ديربورن – رفع اربعة مبشرين مسيحين دعوى قضائية الثلاثاء قبل الماضي في المحكمة الفدرالية في شرق ميشيغن، المتهمون فيها 15 شخصا من المسؤولين في بلدية ديربورن وشرطة المدينة ومنظمي المهرجان العربي الاميركي الذي يقام سنويا في حزيران (يونيو) على شارع وورن.
وتأتي هذه القضية على خلفية احتجاز شرطة ديربورن لاربعة مبشرين مسيحيين هم: نبيل قرشي، ديفيد وود، بول رزق الله، ونجين مايل، كانوا حضروا المهرجان السنة الماضية، واتهموا بتعكير صفو الامن في المكان، ما اضطر الشرطة الى احتجازهم وتقديمهم للمحكمة، بتهمة توزيع منشورات تحض المسلمين على اتباع الديانة المسيحية وهي مسألة تخالف لوائح البلدية والمهرجان، اضافة الى مقاومتهم لضباط الامن، لكنهم سرعان ما اسقطت عنهم التهم وافرج عنهم في غضون عدة ايام بقرار من هيئة المحلفين.
وكانت الدعوى رفعها نيابة عن المبشرين الاربع المنتمين لمنظمة “17” المسيحية مركز توماس مور للمحاماة، فيما يمثلهم فيها المحامي ديفيد ياروشالمي من اريزونا، وجاء فيها ان ضباطا في شرطة ديربورن وارضاءاً للمسؤولين في البلدية قاموا في مهرجان العام 2009 بطرد المبشرين من المكان، بحجة توزيعهم لمنشورات تدعو لاعتناق المسيحية، حيث قاموا بتصوير مشاهد طردهم، وعرضت على “يوتيوب” لتحظى بمشاهدة ستة ملايين زائر على الانترنت، تحت عنوان “تقرير خاص: الشريعة في الولايات المتحدة”، وقام المبشرون كذلك بفعل الشيء ذاته لما تعرضوا له في مهرجان العام الماضي ما ادى الى تلقي البلدية لاكثر من 6000 شكوى من مواطنين اميركيين.
أدى هذا التعاطف في أوساط الرأي العام الى الادعاء بأن مسؤولي البلدية ومنظمي المهرجان حاكوا مؤامرة استهدفت المبشرين حيث طالبوا بتعويضات مادية ومعنوية جراء ما لحق بهم من اضرار, لكنهم لم يحددوا المبالغ المطلوبة، وطالبوا كذلك بإلغاء لوائح البلدية المقيدة لتحركهم داخل المهرجان في السنوات القادمة.
وجاء في بيان اصدره رئيس “مؤسسة توماس مور للمحاماة” وكبير المحامين فيها روبرت طومبسون ان الحادثة “مثال نمطي لمبدأ الجهاد في اميركا”، وقال البيان “المسلمون يتحكمون بالقرار السياسي والتنفيذي في ديربورن”، اضاف “يبدو ان الشرطة كانت حريصة على ارضاء رئيس البلدية والمسلمين اكثر من حرصها على تنفيذ الدستور، ولابد من ان تشكل هذه الحادثة قرعا للأجراس عند الاميركيين”.
وكان محامو البلدية قالوا الخميس الماضي انها لم تتلق بعد امرا بالاستدعاء، فيما اكد رئيس البلدية جاك اورايلي وهو واحد من المتهمين في الدعوى، ان الادلة في الدعوى نفسها تبرىء البلدية.
Leave a Reply