يشهدوا تنوعاً في الحضور من قبل، كما هو الحال في هذا اللقاء”.
وأضاف “لقد كان بين الحضور لبنانيون وكلدانيون وسنة وشيعة ومسيحيون ومصريون وباكستانيون وأردنيون وكويتيون.. كل هؤلاء جاؤوا ليعبروا عن دعمهم ورغبتهم في مساعدة الفلسطينيين”.
وقال قزاز في كلمة في بداية اللقاء مستلهماً شعار التغيير الخاص الرئيس الأميركي باراك: “التغيير يجب أن يصيب المواقف من فلسطين، يجب أن تعود الأشياء إلى نصابها الحقيقي ونعم بإمكاننا مساعدة الفلسطينيين”.
وشارك في الحفل مغينة الهيب هوب البريطانية الفلسطينية شادية منصور، إضافة إلى فرقة “ساوند أوف ريزون” (صوت العقل) القادمة من مونتريال، كندا.
وقالت الناشطة لوري أربيتر المولجة بالإشراف على إعداد “المركب الأميركي إلى غزة”: إننا سنفعل ما نؤمن به ورغم التهديدات والمصاعب التي نواجهها، فإننا لن ننتراجع وعزيمتنا لن تشل. وأضافت “لا أستطيع تخيل لماذا يحاولون إيقاف جهودنا. ما نقوم به قانوني وأخلاقي ويرمي إلى تحقيق العدالة والسلام، ما دمنا سنقوم بمساعدة الناس الطيبيين في فلسطين”.
وشددت على أن مهمتنا ومبادرتنا هي “لمساعدتهم لنيل الحرية.. الأمر الذي في نهاية المطاف سيجعلنا نحتفل بالعدالة”.
وعبّر غالاوي، الذي استقبل بالتصفيق الحار، في كلمة نارية، ألهبت مشاعر الحاضرين، عن استيائه عن المناخ السياسي الذي يتعاطى مع القضية الفلسطينية بالعموم، ونوّه بسعادته لقدومه إلى ديربورن لجمع التبرعات واقتسامها مع الفريق الأميركي الذي يعمل على إعداد مركب للإبحار إلى غزة.
وانتقد بقسوة سياسات الدول العربية والمجتمع الدولي الذين يتقاعسون عن أداء واجبهم، والالتزام بقرارات الشرعية الدولية، مختارين أن يكونوا في الضفة الأخرى، متفرجين على مأساة الشعب الفلسطيني. وقال “واجبنا تجاه الفلسطينين ليس خياراً وليس هواية. إنه واجب. فأين هو العالم العربي، وأين هي الأمة الإسلامية؟”.
وهاجم غالاوي الإسرائيليين واستخدامهم المفرط للقوة في حرب غزة وفي هجومهم على “أسطول الحرية” وقتلهم لتسعة ناشطين مدنيين أتراك، في 31 أيار (مايو) الماضي.
ونوّه النائب البريطاني السابق “نحن لسنا ضد اليهود. نحن ضد الصهونية. ولقد كان معنا على الدوام الآلاف والآلاف من اليهود الذين يعملون إلى جانبنا والذين يساعدوننا ويؤيدون مواقفنا”.
ولم يوفر غالاوي الإدارة الأميركية منالانتقاء ودورها في عملية السلام، ونعته بالضعف والغرابة متسائلاً عن معنى “أن يرفض بنيامين نتنياهو عرض الإدارة الأميركية بتقديم مساعدات مالية إضافية لإيقاف بناء المستوطنات لمدة شهرين فقط، من أجل استمرار المفاوضات؟”.
وشدد على ضرورة إرسال اسطول بحري كبير لكسر الحصار المفروض بحيث تعجز إسرائيل عن التعرض له.
وروى قصة طفلة فلسطينية عمرها 11 سنة، قتل جميع أفراد أسرتها خلال مهاجمة الإسرائيليين على غزة، وقال إنه تكلم مع تلك الفتاة، وأنها سألته: “أين هو العالم العربي؟ ولماذا لا يساعدوننا؟”.
ووعدها غالاوي بأنه سيروي قصتها في كل مكان يذهب اليه وفي كل مناسبة يلتقي بها، وقال “هذه الليلة رويت قصتها أيضا”.
لمزيد من المعلومات حول “فيفا بالستينا” و”المركب الأميركي إلى غزة”، يمكن زيارة الموقعين الإلكترونيين:
www.ustogaza.org
www.vivapalestina.org
Leave a Reply