القاهرة – يبدو أنّ مواقف الفنانين المختلفة إزاء الثورة ستغيّر كثيراً في واجهة الفن في مصر. إذ يُتوقع أفول نجم عدد كبير من فناني الصف الأول كعادل إمام الذي باتت صفحته سوداء لدى الشارع المصري، وتامر حسني الذي اعتبر سقوطه من أهم إنجازات الثورة، وتراجع نجومية غادة عبد الرزاق. ويُتوقَّع أن لا يحظى مسلسلها الرمضاني “سمارة” بأي ترحيب في وقت سطع بقوة اسم الممثل عمرو واكد الذي يعتبر مقلاً كثيراً في أعماله، وكذلك خالد الصاوي، وخالد أبو النجا وخالد النبوي. وهذا ما ينبئ بظهور أسماء جديدة تحتل الساحة الفنية.
فتحت عنوان القائمة السوداء (قائمة العار) لأعداء الثورة المصرية وضع الصحفيين والإعلاميين أسماء مجموعة من الفنانين والإعلاميين والوزراء لتكون ضمن أسوأ الشخصيات التي تعاملت مع ثورة الشباب وجاء على رأس القائمة وزير الإعلام السابق أنس الفقي باعتباره المحرك الأساسي للتغطية السلبية التي قام بها التلفزيون المصري أثناء الثورة حيث ساهم في تكوين عداءات لها عن طريق اتهام المتظاهرين بالتخريب.
وكذلك ورد في القائمة حسن راتب صاحب قناة “المحور” التي اتهمومها بالإنحياز للنظام طوال الوقت وطالبوا بمقاطعتها ، كما اتهموا سيد علي الصحفي ومقدم برنامج “48 ساعة” على شاشة “المحور” بتنفيذ تعليمات أمنية مضللة تهاجم صناع الثورة، الشيء ذاته بالنسبة لهناء سمري شريكته في تقديم البرنامج وهي على حد وصف واضعي القائمة شريكة في كل الجرائم الإعلامية التي خرجت من القناة طوال أحداث الثورة، وأيضا المذيعة مي الشربيني التي عادت لقناة “المحور” لمدة ثلاثة أيام لتردد الاتهامات نفسها لشباب الثورة.
وبالنسبة للفنان حسن يوسف فقد نال هجوما حادا من قبل المتظاهرين وكذلك زوجته الفنانة المعتزلة شمس البارودي حيث اتصلوا بأكثر من برنامج تلفزيوني للتأكيد على أن خلايا إيرانية مهدت للثورة واتهم المتظاهرين بأنهم يحصلون على وجبات “كنتاكي” مجانية ومئات الدولارات للاستمرار في الاعتصام بميدان التحرير.
الممثلة الشابة زينة، أيضا كانت من بين الموضوعين على قائمة اعضاء الثورة حيث سمحت بأن ترتفع فوق الأعناق في أول مظاهرة لتأييد الرئيس مبارك وقالت للتلفزيون المصري أن الشباب يعوي (كالكلاب) في ميدان التحرير لأكل العيش، كذلك عمرو مصطفى وقف مع زينة في نفس الصف حيث سار في مظاهرات التأييد ووصف شباب التحرير بالخونة.
ومن بين الفنانين الموجودين على القائمة السوداء أيضا أشرف زكي (نقيب الفنانيين) حيث اعتبره واضعو القائمة أنه صاحب الدور الأكثر وقاحة كونه قاد مظاهرات التأييد باعتباره نقيبا للممثلين لكنه في الحقيقة نائب وزير الإعلام أي كان يقوم بدوره كمسؤول حكومي، وكذلك شقيقته ماجدة زكي التي قيل أنها خذلت جمهورها ووقفت بجوار شقيقها تهتف في ميدان مصطفي محمود “يا جمال قول لابوك المصريين بيحبوك”، وأيضا زوجته روجينا التي ظهرت في ميدان مصطفي محمود ترتدي الأسود وتقول للرئيس “أوعا تسيبنا هنتبهدل يا ريس”.
أما سماح أنور فيرى المشاركون بالثورة أنه ينبغي مقاطعتها نهائيا لأنها طالبت بحرق المتظاهرين لاخلاء الميدان، ومعها طلعت زكريا بطل فيلم “طباخ الريس” الذي وصف المتظاهرين بقلة الأدب، والإنحلال الأخلاقي.
القائمة تضم أيضا عشرات الأسماء ومن بينهم عادل إمام وإلهام شاهين ونهال عنبر و يسرا وأحمد بدير وغادة عبد الرازق وإيهاب توفيق وعفاف شعيب ولاعب الكرة هاني رمزي وحكيم ومي كساب وهالة صدقي ونادية الجندي وماجدة الصباحي ومحمد فؤاد وغادة عبدالرازق التي هتفت لحسني مبارك “مش هايمشي”. فجميعهم وصف المتظاهرين بالخونة وطالبوهم بالعودة إلي منازلهم وفض الميدان كما دافعوا بشدة عن الرئيس مبارك.
وفيما يواجه هواء الفنانون غضب الشارع المصري والعربي ارتفعت شعبية فنانين آخرين مثل الممثل الشاب عمرو واكد، الذي شارك في الثورة منذ انطلاقتها، وقال الأسبوع الماضي بعد نجاح الثورة أن “الدكتور محمد البرادعي لديه أجندة أميركية، ولا يصلح لمنصب الرئيس، ولكنه قد يكون مستشارا جيدا لرئيس الجمهورية، مشيرا إلى أن الثورة لم تنته بعد، ويجب المضي قدما في طريق الإصلاح والتغيير”.
وقال واكد: “بصراحة أرى أن رئيس مصر لا بد أن يكون شخصا منا عاش بيننا، وتعرض للذل مثلنا، وشاهد رغيف العيش وهو يصغر، وشعر بالناس عن قرب، لذلك لا نريد رئيسا يقود مصر بخبرات دولية بل بخبرات داخلية”.
ومن ناحية أخرى، سادت الأوساط الإعلامية فى مصر حالة كبيرة من الغضب والإستياء بعدما ترددت أنباء أن عماد الدين أديب هو أقرب المرشحين لتولى منصب وزير الإعلام خلفا لأنس الفقي الذي قدم استقالته الأسبوع الماضي، حيث أبدى الإعلاميون والعاملون فى الإذاعة والتلفزيون رفضهم لشخص أديب تماماً لدفاعه كثيراً عن الرئيس السابق مبارك في كل اللقاءات التلفزيونية التي ظهر مهاجماً ثورة “25 يناير” وشبابها، كما أنه هو الذي كتب الخطاب الأول لمبارك والذي تسبب في تأجيج الغضب فى صفوف الشعب المصري. كما أظهر الشارع المصري غضباً شديداً حيال شقيقه عمرو أديب الذي كان المدافع الأول عن مبارك، وعند سقوطه أصبح ينافق الثورة.
Leave a Reply