دمشق – وسعت القيادة السورية آفاق التواصل الافتراضي عند السوريين، في خطوة بدت أشبه بالتعبير عن التحدي، فرفعت الحَجب عن مواقع الكترونية واسعة الانتشار أبرزها “فيسبوك”، في خطوة رآها البعض أنها تعكس “ثقة بالنفس”. ومنذ مطلع الأسبوع الماضي بات الدخول الى مواقع “فيسبوك” و”بلوغر” و”مكتوب بلوغ”، وهي من أشهر مواقع المدونات في العالم العربي، متاحا من دون الطرق الاحتيالية (بروكسي) التي اعتادها السوريون خلال السنوات الخمس الماضية بسبب رقابة الدولة.
وفسر كثيرون ما جرى على أنه “تعبير عن التحدي” بعد فشل الدعوات على الموقع ذاته لـ”يوم غضب سوري”، الذي كان مرتقبا السبت الماضي، إلا أن “ساحة الغضب” خلت إلا من الإعلاميين والعناصر الأمنية. كما ربط مراقبون بين هذه الخطوة والجهد الذي بذله سوريون، غالبيتهم من الشباب، في إطار الرد على الدعوة بالتظاهر عبر مجموعات على الشبكة ذاتها. ولم يكن شارع البرلمان في منطقة الصالحية وسط دمشق مختلفا عما يمكن أن يكون عليه في أي يوم جمعة عادي، فساده الهدوء، فيما بدت الساحات المحيطة بالجوامع مكتظة بالمصلين كما هو معتاد في أيام الجمعة، والذين انتقل قسم منهم إلى مقاهي العاصمة التي سلطت شاشاتها على أحداث مصر.
وكان لافتا أن الدعوة التي وجهت ليوم الخامس من شباط تم تقديمها لاحقا ليوم الرابع من شباط الذي يصادف يوم جمعة، وذلك أسوة بما جرى في مصر، على ما يبدو للرهان على المصلين الخارجين من الجوامع. إلا أن الغضب الوحيد الذي شهدته سوريا كان غضب الطبيعة، حيث شهدت غالبية المدن، ومنها دمشق، أمطارا تعتبر الأغزر منذ سنوات، واستمرت لأكثر من 24 ساعة.
وعزا معارض سوري يقيم في واشنطن أسباب فشل “يوم الغضب” إلى عدة عوامل قال إنه يجب أخذها في الاعتبار. وقال عمار عبد الحميد، الذي يشرف على مؤسسة “ثروة” في العاصمة الأميركية وهي منظمة معنية بالترويج للديمقراطية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في مقال له في صحيفة “الغارديان” أن سوريا ليست تونس أو مصر رغم أنها تعاني من نفس مشكلات البطالة والفساد والاستبداد، فإن سوريا تتميز بنيويا بحقائق على أرض الواقع ينبغي أخذها في الحسبان هي: تركيبة سكانية غير متجانسة وموزعة بين طوائف قومية ودينية وطائفية وإقليمية واقتصادية واجتماعية، وأن لسوريا نقط تقاطع مع قوى إقليمية تتمثل في إيران وإسرائيل والسعودية –وأخيرا جدا- تركيا. وثالثا أن سوريا لا تزال تعاني عزلة منذ ثمانينيات القرن العشرين. ورابعاً أن سوريا سبق لها أن شهدت انتقالا للسلطة عام 2000.
Leave a Reply