ديربورن – خاص “صدى الوطن”
تلبية لدعوة “لجنة المساندة الشعبية في أميركا – ولاية ميشيغن”، تجمع المئات من أبناء الجالية في منطقة ديترويت الكبرى، بعد ظهر الأحد الماضي، أمام المجلس البلدي لمدينة ديربورن، متظاهرين ضد نظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ومطلقين الهتافات المنددة بسياساته والمطالبه برحيله عن موقع الرئاسة. وحظيت التظاهرة بتغطية إعلامية من وسائل عربية وأميركية.
ورفع المتظاهرون الأعلام اليمنية والأميركية، ولافتات تحمل صوراً لـ”جرائم النظام”، ويافطة كبيرة كتب عليها باللغتين العربية والإنكليزية “الجالية اليمنية في الولايات المتحدة تطالب بإسقاط النظام الحاكم في اليمن”.
وحيى الناشط علي بلعيد جمهور المتظاهرين مشيداً بعدالة “الثورات العربية التي انطلقت منذ استشهاد التونسي محمد بوعزيزي وملأت الميادين والساحات والشوارع في عديد العواصم والمدن العربية مطالبة بإسقاط الأنظمة القمعية والديكتاتورية”.
وبعث بلعيد تحية خاصة إلى المتظاهرين والمحتجين في العاصمة اليمنية صنعاء وبقية المدن اليمنية الأخرى، وقال إن النصر سيكون حليف الشعوب في آخر الأمر، لأنهم أصحاب حقوق ومطالب مشروعة.
وألقى الشيخ أحمد موسى كلمة قال فيها “جئنا إلى هنا، شبانا ورجالا، رغم البرد الشديد لنتضامن مع الحركات الاحتجاجية لأبناء شعبنا في الداخل اليمني، ولنرفع صوتنا مع الأصوات الأخرى في ساحة التحرير، بإسقاط الرئيس”.
ووجه موسى دعوة إلى “هيئة العلماء” التي كانت قد أطلقت مبادرة، في وقت سابق، للحوار والتعقل، وطالبهم “بالوقوف إلى جانب المظلومين والمقهورين والضعفاء، وألا يتستروا على جرائم النظام”. وأمّن المتظاهرون على الدعاء الذي رفعه الشيخ أحمد الجبري، والذي دعا فيه إلى محاسبة الفاسدين والظالمين، وتفريج الغم عن نفوس المقهورين، وإحقاق حقوقهم، ودعم مطالبهم.
وقال عضو “لجنة المساندة الشعبية” عبدالملك الوجيه لـ”صدى الوطن”: “نحن هنا لنقول للرئيس علي عبدالله صالح: كفى. ونطالبه ونطالب أفراد أسرته بالابتعاد والتخلي عن مناصبهم وأن يفسحوا المجال للدماء الجديدة”.
وأضاف “بعد 33 سنة من الحكم نقول كفاية، فأنا شاب يمني لم أعرف في حياتي رئيساً غير عبدالله صالح، وهي 33 سنة من التمييز المناطقي والولاءات الضيقة والفساد والمحسوبيات وإثارة النعرات بين أبناء الشعب اليمني”.
وطالب الوجيه الإدارة الأميركية بالتخلي عن دعم النظام اليمني، وقال “إننا كأميركيين يمنيين نطالب الرئيس باراك أوباما بالتوقف عن دعم نظام عبدالله صالح، كما نطالب جميع المؤسسات والمنظمات الحقوقية بالضغط وفضح جرائم النظام بحق أبناء الشعب اليمني”.
وشدد الناشط أحمد قفعان “بأن الثورة مستمرة حتى سقوط النظام”. وقال “إن هذا النظام الفاسد الذي خرب البلاد وظلم العباد لا يستحق أن يعيش يوماً واحداً”.
وأضاف “لقد فقد النظام شرعيته ومصداقيته في الداخل وفي الخارج.. ومثل هكذا نظام لا يهتم بمصالح اليمنيين وقضاياهم عليه الرحيل فورا”.
وتلا الناشط والإعلامي الزميل عبدالملك المثيل بيان “لجنة المساندة” باسم اليمنيين الأميركيين، حيى فيه الشهداء والأسرى والمصابين والجرحى جراء ممارسات النظام القمعية. وبث تحية تقدير لمن وصفهم البيان بالشباب “الصامدين في ساحات التحرير والتغيير في صنعاء وعدن وحضرموت وتعز والحديدة وإب وصعدة والبيضاء وغيرها”.
وقال البيان: “نشـد على أيديهم ونقول لهم لقد حققتم إنجازا هائلا بوقفتكم الشجاعة أمام النظام الديكتاتوري البغيض الذي عاث في بلادنا مايزيد عن ثلاثة عقـود من الزمن هي أكثر من أعمار الكثير منكم ومنا، فمنذ أن خلقنا على وجه البسيطـة ونحن لانـرى إلا صنما يطوف حوله اللئام من المرتزقة ويتبرّك به السفهاء من الفاسـدين”.
وطالب البيان برحيل الرئيس اليمني: “نعـم، إرحـل أيها الطاغيـة أنت وبنـوك وأخوتـك وأصهارك وأنسـابك ومن يلوذ بك، أنت ونظامُـك المتخلف العفـن، أنت وزمرتـك الفاسـدة المفسـدة، أنت وآلتـك البوليسـية القمعيـة الإجرامية، أنت وإعلامك الضـّـال المُـضِـلّ، أنت وكلّ من بعث الفتنـة فينـا فأحـدث ما أحـدث من الشقـاق في نفوسنـا ومزقنـا شيعـا وطوائـف، أنت ومن تبعك من مصاصي دماء شعبنا، أرحلوا جميعكم فمأواكم زبالة التاريخ وبئس المصيـر”.
وتضمن البيان عهداً من اليمنيين الأميركيين بالوقوف إلى جانب إخوانهم في الداخل اليمني، والتكفل بإيصال القضايا اليمنية إلى كل المحافل في الولايات المتحدة الأميركية، وكشف جرائم الطغاة، وفضح قضايا الفساد عبر ملاحقة الثراوت غير المشروعة وكشفها في البنوك الأميركية والكندية.
تظاهرة تدعو للوحدة والحوار
وكان عشرات اليمنيين قد تظاهروا، في المكان نفسه، في اليوم السابق (السبت الماضي)، تلبية لدعوة “لجنة الشباب اليمنية” تحت شعار: نعم، لحل الأزمة عن طريق الحوار الوطني الشامل والحفاظ على الوحدة الوطنية.
ورفعت خلال التظاهرة الأعلام اليمنية وصور الرئيس اليمني علي عبدالله صالح.
وكانت هذه التظاهرة قد جاءت على خلفية دعوة “هيئة العلماء” في اليمن إلى التعقل والحوار، وتأييدا لها.
وقال الناشط جمال المجلي: “نحن ندعم الرئيس وندعو جميع اليمنيين إلى الحوار والسلام وإلى أن يكونوا يدا واحدة”.
وعبر أحد الأميركيين الذي حضر التظاهرة، ويدعى “ستيف”، عن استغرابه من تلك التظاهرة وقال “لقد قضيت بعض الوقت في اليمن، وبعد عودتي بقيت أتابع الأخبار عن ذلك البلد، ولكن ما أراه هنا هو أمر مختلف، ولكن بكل حال إنه لأمر جيد أن تسمع وجهة النظر الأخرى”.
وقال نبيل الغاثي، أحد منظمي التظاهرة: “إن الكثير من المتظاهرين اللبنانيين والعراقيين والعرب الآخرين يأتون ويتكلمون عن اليمن، وهؤلاء يجب أن يعرفوا أن اليمنيين لا يوافقون على كلامهم، فاليمن وضعه مختلف”. وأضاف: “نحن لا نقول إنه لا توجد بعض المشاكل في اليمن، ولكن تلك المشاكل يجب حلها بالحوار، ونحن ندعم الانتخابات والتصويت، ولكن لا شمال ولا جنوب. هناك يمن واحد”. ورأى الغاثي أنه “إذا حدث أي شيء في البلد فإن الفوضى سوف تعم، ونحن لا نريد أن تصبح اليمن مثل ليبيا. لدينا بعض المشاكل مع بعض الشرائح التي لا تريد أن يكون البلد موحدا”.
على الهامش
أعرب بعض الناشطين اليمنيين ممن أشرفوا على تنظيم التظاهرة المعارضة للنظام عن عدم رضاهم عن التغطية الإعلامية التي حظيت بها التظاهرة السابقة، والتي نظموها في 27 شباط (فبراير) الماضي، حيث أغفلت وسائل الإعلام (وبينها “صدى الوطن”) الدور الأساسي للناشطين اليمنيين الذين قاموا بالدور الأكبر في تنظيمها، وقامت بالتركيز على شعارات الثورتين الليبية والبحرينية مغفلة مطالبة المتظاهرين اليمنيين بإسقاط الرئيس علي عبدالله صالح. وتمنى بعضهم على الناشطين في الجاليات العربية الأخرى أن يكون هناك مزيد من التنسيق “حتى نتمكن جميعاً من إيصال أصواتنا بشكل فعال”.
Leave a Reply