لانسنغ – يكابد اهالي ديترويت جراء الثلوج الكثيفة التي تغطي شوارعهم والفضل في ذلك يعود، بعد الطقس، للتخفيضات في الميزانية، حيث وصل مستوى الثلوج التي هطلت على المدينة يومي السبت والاحد الماضيين الى 10 إنشات ليرتفع معدل منسوب الشهر كاملا الى 25 إنش، والحبل على الجرار، مسجلا سادس اعلى منسوب تشهده جنوب شرق ميشيغن في شهر شباط (فبراير) بحسب دائرة الارصاد الوطنية.
وأدت حالة الطرقات السيئة صباح الاثنين الى تلقي شركة “تريبل أي” للتأمين 3000 مكالمة طوارىء هاتفية في ميشيغن لحوادث وحالات تغريز سيارات، في حين انشلغت شرطة الولاية على مدار الساعة بتحقيقات تتعلق بعشرات حوادث الاصطدام.
وصف جوزيف اتارد (32 عاما) من مدينة روزفيل الوضع بانه “مخيف” قائلا “ما ان سرت ميلا ونصف من منزلي حتى اضطررت لمساعدة اثنين للخروج من الثلج، فالشوارع الجانبية شيء مفزع، لم تكن وصلتها حتى تلك الساعة جارفات الثلوج”.
يشار الى ان طواقم الطرق خفضت على مدى السنوات الاخيرة في كل من مقاطاعات وين، وماكومب وأوكلاند، في حين ان الطواقم المتبقية منشغلة تماما في ازالة الثلوج من الشوارع السريعة والاكثر ازدحاماً، ولأنه لا يتوفر عمال يطوفون في الاحياء تجد الشوارع هناك تغمرها الثلوج لعدة ايام.
وبحسب متحدث باسم هيئة الطرق في مقاطعة اوكلاند كريغ برايسون فإن “السلامة تحتم علينا التركيز على الطرق الاكثر ازدحاما والاعلى سرعة، وعليه فنحن مضطرون للوصول الى الطرق الفرعية للاحياء بعد مرور يومين او ثلاثة على الهطول”. وبخصوص الطرق التي لازال الثلج فيها في مسارب ومغطاة بالثلوج في مسارب اخرى، قال برايسون، “ذلك ناتج عن تخصيص مسارب لمرور السيارات، او ان بعضا منها يكون على مفترق طرق تابعة للبلدية واخرى للمقاطعة”، وقال ان لدى أوكلاند 70 شاحنة فقط للعمل على الطرق مقارنة بـ106 قبل عدة سنوات. واضاف “ليس عندنا العدد الكافي من العمال لازالة الثلوج، وفي يوم كهذا لا نستطيع تشغيل فترة مناوبة ثانية مثلما كنا سابقا، وهذا يعني عدم ازالة الثلج سريعا”.
ماكومب
من جانبه قال المتحدث باسم دائرة الطرق في مقاطعة ماكومب بوب ميكيتياك ان ميزانية الدائرة خفضت 15 بالمئة هذه السنة، ففي العام 2005 كان عندنا 302 موظفا، الآن عندنا 243 موظفا، لذلك يسير الامر ببطء.
احد المقيمين في مدينة وورن يدعى سكوت دورين (36 عاما) يقطن في حي لم تزل الثلوج من شوارعه، قال انه سمع اخبار الثلوج المتساقطة صباحا، ولم يعرف ما اذا كان عليه التوجه لعمله في شركة “نيسان” في مدينة فارمنغتون هيلز، قرر اخيرا ان يمكث في منزله حين عرف ان الشوارع لم تزال الثلوج منها.
ديترويت
وكانت مدينة ديترويت اعلنت حالة الطوارىء الثلجية، حيث جلبت مقاولين مستقلين لازالة الثلوج، وقال متحدث باسم رئيس البلدية ديف بينغ “كلفنا ذلك 450 الف دولار”.
وين
مدير دائرة الشوارع في مقاطعة وين مايك رودجرز قال ان هيئات الطرق ارغمت على تعديل مساراتها في العمل، فنحن خفضت ميزانيتنا 40 بالمئة على مدى السنوات السبعة الماضية، وقال “لا يتوفر لدينا ما يكفي من المال، لذلك كان علينا القيام بالاعمال اللازمة بطرق جديدة، ومن هذه قمنا بوضع اجهزة “جي بي أس” على الشاحنات المزيلة للثلج، لنعرف ما اذا كانت تعمل ام هي متوقفة، فالعديد من شاحناتنا تكون متوقفة عن العمل، الآن اصبح بامكاننا تحديد الوقت الذي يمكن لهذه الشاحنات ان تكون فيه متوقفة عن العمل”.
حفاظا على المال، تقوم حاليا هيئات محلية للطرق برش خليط مكون من 80 بالمئة ماء و20 بالمئة ملح على الطرق قبل سقوط الثلوج، فهذا من شأنه منع تجلد الثلوج على الطرق.
كما تسعى ثلاث هيئات محلية في ديترويت لتجميع مقدراتها لشراء معدات من بعضها البعض. وقال رودجرز “التقيت الاسبوع قبل الماضي بمسؤولين في مقاطعة اوكلاند لمناقشة هذه الافكار، في ضوء دعوة حاكم الولاية ريك سنايدر بضرورة التعاون في خدمات مشتركة”.
الى ذلك اكد برايسون انه مع وجود هذه الافكار المبتكرة، “يظل خفض الميزانيات يؤثر جليا في عملية ازالة الثلوج، خاصة واننا لم نشترِ شاحنات جديدة منذ سنوات، ما يؤدي الى عطب الشاحنات المتوفرة، حيث نجد صعوبة لقلة العمال الميكانيكيين لإصلاحها” وقال “خلال عاصفتي الثلج الاخيرتين تعطل 25 بالمئة من شاحناتنا، اضطررنا لاستخدام شاحنات اكثر تقادما وهذه كانت سريعة العطب وكنا في وضع لا نحسد عليه”.
عن “ديترويت فري برس”
Leave a Reply