نيويورك – في خضم الثورات العربية التي تجتاح المنطقة كشفت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بشكل سافر وعلني، للمرة الأولى عن أنها لا تقل انحيازاً لإسرائيل عن الإدارات التي سبقتها، وذلك بعد استخدام حق النقض (الفيتو) للمرة الأولى في مجلس الأمن الدولي، لإحباط مشروع قرار للمجموعة العربية يدين الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، متحدية إجماعاً دولياً على إدانة الاستيطان عبر عنه باقي أعضاء المجلس. وجاءت الخطوة الأميركية، التي كرست من خلالها إدارة أوباما انحيازها الواضح لإسرائيل، بعدما أخفقت محاولاتها لثني السلطة الفلسطينية عن إصرارها على التوجه إلى مجلس الأمن، برغم تدخل أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون لسحب المشروع.
وأحبطت الولايات المتحدة مشروع القرار العربي، باستخدام حق النقض الذي تتمتع به في مجلس الأمن، بعدما صوت لصالح مشروع القرار 14 عضوا في المجلس. وقالت المندوبة الاميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس بعيد عملية التصويت إن القرار كان يمكن في حال تبنيه ان “يشجع الاطراف على البقاء خارج المفاوضات”، لكنها اشارت الى ان الاستيطان يقضي على “الثقة بين الطرفين”، ويهدد “امكانات السلام”.
وشكل إصرار السلطة الفلسطينية التي تعاني من اهتزازات بعد “فضيحة أوراق التفاوض” على عرض مشروع القرار على مجلس الأمن اختبارا صعبا لقدرة الولايات المتحدة على اتخاذ موقف متوازن إزاء الاستيطان، في الوقت الذي تدّعي التقرب فيه من الشعوب العربية الثائرة على أنظمتها القمعية. وحتى الساعات الأخيرة قبيل التصويت في مجلس الأمن يوم الجمعة الماضي، اعتقدت الإدارة الأميركية أن بوسعها دفع السلطة للتراجع عن التصويت أو تعديل صيغة مشروع القرار. وأشارت وسائل الإعلام إلى أن المسؤولين الأميركيين مارسوا أنماطا من الإغراء والتهديد لدفع السلطة للتجاوب مع هذا المطلب. وبررت الإدارة الأميركية رفضها المسعى الفلسطيني لإدانة إسرائيل في الأمم المتحدة بأنها ترفض “تدويل” الصراع العربي-الإسرائيلي وتحاول حصره في الإطار الثنائي!
Leave a Reply