عواصم – مع تصاعد وتيرة “الثورة الشعبية” في ليبيا والمظاهرات الأخرى التي تجتاح منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اهتزت أسواق النفط العالمية مع ازدياد كبير في الأسعار أججتها مخاوف عالمية من الحد من انتاج النفط في المنطقة.
وأوقفت تسع شركات نفط عالمية نشاطها في ليبيا بسبب اتساع نطاق الاحتجاجات، ولم يبق على نشاطه سوى شركتي “إيني” الإيطالية و”رابس أويل” الإسبانية. ويشار إلى أن ليبيا تنتج ما يقرب من 1,6 مليون برميل يومياً، في حين أن الاحتياجات العالمية اليومية من المادة الخام تصل إلى 87,5 مليون برميل، ما يعني أن حصة ليبيا مهمة لسوق الطاقة العالمي.
وتحتل ليبيا المركز 17 بين منتجي النفط في العالم، وهي ثالث أكبر بلد منتج في أفريقيا وتحوز أكبر احتياطيات مؤكدة من النفط الخام في القارة الأفريقية.
وتصدر ليبيا معظم إنتاجها النفطي حيث تستهلك نحو 270 ألف برميل يوميا فقط. ويتجه أكثر من 85 بالمئة من صادرات النفط الخام الليبية إلى أوروبا (32 بالمئة لإيطاليا)، بينما يتجه نحو 1٠ بالمئة شرقا عبر قناة السويس إلى آسيا، و5 بالمئة للولايات المتحدة.
وقد تجاوز الأسبوع الماضي سعر الخام الأوروبي 1١٠ دولارات للبرميل، مدفوعا بقلق يسود الأسواق من توسع وتفاقم الاحتجاجات الشعبية بالشرق الأوسط، وتصريحات إسرائيلية عن تحرك عسكري إيراني في البحر الأبيض المتوسط. وفي تعاملات في الأسواق الآسيوية، تجاوز سعر برميل الخام الأوروبي (مزيج برنت) 104، وهو الأعلى منذ أيلول (سبتمبر) 2008.
من جهة أخرى قفزت عقود الخام الأميركي الخفيف تسليم نيسان (أبريل) المقبل في بورصة نيويورك التجارية إلى 9٨ دولار وهو أعلى سعر يبلغه منذ الثاني من تشرين الأول (أكتوبر) 2008.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الخبير في شؤون الطاقة بسنغافورة فكتور شام قوله إن التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط تبقي على أسعار النفط مرتفعة.
وتعد ليبيا العضو في أوبك من كبرى الدول المنتجة للنفط في القارة السمراء، وتصل التقديرات العالمية لاحتياطاتها المؤكدة إلى 44 مليار برميل لتمثل 3,2 بالمئة من الاحتياطيات العالمية. كما تشكل عائدات ليبيا النفطية أكثر من 90 بالمئة من الدخل القومي.
من جانبه حذر بنك “نومورا” الياباني من أن أسعار النفط قد تتجاوز 220 دولارا للبرميل إذا أوقفت ليبيا والجزائر إنتاجهما من الخام نتيجة لاتساع العنف في المنطقة العربية. وقارن محللون بين الوضع الحالي والوضع أثناء أزمة الخليج عامي 1990 و1991 عندما قفزت الأسعار بنسبة 130 بالمئة في سبعة أشهر مع انخفاض الطاقة الإنتاجية الفائضة لدى منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) إلى 1,8 مليون برميل يوميا.
وأوضح البنك الياباني في مذكرة أنه إذا اضطرت ليبيا والجزائر إلى وقف إنتاجيهما النفطي معا فإن الطاقة الفائضة ستنخفض لدى “أوبك” إلى 2,1 مليون برميل يوميا وهو ما يماثل المستويات التي كانت عندها أثناء حرب الخليج الثانية وفي العام 2008 عندما بلغت الأسعار 147 دولارا للبرميل.
Leave a Reply