ديربورن – خاص “صدى الوطن”
شهدت الولايات المتحدة في الأسابيع الماضية، كجميع الدول الغربية التي تضم جاليات عربية مظاهرات وأنشطة تتضامن مع الثورات في العالم العربي، منذ اندلاع شرارة ثورة تونس وانتقالها فيما بعد إلى مصر حيث تكللت الثورتان بالنجاح وبإسقاط النظامين الحاكمين.
وبانتقال تلك الشرارة إلى بلدان أخرى وانفجار الاحتجاجات الشعبية في ليبيا والبحرين، وكذلك اليمن الذي يشهدا استمراراً لمظاهرات تنادي بإسقاط النظام الحاكم، تستمر المتابعة الشعبية في جميع أصقاع العالم العربي والمهاجر.
وفي منطقة ديترويت، يواكب أبناء الجالية العربية بكثير من الشغف والتلهف والتأييد لمطالب المتظاهرين في الحرية والعدالة والديمقراطية، وسيشهد يوم الأحد القادم مظاهرة شعبية دعت إليها “لجنة المساندة الشعبية في المهجر” عبر دعوة أبناء الجاليتين اليمنية والعربية، أمام مبنى المجلس البلدي (ستي هول) لمدينة ديربورن، في الساعة 2 ظهراً.
واللافت أن إحساساً كبيراً بالمسؤولية الأخلاقية والوطنية لدى بعض الأفراد قد غيّر حالات الحياد السلبي التي لطالما اُتهم بها العرب، أفراداً وشعوباً. ومثل هذه الحقيقة تبدو واضحة من نشاط الطبيب البحريني أسامة العرادي، الذي يعمل ضمن حلقة ضيقة، بسبب عدم وجود جالية بحرينية في أميركا، على إبراز التضامن مع المظاهرات الشعبية وتأييد مطالب المحتجين في البحرين.
وعن الأسباب التي دفعت الدكتور العرادي لمثل ذلك التحرك، يقول “إن الذي يحصل في البحرين ليس هيناً، ولا يمكن السكوت عن الممارسات القمعية التي تقوم بها الأجهزة الأمنية، لجهة الانتهاكات الصارخة ضد المدنيين والمظاهرات السلمية، حيث يتعرض أطفال ورجال ونساء ورجال دين لاعتداءات همجية ووحشية تثبتها الصور والفيديوهات المنتشرة على موقع يوتيوب”.
ونفى العرادي الذي يعمل كطبيب مقيم في مستشفى “فورد” في ديربورن والذي يعيش في مدينة كانتون مع زوجته، وهي طبيبة كويتية، وأولاده الستة، في حديث لـ”صدى الوطن” ما يشاع عن تلك المظاهرات وبعدها الطائفي، وقال “إن هناك جهات بحرينية تحاول باستماتة أن تعطي تلك المظاهرات صبغة طائفية تمهيداً لقمعها، والحقيقة أن المتظاهرين في البحرين هم من الشيعة والسنة، ومن بينهم المعارض السني ابراهيم شريف رئيس جمعية وعد البحرينية”.
وأضاف “إن المشكلة الطائفية هي مشكلة مصطنعة، وقد قامت الأجهزة الحكومية بتأجيج هذه المشكلة من خلال تجنيس أعداد كبيرة من اليمنيين والباكستانيين والعراقيين والسعوديين وإعطائهم الأولوية في الوظائف”. ونوه بأن وزراتي الداخلية والدفاع ممنوعتين على الشيعة في البحرين.. وأنه يتم تجاهل النقاش الوطني الدائر حول هذه الأمور.
واستبعد العرادي أن تكون مطالب المتظاهرين هي المطالبة بإسقاط النظام الملكي قائلا “إن مطالب المتظاهرين هي الاصلاح السلمي وتحقيق العدالة ومحاربة الفساد وإيجاد الحلول لمشاكل الفقر والبطالة.. والتوزيع العادل للثروات التي تذهب إلى جيوب فئة معينة مستفيدة من النظام”.
وحول متابعته للأوضاع في البحرين قال العرادي: “إنه يتصل بشكل يومي مع أهله وأصدقائه وزملائه عبر الهاتف والفيسبوك وتويتر وهم يخبرونني أن الأوضاع مأساوية”. ونقل العرادي أن الطواقم الطبية وجميع العاملين من أطباء وممرضات وكوادر في “مركز السلمانية الطبي” قاموا باحتجاجات ومظاهرات داخل المشفى، لأن الأجهزة الأمنية منعتهم من إرسال سيارات الإسعاف لإنقاذ المصابين والجرحى من جراء اعتداء قوات الأمن. وقال: “إن صديقي الدكتور صادق العكري تعرض لضرب مبرح، بسبب تلك الاحتجاجات، وهو يرقد الآن في المستشفى”.
جدير بالذكر أن الدكتور العرادي سيعمل على الاتصال بأبناء المنطقة الشرقية في السعودية المتواجدين في ميشيغن، ومع بعض العراقيين واللبنانيين، لتدارس هذا الموضوع، وإيجاد الطريقة المناسبة لإظهار الدعم والتأييد للمظاهرات في البحرين.. التي ماتزال تستمر رغم القمع الأمني الذي يقتل ويجرح ويعتقل ويشرد الكثيرين.
ومن المقرر أن يقصد الدكتور العرادي “المركز الإسلامي في أميركا” في ديرربورن، وأن يتوجه بكلمة إلى المصلين عقب انتهاء إمام المركز السيد حسن القزويني من إلقاء خطبة الجمعة.
جدير بالذكر أن مكتب مرجعية الشيخ عبداللطيف بري أصدر بيانا يدين ما يتعرض له الشعب والمواطنون في ليبيا والبحرين.
وجاء في البيان: نستنكر ونشجب القمع بالرصاص الحيّ للمتظاهرين في البحرين، كما سبق وشجبنا القمع والظلم في مصر وتونس… وتابع البيان: ذلك أن الشعب في البحرين وخصوصا الشيعة هناك يطالبون بالمساواة وعدم التمييز بينهم وبين بقية المواطنين ونخشى أن نذهب بالطائفية والمذهبية حجة لإثارة الفتنة العصبية بين المسلمين، كما حصل في لبنان قبل فترة وجيزة، فأدخل المذهبي في السياسي لتضييع حقوق الشعب والسيطرة على المتظاهرين، واستلاب حقوقهم ومواجهتهم بالحديد والنار والقمع.
Leave a Reply