مسقط – شهد الأسبوع الماضي تظاهرات احتجاجية واسعة في سلطنة عمان بدأت في مدينة صحار (شرق البلاد) وانتشرت في أنحاء السلطنة تطالب بإصلاحات واسعة، ودخلت ثورة الغضب العمانية” منعطفا مع نهاية الأسبوع حيث نظمت مجموعات متنافسة مظاهرتين في العاصمة العمانية مسقط حيث واصل المحتجون في احداهما المطالبة باصلاحات سياسية وفرص عمل بينما نظم مؤيدون للحكومة مسيرة طويلة.. بالسيارات.
واندلعت اضطرابات الاسبوع الماضي في صحار المركز الصناعي الرئيسي في عمان في مؤشر على حالة عدم الرضا في الدولة الخليجية الهادئة في العادة التي يحكمها السلطان قابوس بن سعيد منذ أربعة عقود وذلك في أعقاب موجة من المظاهرات المؤيدة للديمقراطية في أنحاء العالم العربي سقط خلالها عدد من الضحايا.
وفي محاولة لتخفيف التوتر تعهد السلطان قابوس يوم الاحد الماضي بتوفير 50 ألف فرصة عمل ومنح إعانة بطالة قدرها 390 دولارا شهريا ودراسة توسيع صلاحيات مجلس الشورى الذي يتمتع بسلطات محدودة.
وتجمع المئات يوم الأربعاء الماضي في احتجاج صامت أمام مبنى مجلس الشورى الذي يطالب المحتجون بتحويله الى برلمان كامل السلطات. وحمل المحتجون لافتات تطالب بفرص للعمل وبحرية الصحافة.
وكانت وزارة الخارجية الاميركية قالت ان واشنطن تدعو الى ضبط النفس والحوار في عمان التي تحتل موقعا استراتيجيا في الجهة المقابلة من الخليج لايران.
وترتبط عمان بعلاقات عسكرية وسياسية وثيقة مع الولايات المتحدة وهي دولة منتجة للنفط لا تنتمي لعضوية منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
ويتمتع السلطان قابوس بسلطات مطلقة في بلد يحظر تكوين أحزاب سياسية. ومنح السلطان مزيدا من الاستقلال للمدعي العام يوم الثلاثاء الماضي وأمر بتشكيل هيئة مستقلة لحماية المستهلك لتتولى مراقبة الأسعار.
وكانت تلك القرارات هي الأحدث في سلسلة من الخطوات المحدودة جاءت في أعقاب تعديل وزاري أجراه السلطان يوم السبت الماضي بعد أسبوع من مظاهرة صغيرة في مسقط كانت أول إشارة الى احتمال وصول الغضب الذي شهدته عدة دول عربية الى السلطنة.
وتعهدت دول الخليج العربية الثرية بتقديم اعانات بمليارات الدولارات لمواطنيها وعرض بعضها اجراء اصلاحات محدودة لتهدئة الشعوب وذلك منذ الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيسين التونسي والمصري والتي تهدد بالاطاحة بالزعيم الليبي.
Leave a Reply