كذلك قرأنا ردكم ولكن مع الاستغراب والتعجب، لما حمله من كذب وافتراء على صحيفة “صدى الوطن” وعلى ناشرها الزميل أسامة السبلاني في محاولة فاشلة وبائسة لتقزيم ما أنجزته “صدى الوطن” على كافة الأصعدة وفي كل المجالات الحيوية التي تعني وتمس صميم الجالية العربية في الولايات المتحدة، وخاصة الجالية اللبنانية.
إلا أنه يهم “صدى الوطن” ومن منطلق حرصها الشديد على الحقيقة الخالصة وغير المشوهة والمسيسة، أن تؤكد على مبدأ الحريات العامة وفي مقدمتها حرية التعبير، وتعلن للمرة الألف بأنها منبر لكل العرب ولكل اللبنانيين، وترحب بمن يختلف معها قبل من يتفق معها، بإبداء رأيه والتعبير بمنتهى الحرية عن كل آرائه السياسية مهما كانت، وتؤكد “صدى الوطن” على عكس ما يدعي بيان “المستقبل” على التزامها بكل المعايير المهنية والأخلاقية والأدبية وتحيل هذه التهم إلى أصحابها الأصليين في تيار المستقبل بدليل بيانهم التهجمي موضوع البحث.
ومن منطلق إيماننا العميق والمطلق بحق الرد، نشرنا بيان المستقبل، كما ورد بحرفيته، الذي لا يزعجنا لخلوه من كل ما يمت للحقيقة بصلة، ونستعرض بنوده ونفندها بنداً بنداً:
– أولا: صحيح أن تيار المستقبل في ميشيغن يعود وجوده إلى سنوات خلت، ولكن هذا الوجود صوري، إذا لم نقل إنه رمزي وخجول، وكل حراكه كان موسميا وانتقائيا، لا يتحرك أفراده إلا في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري وفي مواسم الانتخابات، لذلك فقد كان تحرككم بعد إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري طارئا وموسميا.
– ثانيا: لسنا نعلم بأن تيار المستقبل في ميشيغن هو غير تيار المستقبل المركزي في لبنان، فمراكز النفوذ والقوة تستمد من السلطة المركزية في لبنان والتي تتعاطى مع السلطات الأميركية. فهذا مثال إضافي على أن أعضاء التيار في ميشيغن هم من الهواة القاصرين عن قراءة ليس فقط ما بين السطور، بل السطور نفسها.
– ثالثا: ليس بيانا واحدا فقط، بل كان بيان قبله، ومكونات هذه “الهيستيريا السياسية” هي مضامين البيانين وكلام مسؤولي التيار في التلفزيون وفي الإذاعات وفي الصالونات المغلقة وغير المغلقة. وتسليم نسخة لممثل الدولة اللبنانية لا يستدعي زيارة استعراضية واستفزازية، هي بحد ذاتها هيستيريا أدخلتكم وممثل الدولة اللبنانية في متاهة كنتم وكان بغنى عنها.
ولو كان بإمكانكم قطع طريق المطار لفعلتم ذلك، كما فعل تيار المستقبل في يوم “الشغب” اللبناني، ولو استطعتم أن تحتلوا الساحات في مدينة ديربورن لما تأخرتم لحظة واحدة كما فعلتم في طرابلس وبيروت والبقاع والجنوب. فالكلام عن سلمية ومدنية وحضارة تيار المستقبل هي ادعاءات واهية لم تعد تنطلي على عاقل، بعد ما رأيناه من أعمال شغب وحرق وتعد على الناس وعلى كل وسائل الإعلام بشكل همجي وبربري.
أما بالنسبة للتطرق للبيان الذي أصدرته ما يسمى “قوى 14 آذار” في ميشيغن، العام الماضي والذي تهجم على اللبنانيين في ديربورن على خلفية إدارة القنصلية اللبنانية في ديترويت، فإننا ومن أجل الحقيقة التي ستزعج “المستقبل” هذه المرة، نعرض الآتي:
بعد أكثر من أسبوع على نشر بيان “14 آذار” في الصحف اللبنانية الذي كان يحمل توقيع “المستقبل” في ميشيغن، اتصلت “صدى الوطن” بأحد المسؤولين في التيار لتسأله عن سبب إصدار البيان، فنفى هذا الشخص الذي نتحفظ عن ذكر اسمه حفظا لماء وجهه، علمه بالبيان. واستقبلناه تلك الليلة بكل محبة واحترام في مكاتب الصحيفة وأطلعناه على مضمون البيان، فاستنكره قائلا بالحرف “هذا بيان طائفي ومذهبي لا يمكن لتيار المستقبل أن يوقع عليه”، وأجرى اتصالات بكل أعضاء التيار الذين نفوا علمهم بالبيان، وطلب بعض الوقت كي يستجلي الحقيقة من منسق التيار في ميشيغن الذي كان يقضي إجازة في هاواي، ليأتي الرد بعد ساعات بأن مسؤول التيار وقع على البيان، مع إضافة للمتحدث “أنا شخصيا لست موافقا على البيان ونحن سنجري اجتماعا عاجلا لمعالجة الموضوع”.
لم تكتب “صدى الوطن” عن تيار المستقبل أكثر من الكلام الذي قاله عضوه في مكاتب الصحيفة وعلى مسامع الجميع، فما كان من التيار إلا أن أصدر ردا لاحقا يتبنى البيان ويتهم كاتب المقال بأنه يدعو الى عزل “تيار المستقبل”.
– رابعاً: نحن نعلم رمزية وأهمية ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، لذلك نحن نقف ضد التوظيف الرخيص لهذه المناسبة والمهين لصاحب الذكرى. وقد دعونا دائما لأن تكون مناسبة جامعة، وليس محطة لإطلاق الاتهامات والافتراءات، كما حصل مؤخراً في مجمع “البيال” في بيروت، ونأمل أن يتخطى “المستقبل في ميشيغن” خطاب مرجعيته المتوتر في لبنان. مع العلم أن “صدى الوطن” كانت على الدوام مواكبة ومشاركة في كل النشاطات المتعلقة بإحياء ذكرى الرئيس الشهيد.
– خامساً: لسنا بحاجة لا إلى “ميزان حرارة” ولا إلى “استقاء” معلوماتنا من أي كان لقياس مشاعر أهلنا في المدينة الذين نعرفهم جيدا ونعكس نبضهم منذ أكثر من ربع قرن ونحمل قضاياهم وندافع عنها في كل المحافل الأميركية. وحديثنا عن التحدي يرتبط بالخطاب الاستفزازي لشريحة كبرى من اللبنانيين الذي أطلقه “تياركم” في عدد لا حصر له من الإطلالات الإعلامية التي تلت سقوط حكومة الحريري والذي كان سيتكرر عبر “الصقور” القادمة من لبنان. فأين وجه الغرابة في توصيفنا لهذه الزيارة؟
أما بالنسبة إلى جلسات النميمة والاغتياب فنحيلكم إلى من هو أدرى وأعلم بها، إلى زعيم تياركم، نجم “الحقيقة ليكس” التي قضّت مضاجعكم وأزكمت روائحها النتنة أنوف أصدقائه قبل خصومه.
سادساً: الادعاء بأن قاعة “بيبلوس” تلقت تهديدات مجهولة بالحرق والتكسير ليس صحيحا (حسبما أكد صاحب القاعة)، وهذا كذب وافتراء إضافي تمارسونه كي تدعوا مظلومية وأنتم المعتدون. فأنتم لا تحتملون اختلافا في الرأي، ولا تحترمون آراء معظم اللبنانيين المتباينة مع مشروعكم الفتنوي الذي تأخذون اللبنانيين إليه تحت مسميات العدالة المزورة والمسيسة، أما أن يضيركم التضامن مع الشعوب العربية في ثوراتها ضد الظلم والقهر والاستبداد، فهذا أمر غير مستغرب، لأنكم صنيعة السفاح (والوصف لزعيمكم) والاستبداد والدكتاتورية في مملكة آل سعود. ولتعلموا جيدا أن “صدى الوطن” هي رائدة في دعم حقوق الشعب العربي في انتفاضته على الظلم ولن يهدأ لها بال حتى ترى أقطارنا العربية كلها، وبدون استثناء، محررة من قبضة الحكام الديكتاتوريين و”السفاحين الملكيين”.
وأخيرا، عن وجودكم في العمل العام نسألكم الآتي:
أين كنتم في حرب تموز 2006 وفي حرب غزة ٢٠٠٨ وفي الاعتداء الإسرائيلي على أسطول الحرية؟
وأين كنتم في كل القضايا والهموم التي تمس اللبنانيين والعرب؟
وأين كنتم عندما سقط النظام التونسي والنظام المصري؟ وأين بياناتكم التي لا تصدر إلا من أجل شرخ أو فتنة؟
وأين بياناتكم المدينة للمجازر التي يرتكبها معمر القذافي؟ أم أنكم تعيبون على الناس التظاهر ضد هذا الطاغية، الذي إضافة إلى ما يرتكبه اليوم من جرائم بحق الشعب الليبي، هو المسؤول عن تغييب الإمام موسى الصدر؟
أما عن “الغيتو” فاطمئنوا، فإن ديربورن هي أكبر وأوسع وأشمل من أن يعزلها أحد، وإذا كنتم ارتضيتم لأنفسكم العيش داخل شرنقة فليس معنى ذلك أن ديربورن معزولة، ومن أجل الحقيقة نحيلكم إلى محرك البحث على موقع “غوغل” كي تعلموا أين أصبحت ديربورن في أميركا وفي العالم بفضل مجهودات أبنائها ومؤسساتها وفي طليعتها “صدى الوطن”. ولا عجب أن يتبنى تيار المستقبل اتهامات المدونة الصهيونية دبي شلاسل عن “الغيتو” الذي تعيش ديربورن في داخله، وأن يستعير تسميتها “ديربورن” بـ”ديربورنستان”، كما يروج بعض أعضاء تيار المستقبل اليوم.
“صدى الوطن”
Leave a Reply