ماديسون – تشهد مدينة ماديسون عاصمة ولاية وسكونسن في الغرب الاوسط الاميركي تظاهرات مستمرة منذ أكثر من أسبوع للاحتجاج على مشروع قانون طرحه حاكم الولاية الجمهوري للحد من قوة النقابات العمالية وحقها في الاضراب في صورة مشابهة للثورة المصرية. كما قام النواب الديمقراطيون بمقاطعة كونغرس الولاية لمنع إكتمال النصاب القانوني لتمرير القانون.
وفاق عدد المشاركين في التظاهرات ١٠٠ الفا. وخرجت في المقابل تظاهرة مؤيدة لمشروع القانون شارك فيها اعضاء في حركة “حفلة الشاي”، الا ان الجانبين لم يصطدما ببعضهما بل اكتفيا بتبادل الهتافات والشتائم.
وتشهد التظاهرات مشاركة الآلاف من الموظفين والعمال والطلبة، وذلك للاحتجاج على مشروع القانون الذي طرحه الحاكم الجمهوري سكوت ووكر والذي يقول مؤيدوه إنه ضروري للحد من الانفاق العام بينما يقول مناوئوه إنه سيكسر ظهر الحركة النقابية في الولاية.
واصبحت ولاية وسكونسن خط التماس في الصراع الذي يعتمل في الولايات المتحدة والذي يهدف الى خفض الاجور والحوافز والحقوق النقابية التي يتمتع بها الموظفون الحكوميون. فلو نجح الجمهوريون – الذين يتمتعون باغلبية في مجلس الولاية- في مسعاهم، سيصبحون قدوة للولايات الاخرى التي ستتشجع لاتخاذ خطوات مماثلة بحق موظفيها وعمالها.
وقد تمكن الجانبان -مؤيدو مشروع القانون ومعارضوه- من جذب الآلاف من مؤيديهم الى مقر الحاكمية، ولكن عدد المعارضين كان اكبر من المؤيدين بعدة اضعاف.
وقد طاف معارضو مشروع القانون حول مقر الحاكمية مرددين شعار “اقتلوا مشروع القانون”، بينما ردد مؤيدوه من انصار “حفلة الشاي”: “اعيدوهم كلهم” في اشارة الى اعضاء مجلس الولاية من الحزب الديمقراطي الذين فروا الى ولاية الينوي المجاورة لحرمان الاغلبية الجمهورية من النصاب الضروري لتمرير القانون.
وكان بين مؤيدي مشروع القانون “جو السباك” الذي اشتهر ابان الحملة الرئاسية الاخيرة، الذي قال: “لا تستحق النقابات شيئا. لا تستحقون شيئا، فعليكم العمل من اجل انفسكم”.
اما معارض مشروع القانون جيم شنايدر البالغ من العمر 69 عاما فقد حمل لافتة عليها صورة لحاكم الولاية، الذي رفض التفاوض مع النقابات، والى جانبها سؤال: “حسني مبارك”؟
وقال شنايدرن وهو مدرس متقاعد: “المصريون مثلنا الاكبر. ان ما سيحدث هنا سيكون مهما جدا بالنسبة لما سيحدث في الولايات الاميركية الاخرى، تماما كما كان الامر مع مصر التي الهمت ثورتها العديد من الثورات في الشرق الاوسط”.
يذكر ان ولاية وسكونسن تواجه عجزا في ميزانيتها سيبلغ 3,6 مليار دولار في السنتين المقبلتين، ويقول حاكم الولاية إن مشروع قانون النقابات سيوفر مبلغ 300 مليون دولار في الفترة ذاتها.
Leave a Reply