أخيراً إستفاق الإعلام المصري من نوم عميق دام خمسة عشر يوماً..
لا يختلف اثنان على الإنحياز الواضح للإعلام المصري الرسمي للنظام القائم وعدم شفافيته في نقل الأحداث خلال الثورة المستمرة منذ أكثر من اسبوعين. فمنذ بدء الثورة المصرية المناهضة للنظام الحالي، قام التلفزيون المصري بتخوين المتظاهرين واتهامهم بإثارة الشغب في البلاد وتطبيق أجندات خارجية تارة (إيرانية إسرائيلية أميركية) وداخلية تارة أخرى (الإخوان المسلمون)، ولكن بعد إسبوعين من الثورة الشعبية تغير الموقف واعترف الإعلام المصري الرسمي بالضغط الذي مورس عليه من قبل أتباع النظام.
من خلال متابعة الأحداث في مصر و التغطية الإعلامية للتلفزيون المصري، نرى أن هذا التغيير قد بدأ بقرارات فردية، لا بل شخصية، حيث قدمت نائب رئيس قناة “النيل” الدولية شهيرة أمين استقالتها في الثالث من شباط (فبراير) الحالي. وقد عبرت أمين عن رفضها لمخالفة ضميرها المهني والخضوع للخطوط الحمراء التي ارادت الحكومة فرضها على الإعلاميين المصريين.
ثم لاحظنا فسحة صغيرة من الحرية الإعلامية بحيث سمح للقناة الرسمية الإستماع إلى الرأي الآخر ونقل الحجم الحقيقي للمظاهرات.
وأخيراً جاء يوم الثامن من شباط حيث تظاهر المئات من اعلاميي ومذيعي التلفزيون المصري للتنديد بتغطية التلفزيون المصري؛ كما تشكلت “حركة مسبيرو 2011” من اعلاميي التلفزيون المصري وأصدروا بياناً مهنياً يبرئ الحركة من معالجة المادة الإعلامية المتعلقة بأحداث 25 يناير وللمطالبة بقدر أكبر من الحرية الإعلامية. ومن جهة أخرى، تعرض نقيب الصحفيين للطرد من قبل النقابة عندما حاول المشاركة في عزاء الصحفي أحمد محمود الذي اغتيل السبت الماضي برصاص قناص وهو في مكتبه.
ويبقى السؤال هل جاءت هذه الاستفاقة متأخرة؟ وهل لو قام الإعلام المصري بهذه الخطوة من قبل لوفر عدداً من الشهداء والمصابين في صفوف المتظاهرين سلمياً ولساهم في الإسراع بحل “الأزمة المصرية”.
Leave a Reply