ديربورن – خاص “صدى الوطن”
بسبب انشغالاته السياسية، لم يتمكن النائب عقاب صقر من المجيء إلى ديربورن، كما كان مقررا، لمشاركة “تيار المستقبل في ميشيغن” الاحتفال بالذكرى السنوية السادسة لاستشهاد رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري، الذي أقيم في فندق “حياة ريجنسي” في ديربورن، يوم الأحد الماضي، لكنه ألقى كلمة عبر “الويب كاميرا” انتقد فيها ما أسماه التهديدات التي يتعرض لها أنصار “المستقبل” في ديربورن، وقال “كنت أحب أن أكون بينكم ومعكم ولكن الظروف حالت دون ذلك، ولكنني علمت عن التهديد الذي تتعرضون له، وفي المستقبل سآتي وسأكون بينكم”.
وشدد صقر على مكانة الشهيد الحريري ومغزى اغتياله، وقال “كان المقصود بالاغتيال.. اغتيال نهج الحريري” مستنكراً في الوقت نفسه “المحالاوت المستمرة لاغتيال قضيته”.
وأكد صقر على تمسك المستقبليين بالوحدة الوطنية ووصفها بأنها “عنوان فريق 14 آذار” الذي يسعى لاستعادة الهيبة والاستقلال الوطنيين عبر رفض التدخلات الخارجية في صياغة القرار اللبناني. وقال “إننا نرى كيف أن تشكيل الحكومة اللبنانية عاد ليكون من وراء الحدود” منوهاً بأن فريقه السياسي تصدى لمثل هذه التدخلات وأنه سيواصل تصديه لها في المستقبل.
وانتقد صقر سلاح المقاومة اللبنانية بدعوى أنه سلاح “يوجه من قبل لبنانيين إلى صدور أبناء بلدهم” ومستدركاً أن “سلاح المقاومة مقدس عندما يوجه للدفاع عن لبنان، وعندما يوجه إلى صدورنا فهو مدنس، مدنس، مدنس”.
ووجه صقر سؤالاً إلى مسؤولي “حزب الله” وطالبهم بقول واضح في مسألة العمالة، وذلك على خلفية تأييد بعض الأصوات، للمتهم بالتعامل مع إسرائيل، القيادي في التيار الوطني الحر فايز كرم، في قاعة المحكمة. وتساءل صقر: “ألم يقل السيد حسن نصر الله أن من يشكل بيئة حاضنة للعملاء فهو أسوأ منهم”. وبنبرة مرتفعة أضاف “مقاومة على مين؟ على اللبنانيين؟ لحماية العملاء؟ يا حزب الله إذا لم تقولوا قولا واضحاً في مسألة العمالة فهذا يعني أن تواطؤكم على العمالة ينطبق عليه قول الإمام علي: الساكت على الحق شيطان أخرس”.
ولم يكن النائب زياد القادري أقل حدة في كلمته التي بدأها بعرض معاني ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورمزيتها، ومعدداً في الوقت نفسه أسماء الشهداء الذين تم اغتيالهم فيما بعد، وشدد على أن “ثورة الأرز” التي انطلقت في ربيع العام 2005 ما تزال مستمرة في ربيع العام 2011.
وأبدى القادري ألمه من “سلاح كان مقاوماً قبل أن يضيع البوصلة ويوجه إلى صدور اللبنانيين” منوهاً إلى أن “المحكمة ليست موجهة ضد أحد، وليست ضد أي طائفة.. وإنما هي لإحقاق الحق وإقامة العدالة وحماية الحياة السياسية والديمقراطية في لبنان”.
وقال “وأنا ابن الشهيد ناظم القادري.. أقول وقد استشهد والدي في اغتيال سياسي، إن مسلسل الاغتيالات لم يتوقف أبدا” مشدداً على أن “المحكمة هي الرادع والعدالة هي الرادع”، ومضيفا “المحكمة قامت وقرارها بات قريبا، فلا جريمة ولا اغتيال سياسي بعد اليوم من دون عقاب أو قصاص”.
أما فيما يخص موضوع المقاومة، فأضاف “لا يزايدنّ علينا أحد في موضوع المقاومة ضد العدو الإسرائيلي. نحن أهل المقاومة ونحميها برموش العين، والشهيد الحريري كان أول من دافع عنها في جميع المحافل الدولية”.
وأكمل “الخلاف ليس على المقاومة التي حق وشرف وفخر لكل اللبنانيين، لكن سلاح المقاومة لا يجب أن يكون حكراً على فريق من اللبنانيين. الخلاف على سلاح تحول ضد بناء الدولة بامتلاكه لقرار الحرب والسلم، وهذا القرار يجب أن يكون بيد الدولة اللبنانية”.
وقال “حاولنا الاستفادة من سلاح “حزب الله”، عبر طاولة الحوار لاستخلاص استراتيجية دفاعية، لكنهم أصروا على مواقفهم، ووضعوا السلاح على الطاولة”.
وحول موضوع تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي، أوضح القادري أن فريقه السياسي لن يشارك في تلك الحكومة على اعتبار ان تكليف الرئيس ميقاتي جاء تحت التهديد والخداع، بحسب قوله.
ووصف حكومة ميقاتي بأنها “حكومة يراد منها أن تنتقم من المحكمة الدولية.. انها حكومة كيدية”.
وكان الناشط عدنان سلامة قد رحب في مستهل الاحتفال بالفعاليات التي ضمت ممثلين لفريق “14 آذار” في ميشيغن وناشطين في تنظيمات وجمعيات ونواد سياسية واجتماعية أخرى، وبالحضور الذي قارب عدد الـ500 شخص. وقال سلامة: “نحن هنا لأننا مع الحقيقة، ولأننا مع المستقبل”.
ووصفت عريفة الاحتفال الناشطة سمر معلوف الرئيس رفيق الحريري بأنه الشخص الذي “آمن بلبنان وطنا واستشهد في سبيله”.
واستهل إمام “المركز الإسلامي الأميركي” الشيخ مارديني كلمته بالقول “أقف اليوم في نفس المكان الذي وقف فيه الشهيد الحريري عندما زار الجالية، وأقول أنه بمجيئه ضمد جراح اللبنانيين وبرحيله وحدهم”.
ووصف الحريري الأب بأنه كان “مشعلا للحرية ورافعا للإنسانية وقد توجه إلى جميع اللبنانيين بدون تفرقة، ودفع الكثيرين منهم للتحصيل العلمي ليس في لبنان، بل في العالم أجمع”.
وعبّر الناشط في “تيار المستقبل-ميشيغن” عمر الخطيب بلهجة غاضبة استنكاره للتهديدات التي يتعرض لها أنصار “المستقبل”، وقال “إن الترهيب والتهديد لم يطل إخواننا في لبنان، بل وصل الأمر إلى التهديد هنا، بحرق صالة بيبلوس إذا فتحت لنا أبوابها للاحتفال بذكرى استشهاد الرئيس الحريري”.
وأضاف “إن كرامة كل إنسان يجب أن تكون محفوظة، ونقول لهم نحن لن نتراجع ونحن باقون على عهد الرئيس الشهيد… وإن ديربورن هي للجميع.. ومن يظن أن شخصاً واحدا يملكها فهو واهم”.
وأشاد الخطيب بدور القنصلية اللبنانية في ديترويت وبالقنصل بشير طوق الذي كان يقف على مسافة واحدة، وقال “لقد اخترنا الذهاب إلى القنصلية ومارسنا حقنا بدل التظاهر بشكل عشوائي”.
وبنبرة حازمة قال “إن سلاح المقاومة صار أسود مثل قمصانكم”. و”إن ما قبل هذا الحفل ليس مثل ما بعده”.
كذلك كانت هناك كلمة للناشط في “القوات اللبنانية” طوني معلوف، قال فيها “لبنان بجناحيه المسلم والمسيحي قال كلمته في 14 آذار 2005، وقال كفى وصاية واستبدادا، لقد كانت ثورتنا بالكلمة وكانت نتائجها أننا أسقطنا نظاما أمنيا ولن نسمح بعودته ولن تعود عقارب الساعة إلى الوراء”.
وتحدث رئيس نادي السلطان عن الرئيس رفيق الحريري، ووصفه “بأنه الرجل العظيم، العملاق، نافذ البصيرة، يسمع ويرى ما لم يسمعه ويراه بقية الساسة اللبنانيين”.
Leave a Reply